مشاهدة النتائج 1 الى 1 من 1
  1. #1

    موعظة زين العابدين(ع)،وموعظة جده علي بن أبي طالب(ع).

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

    نبذة عن راوي الخطبة؛

    ضياء الدين أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد بن إسحاق المؤيد المكي الخطيب الخوارزمي الحنفي. المعروف بـ (أخطب خوارزم). (484 - 568 هـ / 1091 ــ 1172 م).

    عالم وفقيه وأديب ولغوي وشاعر من علماء السنة حنفي المذهب، عُدت كتبه مصدراً موثوقاً في النقل فنقل عنه ابن الوزير اليماني، وابن حجر العسقلاني، والكنجيّ الشافعي، وابن الصبّاغ المالكي وغيرهم،

    قيل فيه: (من كبار المحدثين والمؤرخين في القرن السادس، كان فقيهاً غزير العلم، حافظاً طائل الشهرة، محدِّثاً كثير الطرق، خطيباً طائر الصيت، متمكّناً في العربية، خبيراً على السيرة والتاريخ، أديباً شاعراً، له خطب و شعر مدون). (3)

    وقال فيه السيوطي: (كان متمكَّنا في العربية، غزير العلم، فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً، قرأ على الزمخشري، وله خطب وشعر). بغية الوعاة ج 2 ص 308.

    كما قال فيه القفطي* : (أديب، فاضل، له معرفة تامّة بالأدب والفقه، يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة، وينشئ الخطب به، أقرأ الناس علم العربيّة وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب). إنباه الرواة ج 3 ص 232 رقم 779

    *والقفطي هو أبو الحسن علي بن يوسف القفطي ويلقب بجمال الدين ويعرف بالقاضي الأكرم، ولد القفطي في بيت علم وكان أبوه يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني من علماء الأمة ووجوههم ويلقب بالقاضي الاشرف، من بني شيبان، وكان كاتبا ناصع البيان متصرفا في ضروب الإنشاء، وكانت أمه بدوية من عرب قضاعة، فصيحة مطبوعة تحفظ الشعر وترويه.
    وكبيديا(https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC...81%D8%B7%D9%8A).
    تاريخ الأدب العربي (فروخ) ل عمر فروخ ج. الثالث. ص. 556-559. (https://waqfeya.net/book.php?bid=12706).



    خطبة زين العابدين علي بن الحسين(ع):

    «أيها الناس! اعطينا ستا ، وفضلنا بسبع:

    اعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة ، والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين ،

    وفضلنا بأنّ منا النبي المختار محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد رسوله ، ومنا سيدة نساء العالمين ، ومنا سبطا هذه الامة ، وسيدا شباب أهل الجنّة ، ومنا مهديُها.

    فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجّ ولبى ، أنا ابن من حُمل على البراق في الهوا ، أنا ابن من اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، دنواً واقتراباً من العلي الأعلى ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، مثنى مثنى ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا : لا إله إلّا الله ، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم بسيفين ، وطعن برمحين ، وهاجر الهجرتين ، وبايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين.

    أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين ، وقامع الملحدين ، ويعسوب المسلمين ، ونور المجاهدين ، وزين العابدين ، وتاج البكائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين من آل طه و ياسين ، رسول رب العالمين ، أنا ابن المؤيد بجبرائيل ، المنصور بميكائيل (يقصد هنا رسول الله صلى الله عليه وآله) ، أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين (يقصد هنا اْمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام) ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، والمجاهد أعداءه الناصبين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين ، وأقدم السابقين ، وقاصم المعتدين ، ومبير المشركين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكمة العابدين ، ناصر دين الله ، وولي أمر الله ، وبستان حكمة الله ، وعيبة علم الله.

    سمح سخي ، بهلول زكي ، أبطحي ، رضي مرضي ، مقدام همام ، صابر صوام ، مهذب قوام ، شجاع قمقام ، قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب ، أربطهم جنانا ، وأطبقهم عنانا ، وأجرأهم لسانا ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدّهم شكيمة ، أسد باسل ، وغيث هاطل ، يطحنهم في الحروب ـ إذا ازدلفت الأسنة ، واقتربت الأعنة ـ طحن الرحى ، ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم.

    ليثُ الحجاز ؛ وأسدُ الوغى ، وصاحب الإعجاز ؛ وكبش العراق ، مكي مدني ، أبطحي تهامي ، خيفي عقبي ، بدري أحدي ، شجري مهاجري ، من العرب سيدها ، ومن الوغى ليثها ، وارث المشعرين ، وأبو السبطين ، الحسن والحسين ، مظهر العجائب ، ومفرق الكتائب ، والشهاب الثاقب ، والنور العاقب ، أسد الله الغالب ، مطلوب كل طالب ، غالب كلّ غالب ، ذاك جدي علي بن أبي طالب.

    أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء ، أنا ابن الطهر البتول ، أنا ابن بضعة الرسول».

    أنا ابن المرمل بالدماء، انا ابن مسلوب العمامة والرداء، انا ابن من بكته الجن في الظلماء ، والطير في الهواء ، وبكت عليه ملائكةُ السماء.


    قال: ولم يزل يقول: «أنا أنا». حتى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب.

    انتهى الخبر. كتاب مقتل الحسين للخوارزمي - ج2 ص76.



