السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير سواء بـ حلول رمضان أو بـ قرب العيد
هذه مشاركة [الفريق البرتقالي] لمسابقة إحساس وقمرة ~
أتمنى أن تعجبكم وتنال مشاركتنا إستحسانكم
ما ودّي أطول عليكم زيادة .. لذا سأترككم مع الصورة والوصف
كلما تقدم بنا الزمن .. توسعت دوائر إلتزاماتنا .. زاد الوقت الذي نحتاجه إتجاه الآخرين .. ودون أن نشعر
يسلب منا ذاك الوقت الذي نحتاجه لأنفسنا .. لكننا نعتاد تدريجياً أن نصبح أشبه بآلات تعمل بلا توقف ..
تسابق عقارب الوقت ..
وحين نصطدم بوقت الفراغ .. تتوقف طبيعتنا الآلية ونصبح شاردين تائهين .. إلى أن يرن الهاتف بمكالمة
عمل أو طلب من أحدهم ..
قد تمر أيام ولا أرى منزلي .. أو أعود وأنا أسارع الخطى نحو السرير كي أسترق ساعتين لأنام قبل أن يحل
صباح جديد ..
قد لا أجد الوقت ولا أتواجد في منزلي .. حيث يُفترض أن تكون موطن راحتي .. لذا اتخذت من ذلك المقهى
محطة إستراحة قصيرة .. قبل أن أعاود التحليق مجدداً ..
أو بكلمات أكثر تعبيراً .. إنه محطة هروب من صخب الحياة .. حيث أشتاق أن أختلي بنفسي مع نفسي ..
كرة واحدة من الآيس كريم كفيلة بأن تحول مزاجي المُتعكر إلى حلمٌ جميل ..
الفانيليا، الكاراميل، وشوكولاه تتخللها المُكسرات .. لا أَمَلَّ أبداً من تنوع النكهات والألوان ..
أتذكر برنامجاً شاهدته منذ فترة طويلة عن شعب الإِسْكيمو .. الذين يعيشون في القطب المتجمد ..
أتساءل إن كانوا يتناولون الآيس كريم ويحظون بتلك المتعة ..
أحياناً أفتقر للتركيز والطاقة .. أحتاج إلى من يسعفني .. عندها ليس أفضل من فنجان قهوة يرافق طبق
معتبر من الكعك المُرصع بالفواكه البرية .. التوت بألوانه .. الفراولة .. لمسة من الكرز ..
قد تبدو تلك الجواهر متشابهة من الوهلة الأولى .. لكن إن تأملت مذاق كل منها .. ستجد سحراً مختلفاً
لكل لون .. السحر الأسود .. السحر الأزرق .. السحر الأحمر .. السحر الوردي
تتناغم كل تلك المكونات مع الكريما البيضاء والشوكولاه السوداء .. تناغم للمتناقضات ..
حيث الأبيض والأسود خير شريكان ..
بينما تذوب المكونات لتغمر شفاهي وفمي وروحي، تتسابق أناملي في تحريك الشوكة لإقتطاع قطعة
أخرى من هذا المهرجان .. بينما أستنشق عبير قهوتي المُخدرة ..
بالتأكيد لم أجرب المُخدرات. .. لكن أتساءل إن كان إدمان الكعك مع القهوة هو أحد أشكال التعاطي ..
لكني على ثقة إنه لا علاج لهذا النوع من الإدمان ..
إنها القهوة التي لا تكف القصائد والأشعار عن تقديسها .. إنها فاكهة العقل والروح .. بسكر ..
مع الحليب .. أو سادة .. برغوة غنية كثيفة كالسحب الحالمة .. أو بسطح لامع يتخلله بخار ضبابي ..
كل فنجان قهوة تمثل لي بداية مغامرة جديدة .. إنه المُحيط الأسود الذي يبتلعني من جزر الكسل والاكتئاب
وغربان الأفكار السوداء التي تلاحقني ..
محيط أسود أتنفس في أعماقه بحُرّيّة .. حيث الأسود ملك الألوان ورمز القوة والصمود ..
الحياة مليئة بالحركة والصخب .. ونحن جزء من هذا الصخب .. لكن ضوضاء المقهى المُفعم بالأبخرة العطرة
هو بالتأكيد كان مختلف عن العالم خارجه ..
يظل ذلك الحاجز الزجاجي بين طاولتي داخل المقهى والشارع بالخارج .. أمر أشبه بفيلم صامت ..
حركة الناس والسيارات وبعض الطيور والقطط التي لا ألحظ وجودها في العادة .. الشمس قبيل الغروب ..
أضواء المدينة .. عُمَّال الصيانة .. العائلات والأطفال ..
إنني حرفياً أشاهد العالم دون أن يراني أحد .. شعور لطيف أن تكون كالشبح أحياناً ..
كل ذلك من خلال ذلك الجدار الزجاجي ..
عندما أغادر المقهى وأنظر إليه من الخارج .. أُدرك فوراً إني قمت برحلة إنتقالية بين عالمين مختلفين ..
ففي الخارج حيث أعيش .. وفي داخل المقهى حيث أختلي مع ذاتي ..
قد استغرق أياماً بحثاً عن حقيبة أنيقة ترضي ذوقي .. لكن إيقاع الحياة المُتسارع يجعلني أنسى قيمة
تلك الحقيبة .. وها قد حان الوقت لأضع حقيبتي أمامي على الطاولة .. وكأنها تشاركني فنجان قهوتي
لكن على طريقتها ..
كثيراً ما أسرح في تفاصيل حقيبتي في هدوء .. أشعر بالحقيبة كأنها كيان أو شخص يشاركني جلستي ..
بأي حقيبة سأخرج ؟ .. أي حقيبة ستشاركني قهوتي اليوم ؟!
مهما كان فنجان القهوة كبيراً .. ومهما طالت لحظات الهدوء والسلام الداخلي .. فإن لكل فنجان نهاية ..
علي المغادرة الآن .. لكن بالتأكيد حالي بعد هذه الرحلة الصغيرة أفضل بكثير ..
علي المغادرة الآن .. لكني سأعود لاحقاً ومجدداً ..
لقد كنت ضيفة مُرحِّباً بها لبعض الوقت .. لقد سعدت بقضاء الوقت مع نفسي ..
إلى لقاء قريب يا ذاتي العزيزة .. على ذات الطاولة وذات الواجهة التي إعتدنا الجلوس عليها ..
تم
بـ عدسة Mayumii وقلم .:GENERAL:.
وكل الشكر للمبدعة R O J I N A على التصاميم
.
.
.
.
وداعاً وفي آمان الله ^^
المفضلات