أطفي السيجارة ثم أشعلُ غيرها
من شدة التفكير غيرُ مبالي
حتى إذا أتممتها ورميتها
أشعلتُ أخرى فاتقت اشعالي
وكأنها تخشى عليّ ولا ترى
إلا ضباباً مطبقاً بجبالي
ردئ تذكرني بلفحة نارها
فأشب فيها النار غير مبالي
أنا يا صديقي شاعرٌ ومشاعري
رقراقة و حليلتي بظلالي
إن هزني شوق الحبيب تهز لي
جذع القوافي من مكان عالي
فترى القوافي كالثمار تساقطت
وترى مع سجع الطيور جمالي
وإذا غزاني الحزن أو ظلم الجوى
جاءت تواسيني وتشرح حالي
وإذا رماني طرف فاتنة بدت
قبلي وقالت هل رأيت الحالي
قبل التواري في اللثام وأسرفت
غزلاً يزين جدب ربعٍ خالي
فترى وتسمع وردتي بقصائدي
وأحال لتحقيق يا بنت خالي
لشعر شيطانٌ وجنٌ لا ترى
تلقي الحروف بدون قوس نبالي
هذا أنا والشعر بوح مشاعري
أجدى من الكتم الحميم الصالي

بقلم أبو نزار أمين حربه