في كل مناسبة كل عيد و كل موسم نتذكر نفس الذكريات و احياناً نشعر ان الاخرين ملوا من القصص التي نكررها كل ما مرت هذه المناسبة
لكن نفسنا الانانية تحب دائماً ان تتذكر الذكريات نفسها و تجبر الاخرين على قراتها
في كل حج كان اهم شيء عندنا هو عمل المعمول في البيت و نساعد امي في اخراج نوى التمر و تكويرة و وضع السمسم عليه
في بعض السنوات كانت تزورنا جدتي من مكة و تحضر معاها دفوف صغيرة و العرائس الي تتعلق في السيارة وكيس من الحمص و الحلاوة
كانت تتوقع اننا بنفرح فيها لان هذه هي هدايا الاطفال في العصور القديمة×_×
صحيح كنا نفرح بأنه شيء جديد و يعطي طعم للحج لكنن عقولنا تقول ايش النظام القديم هذا و كنا نطمح لهديه تناسب عصرنا اكثر
في عيد الاضحى كان احساسنا بالعيد هو في الاستيقاظ في الصباح و التوجه لمصلى العيد
وبعد ما نعود نظل ننتظر ابونا لحد ما يحظر الذباح<<< اسمه كذا !
وتكون الاضحية ( الطلي ) موجود في الحوش و نحن نراقبه و هو يقضي الدقائق الاخيرة من حياته
فلما يصل الرجال إلى الحوش نجتمع حولهم و هم يسحبون الخرف لخارج الحوش كان عندنا مكان مرتفع من الشارع قريب من البيت فكان والدي حريص انه يتم ذبح الاضحيه هناك حتى يسيل الدم في الشارع بجوار المنزل مثل ما يقولون انه لازم يكون كذا ×_× مازلت اتذكر مشهد الدماء و هي تسيل في ذلك المكان المرتفع ويظل اثرها لفترة طويلة
و بعدين نرجع الذبيحة للحوش
رغم ان المشهد كان يقشعر البدن لكننا نستمر بالنظر من بداية حد السكين حتى يضعها على رقبة الخروف و حتى تسيل الدماء و يبدا الخروف بالرفس ثم مرحلة تعليق الاضحية وسلخ جلدها و الصوت الصادر من سلخ الجلد وكنا نتعجب كيف يسلخ الجلد بهذه الطريقة و كانها عملية تقشير برتقاله! ويقطع الراس و نجلس نتامل عين الخروف يا ترى يشوفنا !! كان قبل دقائق يحوم حولنا و الان ما تبقى من معالمه إلا راسه
يبدا تقطيع الخروف قطع كبيرة و توضع في اناء كبير و ياخذونه النساء و تبدا عملية التقطيع لقطع صغيرة و التعبئة في الاكياس و كيف يوزعون الاعضاء بطريقة رهيبه و لكل عائلة يختارون العضو المناسب
بعدها يأتي دور الاطفال في الانتشار حاملين الاكياس ومنتشرين في الشارع وكنا نتقابل مع بنت عمي او ولد عمي و كل واحد منا حامل كيس لحم من اهله
هههههه كنا نفرح و نطير فرح اذا اعطونا الكيس الخاص ببيتهم علشان نضمن اننا نتقابل في بيتهم
بعدها يأذن الظهر و يغلبنا النعاس و بنومتنا يكون انتهى عيد الاضحى بالنسبة لنا
ونمارس باقي اليوم و كانه يوم عادي كابقية ايام السنة
الدف و الحمص و الحلاوة و سيلان الدماء و راس الخراوف المقطوع كل هذه اشياء بقيت في الذاكرة و رموز تحسسني بالحج
المفضلات