السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اخباركم ؟ ان شاء الله تكونوا بخير
الديانات السماوية هي :- اليهودية والنصرانية والإسلام (وكلنا بنعرف إن الديانات السماوية تدعو لعبادة الله تعالى والى الإسلام ولكن الشريعة والمنهج يختلفان فيما يحل وفيما يحرم).
الديانات الوضعية :- وهي التي تكون بوضع البشر مثل ( الهندوسية والبوذية والكونفوشوسية وغيرهم من فلسفات).
الآن نبدأ موضوعنا وهو الاداب الاربعة في الديانات السماوية :-
أولاً :- الديانات السماوية
1:- الصمت :-
الإسلام
•قال صلّى الله عليه وسلّم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، ( صحيح البخاري حديث رقم 5672)
•وقال علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه: "إذا تم العقل نقص الكلام"، وقال: "بكثرة الصمت تكون الهيبة". ( كتاب نهج البلاغة الحكمة رقم 68)
2:- المسيحيه
• قالت الطوباية الام تريزا :- الله صديق الصمت، لننظر إلى الطبيعة، الشجر، الورود إنّها تنمو بصمت. لننظر إلى النجوم، القمر، الشمس، إنّها تتحرّك بصمتٍ... نحن بحاجةٍ إلى الصمت لكي نلمس القلوب”وان صمت القلب هو قلب الصمت, يُسكت الحبّ المتعدّد التوجّهات ليحصره فقط في حبّ الله وتمجيده في خلائقه. الصمت في الحبّ، هو رضوخٌ كامل لمشيئة الحبيب.وكذلك فإن صمت النفس، هو إسكات الصوت الداخليّ الّذي يبعدنا عن معرفة الحقيقة، و كل ما يدفعنا إلى انتقاد الغير بطريقةٍ غير بنّاءة.(كتاب عصر المجامع صـــ133 بقلم كيرلس الأنطوني)
3:- اليهوديه
• أمّا في اليهوديّة فعبارة ”الصمت“ هذه (שְׁתִיקָה)، هي محوريّة في علاقة الله الخالق بالإنسان المخلوق، نجدها في صلب أسفارها وكتبها المقدّسة، ومنها تنهل أسرار الوحي الإلهي، وتختبره تارة بالصمت، لا صمت مجّاني في اليهوديّة، بل هو مرتبط ومتبوع دومًا بالكلمة، يهيّئ لسماعها وللإصغاء إليها ولفهمها: فاليهودي لا يصمت إلاّ ليسمع الله يكلّمه كاشفًا عن ذاته وعن إرادته:«إسمع يا إسرائيل، الربّ إلهنا، الربّ واحد» (تثنية 6: 4). يمكننا أن نفهم معاني الصمت في اليهوديّة من خلال ثلاثة مصادر أساسيّة وهي التوراة الكتابيّة (الكتاب المقدّس)، والتوراة الشفهيّة (التقليد المقدّس)، والتاريخ اليهودي .(كتاب الصمت في اليهوديه د/لويس صليبا ط / دار بيبليون 2009)
وقالوا :- يصمت الله لتأديب شعبه على قلّة أمانته من جهة، وليدفعه إلى البحث عنه، ليجده بعد توبة حقيقيّة، من جهة أخرى.
-----------------------------------------------------------
ثانيا :- العزلة
1:- الإسلام
• عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) (رواه الترمذي (2507) ، وابن ماجة (4032))
• وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" العزلة خير إذا كان في الخلطة شر، أما إذا لم يكن في الخلطة شر؛ فالاختلاط بالناس أفضل "(" شرح رياض الصالحين "لابن عثيمين (ج3/ صـ72)
2:- المسيحيه
يقولون ان سفر الحكمة يدعو الى العزلة المقدسة التي فيها ينسحب الإنسان تحت قيادة روح الله القدوس إلى أعماقه، ليعيد تقييم نفسه، وتقييم عمل الله فيه، وإعادة النظر إلى كل شيء بعينيّ رب المجد يسوع، الحكمة الإلهي.وفي نفس الوقت يحذرنا من العزلة الشريرة التي فيها ينسحب الإنسان من الجماعة المقدسة، حاسبًا نفسه أفضل من الجميع، معتمدًا على فكره الذاتي، رافضًا المشورة المقدسة والحوار المقدس.( كتاب عصر المجامع صـــ142 بقلم كيرلس الأنطوني)
3:- اليهوديه
العزله تخص في اليهوديه بجماعه تسمى الحريديم وهم جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل.
اسم حريديم هي جمع لكلمة «حريدي» وتعني «التقي». وقد تكون الحريديم مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل واعتزل الناس.(
--------------------------------------------------------------------------------
ثالثا :- الجوع
1:- الإسلام
الجوع اما ان يكون عذابا او ابتلاء :-
أ:- عذاباً :-
• كما في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (سورة النحل 112) .
ب:- ابتلاء :-
• وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (سورة البقرة 157)
• عن النعمان بن بشير قال: سمعت عمر بن الخطاب يخطب فذكر ما فتح على الناس فقال : «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَوِي يَوْمَهُ مِنَ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ»(1)
2:- المسيحية
الجوع في المسيحيه هو تجربة للايمان والمحبه كالتالي :-
أ:- في البرية: إن الله قد ترك شعبه يجتاز الجوع اختباراً وتجربة له، لسبر أغوار قلبه ,( العهد القديم سفر التثنية الاصحاح8:الفقره من 1 الى 3).)
ب:- إن محبة الجوع والعطش ينبغي أن تحتفظ بطابعها الإستثنائي. فالفقراء 1 الذين لن يختفوا من البلاد (يشكلون نداءات حية موجهة لمن يدنون منهم ،(سفر التثنية 15: 11)
-------------------------------------------------------
رابعا :- السهر
1:- الاسلام
• وقال تعالى عن العابدين: ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)(سورة الذاريات :17)
• وفي الحديث: "من خاف أدلج" وهو السير بالليل، كأن الخائف من الله يتعبد ليلا ونهارا ليصل إلى الجنة.
2:- المسيحية
• إصحوا واسهروا الأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه"([(متى25: 13) ] كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث ص37
• فاسهروا إذاً لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان ] ([سفر الخروج 5: 8] كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث ص37)
-----------------------------------------------------
انتهى الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث وهو الاداب الاربعة في الديانات الوضعية
هذا وبالله تعالى التوفيق
المفضلات