بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، تفرد بالملك و العزة و العبادة حيث قال تعالى : " وَ مَا خَلَقتُ الجِنَ وَ الإِنسَ إِلَ لِيَعبُدُونَ " .
و الصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، و إماما للتقاة و التابعين ، نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
***** ***** *****
* إنما الأعمال بالنيات *
لعل الكل يعلم أن أساس كل عمل نية ، محلها القلب ، و الله وحده يعلم ما بهذا القلب .
فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله
فهجرته إلى الله و رسوله ، و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ،أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
و النية تمييزٌ للمقصود بالعمل ، هل هو الله وحده أم الله و غيره أم لغير الله ؟؟
و ثلثي العبادة إن لم تكن كلها عبارة عن " نية " .
و للأسف
العبادة أصبحت تشتكي من " اللانية " .
حيث أصبحت النية تمثل شيئا معدوما لدى الناس عند أداء العبادة .
***** ***** *****
* و أصبح مكان العبادة ، شيء اسمه عاده !! *
و لم العجب ؟!
فلو كانت النية خالصة لله أثناء الصلاة ، لما كنا نصلي كما تنقر الطير الخشب .
و لو كانت النية خالصة لله أثناء الزكاة ، لما كنا نتفاخر بما زكينا به إمام الناس ، و لما كنا تجاهرنا بها .
و لو كانت النية خالصة لله أثناء الصوم ، لما كنت ترى هذا الإزدحام أمام المطاعم ، و ما يحتويه هذه الإزدحام من صراخ و شتم و مشاجرات.
و لو كانت النية خالصة لوجه الله أثناء الحج ، لما أصبح الحج عبارة عن رحلة كما عند بعض الناس .
ستسألوني الآن بقولكم : إذاً ، ماذا تسمي ما نقوم به كل يوم من صلاة وزكاة و غيرها من الأعمال ؟
سأجاوبكم و بصريح العبارة : هذا ما نفعله كل يوم عادة و ليست عبادة .
نعم ، فالصلاة أصبحت من عاداتنا التي نؤديها خمس مرات في اليوم .
و الزكاة أصبحت عادة لأن أبي عودني على ذلك منذ الصغر من دون توجيه مقصدي إلى الله.
و الحج أصبح عادة أكررها كل سنة لأنه و بصراحة أصبحت متعوداً على هذا .
و الصوم ،أصبحت أصوم كل رمضان لأنه من عاداتنا ، و لا أحب أن يقال علي .. يا فاطر !!
و كل هذا و غيره .
***** ***** *****
في النهاية .
يا حبذا يا إخواني استحضار النية قبل كل عمل .
في ذهابك للصلاة ، خذ نيتك الصادقة معك ، و لا تنساها في البيت مع لكمبيوتر .
في تلبية طلبات أهلك ، اترك عنك ما يعيقك عن جنان أمك و أبيك ، و لا تنس أن تأخذ نيتك معك .
في جلوسك على ما أنت عليه الآن ، إجعل كل كلمة طيبة ، نصح ، مشاركة أو موضوع وعظي ، إجعله لله و في الله
* وَ اجعَل مَا سَلِمَ مِنَ العَادَةِ ، نِيَتُكَ عِندَ كُلِ عِبَادَةٍ ، حَتَى تَرتَقِ مِن مُستَنقَعِ العَادَةِ ، إِلَى سَمَاءِ العِبَادَةِ *
بُورِكتُم
المفضلات