    وأحب ان أرفق موعظة جده علي بن ابي طالب(عليه السلام) يصف فيها المتقين:

    وللخطبة مصادر منها:
    • ماذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه «سليم بن قيس الهلالي» عن أبان بن أبي عياش.
    • الشريف الرضي في «نهج البلاغة».


    نص الخطبة:

    روي أنّ صاحباً لأميرالمؤمنين (عليه السلام) يقال له همّامٌ كان رجلاً عابداً، فقال له: يا أميرالمؤمنين، صف لي المتقين كأنّي أنظر إليهم. فتثاقل عليه السلام عن جوابه، ثمّ قال: يا همّامُ، اتقِ اللهَ وأحْسِنْ فَـ<إنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا والَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ>. فلم يقنع همّامٌ بِذَلِكَ القول حتّى عزم عليه. قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم صلّى على النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم) ثمّ قال (عليه السلام):


    أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ خَلَقَ الْـخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لِأَنَّةُ لا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ، وَلا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ.

    فَالْـمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ: مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، وَمَلْبَسُهُمُ الاقْتِصَادُ([2])، وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ. غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَـهُمْ. نَزَلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاَءِ كَالَّتِي نَزَلَتْ فِي الرَّخَاءِ([3]). وَلَوْلَا الأجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِم لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ، وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ. عَظُمَ الْـخَالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَالْـجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ.

    قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ، وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ. صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً، تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَـهُمْ رَبُّهُم.

    أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا، وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا. أَمَّا اللَّيْلُ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهُ تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ([4]) بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ، فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ([5])، مُفْتَرِشُونَ لِـجِبَاهِهِمْ([6]) وَأَكُفِّهِمْ وَرُكَبِهِمْ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ.

    وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ، قَدْ بَرَاهُمُ الْـخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ([7])، يَنْظُرُ إِلَيْهمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَيَقُولُ: قَدْ خُولِطُوا! وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ والله أَمْرٌ عَظِيمٌ!

    لاَ يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَلا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ، فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ. إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ بِيْ مِنْ نَفْسِي! اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ.

    فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ، وَحَزْماً فِي لِينٍ، وَإِيمَاناً فِي يَقِينٍ، وَحِرْصاً فِي عِلْمٍ، وَعِلْماً فِي حِلْمٍ، وَقَصْداً([8]) فِي غِنىً، وَخُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ، وَتَجَمُّلاً فِي فَاقَةٍ([9])، وَصَبْراً فِي شِدَّةٍ، وَطَلَباً فِي حَلَالٍ، وَنَشَاطاً فِي هُدًى، وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ([10]). يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الصَّالِـحَةَ وَهُوَ مِنْهَا عَلَى وَجَلٍ، يُمْسِي وَهَمُّهُ الشُّكْرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِراً، وَيُصْبِحُ فَرِحاً ، حَذِراً لِـمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ ، وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ.

    إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيَما تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيَما تُحِبُّ. قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيَما لايَزُولُ، وَزَهَادَتُهُ فِيَما لا يَبْقَى، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ. تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ، قَلِيلاً زَلَـلُهُ، خَاشِعاً قَلْبُهُ، قَانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُوراً([11]) أَكْلُهُ، سَهْلاً أَمْرُهُ، حَرِيزاً([12]) دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ، مَكْظُوماً غَيْظُهُ. الْـخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ. إنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ، وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ. يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ.

    بَعِيداً فُحْشُهُ، لَيِّناً قَوْلُهُ، غَائِباً مُنْكَرُهُ، حَاضِراً مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِراً شَرُّهُ. فِي الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ([13])، وَفِي الْـمَكَارِهِ صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ. لا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَلا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ. يَعْتَرِفُ بِالْـحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ بِهِ عَلَيْهِ. لا يُضَيِّعُ مَا اسْتُحْفِظَ، وَلا يَنْسَى مَا ذُكِّرَ، وَلا يُنَابِزُ بِالألْقَابِ، وَلا يُضَارُّ بِالْـجَارِ، وَلا يَشْمَتُ بِالْـمَصَائِبِ، وَلا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ، ولاَ يَخْرُجُ مِنَ الْـحَقِّ.

    إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ، وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ، وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتّى يَكُونَ اللهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ. نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ. أَتْعَبَ نفسه لآِخِرَتِهِ، وَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ. بُعْدُهُ عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَنَزاهَةٌ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ، لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْرٍ وَلا عَظَمَةٍ، وَلا دُنُوُّهُ بِمَكْرٍ وَلا خَدِيعَةٍ.

    قال: فصعق همّامٌ (رحمه الله) صعقةً كانت نفسُه فيها، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: هكَذَا تَصْنَعُ الْـمَوَاعِظُ البَالِغَةُ بِأَهْلِهَا؟ فقال له قائل: فما بالك يا أميرالمؤمنين؟ فقال(عليه السلام): وَيْحَـكَ ، إِنَّ لِكُلِّ أَجَـلٍ وَقْتـاً لا يَعْـدُوهُ ، وَسَبَباً لا يَتَجَاوَزُهُ، فَمَهْلاً لا تَعُدْ لِـمِثْلِهَا، فَإِنَّمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ!


    صدق امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
    اخر تعديل كان بواسطة » bora3d-2 في يوم » 06-05-2023 عند الساعة » 22:01


  2. ...

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter