في موسم التزاوج وحده تنبت لنا أجنحة ، و ما يتصوره الناس أنه جنس خاص من النمل الطائر ليس ف يالحقيقة إلا الذكور و الإناث في موسم الحب و عندما ينتهي الموسم يسقط الذكر على الأرض و يموت لقد انتهت مهمته و لم يعد لحياته معنى ، و بموت الذكر تبدأ مهمة الأنثى .. تقرض أجنحتها لأنها لن تحتاج إليها مرة أخرى >>> الوفاء والإخلاص نادر في بني البشر و لا يعرفه الا من يشعر بحلاوته>>..أشت كثيراً عندما أتحدث عن الانسان ..ما زال غامضاً بالنسبة لي و لا ادري هل يعلم هو حقيقة نفسه أصلاً !!!؟؟؟؟
و بعد قرض أجنحتها تقوم يعمل عشها في الأرض و تبيض ، و هذا العش الصغير هو الذي سيصير فيما بعد مستعمرة من مستعمرات النمل ، و هي مستعمرة يمكن أن تصير مستعمرات و تتحول إلى وادِ م اودية النمل ....
**و يقع هذا الوادي فوق الأرض و تحتها .. و يضم مساكن لكل فرد فيه ، و يضم الأنواع اللازمة لإقامته ، و يضم نسباً محددة لكل نوع من الأنواع فيه ، و من الأسرار التي لم يكتشفها العلماء بعد ، و لا أظن أنهم سيكتشفونها ، السؤال التالي :-
–لماذا ينمو النمل و يعطي أجناسه المختلفة من ذكور و إناث و شغالة بأعدادها المحدودة ؟
-لماذا تبيض النملة الأم بيضاً يفقس عن شغالات ..
-و لماذا تنمو هذه الشغالات بحيث توفر للنملة الأم أن تتفرغ بعد ذلك لوضع ملايين البيض بقية عمرها ..
-و لماذا تبيض الأم الذكور بعد ذلك / و لماذا تبيض الإناث بعد ذلك ... و لماذا تختار هذا العدد المحدد من الذكور و هذاالعدد المحد من الإناث ، بحيث يكفي مجموع الاعداد لاستمرار الحياة و انتظامها بشكل مدهش ........... هل تحسب النملة الأم و هي تبيض كل هذه الحسابات التي لا يستطيع أي عقل بشري أو الكتروني أن يقوم بها ....النملة تفعل ذلك .
*إن البشر لا يستطيع أن يتحكم في نوع الجنين ، و لكن النمل يفعل هذا بمنتهى البساطة و يفعله دون أن يعرف أنه يفعله . >>> الانسان ينجب لأسباب كثيرة و لكن بعد الانجاب يترك ما أنجبه!!!!
******و لسوف يقف العلماء أمام هذاالسر المثير لعالم النمل ، و سوف يظل السر غامضاً عليهم و أنا لا ااعرف جواب هذا السر ... >>>ألم أخبركم أني لست مغرورة و أنني رغم حكمتي فإني لا اعرف امورا كثيرة ايضا .
سأكتفي بالقول أن الله الرحيم الكريم قد علم قبل خلق النمل ما سوف نلقاه من البشر، و علم الله تعالى إن قدم طفل من أطفال الآدميين تستطيع أن تقتل ألف نملة دون قصد لو سارت في مستعمرة للنمل .. و لهذا السبب زودنا الله بما لم يزود به البشر ، و هدانا لما لم يهد إليه البشر ، و منحنا أسلحة تعين على البقاء في عالم لا يهدأ فيه صراع القاء لحظة .. احدثكم الآن عن نفسي قليلاً ...
ولدت نملة شغالة .. نملة كادحة .. نولد على هيئة البيض ، ثم نصير يرقات ، ثم عذارى ، ثم نعرف بعد ذلك جنسنا الي ننتمي اليه ..
عندما فقست البيضة التي كانت ملاذاً لي غسلت الأم اليرقة بلسانها و قدمت اليّ الطعام الذي اختزنته في معدتها و قامت بحمايتي من الأذى حتى كبرت>>>> عرفت ان من امهات بني البشر من تتنكر لأولادها و لا تهتم بهم و لا يهمها أمرهم و استغرب كيف تطالبهم بعدها بحقوقها عليهم!!!
المهم .. بعد أن كبرت أدركت أنني نملة من نمل الحراسة .
إن النمل من الشغالات يعمل في مهام كثيرة .. هناك خدم لتنظيف المستعمرات ، و هناك جند لحماية المستعمرة ، و أنا من شرطة الحراسة .. قائدة في شرطة الحراسة ..
راقبت الشغالات اللائي يقمن بمهمة المرضعات للصغار ، راقبت الشغالات اللائي يحلبن بقر النمل .. نعم .. نحن نحلب حشرات المن التي تصنع رحيق العسل ، مثلما يحلب الآدميون البقر .. راقبت البنائين من الشغالات و خن يحفرن أنفاقاً و مساكن تحت الأرض.. كنت مسؤولة عن الأخطار الخارجية .. و هي تتلخص في كلمات متعددة أخطرها هي البشر ..
نعم ...
هناك مئات الأخطار التي تهدد النمل من قوى الطبيعة ، و أول هذه الأخطار هو المطر ، نحن مخلوقات لا تعرف السباحة في الماء ، نحن نغرق في الماء ، و لا يكاد البرق يبرق و يرعد الرعد من بعده حتى نطلق صرخة التحذير و نعلن حالة الطوارئ و يهرع النمل جميعاً إلى مساكنه تحت الأرض.
و نرقب نحن شرطة الحراسة الموقف من مناطق بعيدة عن المطر و لكنها أقرب إليه من بقية مساكن النمل .
عندما ينتهي المطر لا نهرع إلى سطح الأرض، نظل في مساكننا نرقب الموقف ، و ننتظر ظهور الشمس .. و الشمس مخلوق غريب لم يره واحد منا قط ، و لكننا نشعر بوجودها لأنها تأكل أعظم الأخطار التي تهددنا ، إن الشمس تأكل الماء ..
لا تكاد الشمس تظهر في مكان فيه ماء حتى يبدأ أمر مثير لا ندريه نحن ، و يتمثل هذا الأمر في أن الشمس تشرب الماء .. إن الماء يختفي حين تظهر الشمس ..أين يذهب . هل يتبخر ؟ ما معنى ذلك ؟ إننا نفاجأ دائماً بعد ظهور الشمس ان البحيرات التي صنعها المطر تختفي و هذا يحيرني كثيراً حين أتأمل الأشياء في أوقات فراغي من الحراسة .. لم أفهم .. لم أعرف .. لم أدرك >>> أغلب البشر يجدون جواباً لكل سؤال ، لكل ظاهرة لكل شئ يقف أمامهم ... لكن هذا لا يعني أنهم يعرفون كل شئ أيضاً ..و بنفس الوقت ما فائدة معرفة الجواب إن لم يعي حكمة الله فيه .
هكذا مضيت أسبح الله تعالى و أنا أعلن عدم فهمي أو معرفتي أو ادراكي لحكمته ..
كل ما أعرفه أن الله تعالى رحيم بالنمل ، و من آيات رحمته فعل الشمس في المياه ، و لكن كيف تفعل الشمس ما تفعله في المياه ؟
هذا سر أعترف بعجزي عن حل غموضه .>>> ترى هل يعترف البشر بعجزهم عن ايجاد بعض الاجابات أم يتكبرون في التظاهر بمعرفتهم كل شئ .
بعد المياه في الخطورة يجئ الإنسان .. الإنسان يدمرنا و يقتلنا و يسحقنا و هو لا يحس .. و هو لا يشعر ..
لماذا لا يحس الإنسان ..؟ لماذا لا يشعر ؟ >>> مع أنه يدعي أنه أهل الانسانية و أهل الإحساس و المشاعر و الحقيقة أن اغلبهم عديمي الاحساس .
اجتمع النمل آلاف الاجتماعات و بحث هذا السؤال ، كانت النتيجة أن الانسان يسحقنا بأقدامه لأنه لا ينظر في الأرض و هو يسير ، إنما ينظر أمامه أو خلفه أو حوله و لكنه نادراً ما يُنكس رأسه .. ما أشد كبرياء هذا المخلوق المسمى بالإنسان ...
لو أنه نظر تحت أقدامه لما وقعت الكوارث التي وقعت خلال تاريخ النمل الطويل .
http://diamondjwabra.jeeran.com/ant_2_between.jpg
أعترف أنني صادفت في حياتي الطويلة بشراً أو اثنين من البشر كانا يسيران و هما ينظران في الأرض . كانا عابدين زاهدين لله ، و كان تواضعهما يأخذ شكل رحمة تمتد آثارها إلى النمل . >>> حسب معرفتي أن المؤمنين أمرهم الله تعالى بغص ابصارهم ... فلو غضوا ابصارهم لعرفوا أن هناك عالماً بل عوالم كثيرة تعيش على الأرض .
لا أعرف اسم الرجل الثاني ، و لكن اسم الرجل الأول كان هو النبي سليمان الحكيم .
يتبع ...لعدم اتساع النص بالمشاركة
المفضلات