سنواتٌ مرت يا عمري
فتلاشى في البعدِ هوانا
فالكلٍ منا محبوبٌ
لا يعشق في الوصلِ سوانا
ولكلٍ منا أطفالٌ
ومشاغلُ تملءُ دنيانا
لكنكِ شيءٌ مختلفٌ
في قلبي يحتلُ مكانا
كالحبِ وكالعشقِ كداءٍ
صاحبنا حتى أفنانا
إن كنت نسيتِ فدليني
كي أنسى حبك أحيانا
حاولتُ ولكن لا جدوى
شوقكِ يقتلني حرمانا
يا أغلى امرأةٍ في قلبي
أدمنتُ لقربكِ إدمانا
ما نزلت رجالكِ بأرض
إلا وتبعتكِ ولهانا
أبحثُ في الحي على سكنٍ
بجوارك فيطيبُ مكانا
لا أبصرُ وجهكِ لكني
أشعر بالدفء كما كانا
أشعرُ بالشوقِ يمزقني
أفتقد حناناً وأمانا
فأقوم وأخرج من بيتي
ولداركِ أقصدُ سكرانا
ما ذقت الخمر ولكني
من شوقك ثملٌ يتدانى
أتهادى أبتعدُ قليلاً
أقترب وأرجعُ كسلانا
أختلس النافذة طويلاً
وأحدثُ عنك الجدرانَ
لو كانت تعلم عن حالي
لروتكِ وباحت ما كان
كم لمس على بابك كفي
أطرقُ لا أطرقُ لو بانا
من لو يلمحني في حلمٍ
يستيقظ يخرج بركان
يتلفت في كل مكانٌ
يدفعهُ شكٌ ليرانا
وأريح على بابك خدي
وأقبل بابكِ أحيانا
وأعودُ وروحي تسحبني
لأعود وقلبك ما لانا
رحماكِ بقلبي سيدتي
أهلكتِ بصدكِ إنسان
حرٌ كالطائرِ في قفصٍ
تمنعهُ عنكِ القضبانا
لا أطمعُ إلا في نظرٍ
فالبدرُ ببعدكُ ما بانا
يا شمسي أنتِ ويا قمري
يا قوساً يسحرُ ألوانا
ما عاد تلألأ في أفقي
ليزين في الحب سمانا
معقولٌ أن لا تختنقي
ما حن فؤادكِ للقانَ
قد كنا إن غبنا شهراً
وافكُ المرضُ فما آن
لأراك بأكمل عافيةٍ
وأنا في سقمٍ أتفانى
وتنامي دوني في دعةٍ
وأنا أتقلب سهرنا
وندى عيناي على خدي
لصقيعٍ تقطرُ أشجاني
يا أجمل وردة رمانٍ
ما بعدك ذقت الرمانا
مذُ أحجم ثغرك عن عسلٍ
وعلت أسواركِ بستانا
ما رغبت نفسي في عنبٍ
وعناقد غيرك أغصانا
فالموت بدونك أطيب ليُ
قد أخطأ طبكِ شريانا
جئنا كي نشفى من يدهِ
فخرنا منهُ ببلونا
بقلم الشاعر /
امين يعقوب أمين حربه
المفضلات