بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
جرت أحداث هذه القصة في عالم الأساطير الرمزية في مدينة الظلام تحديدا؛ حيث حجبت الغيوم السوداء الكثيفة أشعة الشمس لسنوات طويلة.
استيقظ أهل المدينة ذات يوم على خبر مفجع، وهرع الجميع إلى الساحة الكبيرة حيث وقف الحاكم معلنا:
- سيتم إلحاق أقصى أنواع العقوبات بمن حاول تحطيم المصابيح المتبقية لإضاءة المدينة ليغرقها في ظلام دامس، ولن نتهاون في رمي من تسول له نفسه تكرار هذه الفعلة النكراء في وادي النار السحيق.
ورغم القلق الذي استبد بالجميع إلا إنهم انفضوا إلى مزاولة أعمالهم اليومية ولم يبق إلا فارسيين شابين استعر الغضب في نفسيهما مما يحدث في هذه المدينة المظلمة. كانا صديقين حميمين جمعتهما المثل العليا و كرائم الطباع، اشتهر الأول بالسبّاق لأنه ما سمع عن خير قط إلا كان الأسبق إليه، أما الثاني فكان يدعى ناصر الحق وما هذا إلا لقب أيضا وذلك لوقوفه إلى جانب الضعفاء والمظلومين فبات سدا منيعا في وجه من تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين.، أما أسماؤهم الحقيقية فقلة هم من يعرفها، وهكذا العظماء يعرفون بحسن فعالهم لا بلمعان أسمائهم.
زفر السبّاق بضيق:
- ألا يكفي المدينة ظلامها حتى يأتي من يزيدها منه!!فبالكاد يستطيع ضوء المصابيح الواهنة مواجهة الظلام؛ أفيعقل وجود من يفكر بإغراق نفسه فيه!!!
تنهد ناصر الحق:
- المجرمون يا صديقي لا يفكرون بهذه الطريقة، فمن ألف قلبه الظلم لم يضره العيش في الظلام، وليس هذا ما يشغلني الآن يا سباق.
- وهل هناك أكثر من ظلام دامس بات يهددنا والسماء يزداد إظلامها يوما بعد يوم!
- بل إنني اعني أن هؤلاء الشرذمة من المجرمين ما هم إلا سببا يعجل في إظلام المدينة فحسب، أما الحقيقة المرة فهي أنها ستغرق في الظلام حتما عاجلا أم آجلا. انظر إلى المصابيح؛ إنها واهنة وسيخبو ضوءها بمرور الزمن.
- وما العمل إذن! أيعقل أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الكارثة المروعة، أنترك المجرمين لحال سبيلهم!! مالذي تعنيه يا ناصر الحق؟
- لا حل سوى البحث عن مصدر نور دائم لا تطوله أيدي المخربين فيزيح هذا الكابوس المريع.
- كلامك هو الصواب بعينه، ولكن من أين لنا بهذا النور الدائم الذي تتحدث عنه؟ وكيف نبدأ بالبحث عنه؟
- هذا ما لا اعرفه، و أرى أن نذهب للحكيم نطلب منه النصح والمشورة.
* * *
المفضلات