بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله ، نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخوتي :
هذه الدنيا دار فناء ، وغدا كلنا سائرون الى دار البقاء ، فإما نعيم في الجنة ، وإما في النار هو الشقاء
كلنا ميتون ، عن الدنيا ذاهبون ، ولن يبقى معنا إلا أعمالنا إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر
{ كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } . الرحمن / 26 - 27
لاتظن بأن يوم القيامة بأهواله مجرد أحاديث لن تحصل ! أو أن حصولها بعييييييد الأمد
فقد { اقتربت الساعة وانشق القمر } . القمر / 1
يوم الفصل آت لامحاله ، وستبعث من قبرك ، وتشهد أهواله ،
ومن أصدق من الله حديثاً ، فقد قال جل وعلا { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون } . الدخان / 40 - 41
وإن أول ما يحاسب عليه العبد
الصــــلاة
كما قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) أخرجه الطبراني في المعجم .
ومادام الأمر كذلك ، إذا لنبدأ من البداية
][ .. الوضوء .. ][
جميعنا نعلم أنه لا صلاة من غير وضوء فهي شرط لصحتها .
ونعلم أن الشرط / ما يلزم من عدمه العدم ، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته
وإليكم بعض الأمور المهمة في هذا الشأن :
1 / ذكر اسم الله تعالى قبل اوضوء .
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: { لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى } رواه أبو داود.
2 / إسباغ الوضوء واتقانه .
فعن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعه قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن يعيد الوضوء ". رواه احمد وأبو داود وزاد " والصلاه "
3 / الدعاء عند الإنتهاء من الوضوء ، بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه : أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيّها شاء ) رواه الترمذي.
][ .. الصلاة على أول وقتها .. ][
قال تعالى : { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا } النساء / 103
وقال الرسول عليه الصلاة والسلام { أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله } متفق عليه .
لنتأمل جميعا حالنا مع الصلاة
هل نحن إذا نادى المؤذن ( حي على الصلاة حي على الفلاح ) تركنا مباشرة ماكان بأيدينا ، وذهبنا بشوق ولهفة لمناجاة خالقنا وبارئنا !
هل نحن كذلك ؟
هل الصلاة أحب إلينا من أمور الدنيا كلها ؟
لحظة ! أولست تتمنى دائما أن تقبض روحك وأنت ساجد ؟
إذا راجع نفسك ، ما أحب الأشياء إلى نفسك ، هل السجود أحب إليك ملاهي الدنيا وزينتها ؟
هل فعلا تشتاق وتتوق الى الصلاة ومناجاة ربك والسجود له
هل حدث مرة وأنت في طريق العودة الى المنزل قلت في نفسك : متى أصل الى البيت لأصلي لله .. اشتقت للصلاة .. إلى المناجاة ؟
الله المستعان
كم من صلاة تأخرنا عنها لنكمل موضوعا نقرأه أو ردا نكتبه في مكسات وغيره ؟ - تحصل معنا جميعا - أليس كذلك !
أو أخرناها لأي أمر آخر من أمور الدنيا .. أحاديثا كانت أو غيرها !
كم من صلاة جمعناها بأختها لأننا آثرنا النوم والراحة عليها ؟
والقلوب ساكنة لاتتحرك ، لاتخاف ، لاتوجل !
والله يقول : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا } مريم / 59
أضاعوها فأخروها عن وقتها كسلاً وسهوا ونوماً
وأما غي / فهو واد في جهنم .
الله المستعان
إنها الصلاة عمود الدين .
فصلاح ديننا وأعمالنا يكون برعايتنا وعنايتنا لعامودها .
وعقوبة التفريط بها والنوم عنها عظيمة
فقد روى البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ؟ فيقص عليه من شاء الله أن يقص ، وأنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما انبعثا لي ، وإنهما قالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه ، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيقع الحجر ، فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق ........ . الحديث
إلى آن قال : { قلت لهما : فإني رأيت منذ الليلة عجبا ، فما هذا الذي رأيت ؟ قال : قالا لي : أما إنا سنخبرك ، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر ، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة }
فما هو حالك مع الصلاة بعد علمك بهذه العواقب الوخيمة للمتهاون والمفرط بها ؟؟؟؟؟
][ .. الخشوع .. ][
قال عز وجل : { قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون } . المؤمنون / 1 - 2
نصلي ؟ نعم نصلي .. لكن قف لحظة !
مالذي يصلي فينا ؟ أهي :
1 / جوارحنا فقط . تسجد وتركع بلا إستشعار .
أم
2 / جوارحنا ، بحضور القلب وخشوعه .
خذ دقيقة قبل أن تكمل ، وتأمل حال صلاتك .. هل أنت من الصنف الأول ، أم من الصنف الثاني .
تأملت
جميل ، إذا كنت من الصنف الثاني فهنيئا لك . وأسأل الله لكَ الثبات .
وإن كنت من الصنف الأول ، فقل لي بربك .. لماذا تتعب نفسك وتصلي ؟
إن كانت صلاة ليس للقلب حضور فيها ، ولافيها خشوع .. فلمَ تقوم لها أصلا ؟
يقول ابن الجوزي :
رأت الفأرة جملاً فأعجبها , فأخذت بخطامه حتى وصل إلى بيتها , فلما رآه قال لها بلسان الحال:
" إما أن تتخذي داراً يليق بمحبوبك و إما أن تتخذي محبوباً يليق بدارك "
و في هذا إشارة إلى : (( إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك , و إما أن تتخذ معبوداً يليق بصلاتك )) ... !!
والله الذي لا إله إلا هو .. إذا صلينا بخشوع ، واستشعرنا حقيقة أننا بين يدي العزيز الرحيم وناجيناه ،
سنستشعر لذة وراحة لم نشعر بها من قبل
إذا ركعت سبحه لعظمته واستشعر هذه العظمة ،
وإذا سجدت ناجه ياااااااااااالله ، فقد قال عز وجل { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } . البقرة / 186
واأقرب مايكون العبد لربه وهو ساجد ، فياحسرة من ضيع هذه اللحظة بانشغال الذهن .
ياحسرة المفرطين !
..
تأمل أخي .. هل صلاتك التي تؤديها تنهاك عن الفحشاء والمنكر !
إن كانت كذلك فأنت بإذن الله تؤديها كما أمرنا الله .
وإن كنت تصلي ، وفور انتهائك تستمع الى الأغنية الفلانية ، أو تكمل الفلم أو المسلسل الفلاني
أو تشتم هذا وتغتاب هذا
فراجع نفسك أخي قبل أن يداهمك أجلك
راجع نفسك ، وأحسن في صلاتك ، واسأل الله العون أولا وأخيرا
حتى تفوز وتفلح ، وتنجو يوم لاينفع مال ولابنون .
> يتبــع <
.
المفضلات