الحمدلله والصلاة والسلآم على اشرف الأنبيآء والمرسلين نبيّننا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
أحييكم بتحية أهل الإسلام وأهل جنآن الرحمن جعلنا وجعلكم الله منهم ....
اليوم سوف نبحر في مركبي المتوآضع إلى بلدة صغيرة لنتحدث ونتناقش في موضوع وخصلة حميمة وحميدة ...
خصلتنا اسمها مكوّن من ثلاثة حروف أولاها (أل) التعريف إنها ..الــ^^ــرفـــ^^ــق...
على مرّ الزمآن والقرون كانت ولازآلت وإلى يوم يبعثون من أفضل الخصآل الحميدة ....
وصّى بها خير البشرية جمعآء ......
دعونا نبدأ حديثا بكلآم المصطفى عليه الصلاة والسلام حينما قآل ((ما كآن الرفق في شيء إلا زآنه ومانٌزع من شيء ٍ إلاّ شآنه))....
ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان أرحم الناس بالصبيان والعيال ) ( صحيح الجامع 4797) ونفى كمال الإيمان عمن لا يرحم ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف شرف كبيرنا ) ( صحيح الجامع 5444) .
وحتى الرحمة بالمخلوقات من أسباب استحقاق رحمة الله في الآخرة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من رحم ولو ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة) (حسنه الألباني ) .
والعلاقات الأسرية مع الأهل وذوي الرحم ، ينبغي أن يسودها الرفق واللين ؛ للمحافظة على تماسك بنيان الأسرة المسلمة وصفاء أجوائها ، كما في الحديث :
( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ) . رواه أحمد
هذه الصفة ماكنت في شيء إلا حسنتّه وجملّته وثمنتّه ..وما خللإعت من شيء إلا وشآن وقبح ...
الرفق خصلة عظيمة ..قرنت بالاخلاق الحميدة حتى بدت وكانها جزء لايتجزأ منه أي أصبحا كالجسد الوآحد ...
إنها خصلة عظيمة حثّ عليها الإسلآم ودعا إلى التقيد بها ..
لما فيه من صلا لكثير من أمور المجتمع ...
لقد جعل الدين المستقيم دين الإسلآمــ...الرفق في كل أمور الحياة إن لم يكن أغلبها ....
فحتى الحيوآن -أجلكم الله - لم ينسآه الدين من هذه الصفة المطلوبة ..والمرغوبة ...
فقد جعل له نصيباً من ذلك وحقأ واجباً على كل من يشهد بالله واليوم الآخر...إلاّ ويرفق بالحيوآن ...
وليس أدّل على ذلك حديث المرأة المعروف والتي حبست الهرة لاهي اطعمتها ولاتركتها تأكل من خشآش الأرض ...
فماتت الهرة فدخلن بسببها النّار ...!!! سبحآن الله بسبب قطٍ لايفقه شيئاً دخلت بسببه نيرآن الجحيم !!...
ولايخفى عليكم حديث الرجل أو المراة -كما ورد في بعض الروايآت-الذي رأى الكلب عطشاً يأكل ثرى الترآب ..
فنزل إلى البئر وملأ خفه بالماء وسقآه فغفر الله له ذنوبه ودوأدلخه جنآت النعيم ...!!!
وحتى لانطيل حديثنا على زاوية وآحدة فنختم كلآمنا ببعض كلمآت للمصطفى عليه الصلآةوالسلآمــ..
حينما قآل لأصحآبه (( في كــل كبدٍ ربطةٍ أجر )) او كما قال عليه الصلآة والسلآم ـــ.....
...إخوتي إن الرفق عكل يسير ولكن أجره كبير عند الرحمن القدير ...
وله أمثلة كثيرة لاتكآد تحصى ...
منها كأن يرفق الشخص على الطفل البريء الصغير ...كأن يهديه ابتسامة ويعامله بلطف ....
لأن رسول الامة وخير اللبشرية قآل ((ليس منّا من لم يرحم صغيرنا..))...أوا كما قال عليه أفضل الصلآة والسلآمــ...
وأيضاً لا ننسى من كآنوا سبباً في وجودنا يوماً من الأيآم والدانآ جعلهما الله لنا ذخرا ....
فالتعامل معهما باللين والرفق يدخل ضمن دائرة البرّ بهما ....
إن الإسلآم دينٌ عظيم إذ اهتم بصغائر الأمور وكبارها ومنها الاخلاق الحميدة والصفآت النبيلة ...
واهتم أيضا بالرفق والللين وابسهولة ...
ولا يخفى عليكم أصحاب النبي وتابعيهم والسلف ...مواقفهم مع الرفق ...
لعلنآ نذكر موقف أو قصة للنبّي الكريم أغلبكم إن لم يكن جميعكم يعرفها ...
تلك التي تتحدث عن جآر رسولنآ الكريم اليهودي الذي آذاه ويرمي في كل يوم قمامةً أمام بابه -عليه الصلآة والسلآمــ.-
فما كان منه الا الرفق واللين والسهولة لدرجة أنه افتقده في يومٍ من الأيام وبدأ يسأل عن الذي يؤذيه !!!
فعلم أنه مريض فذهب إليه ودعاه الى الإسلآم وبعد اصرار قال الوالد لإبنه ::اطع أبا القآسم ::فأسلم !!
بعد ماذا أسلم ...
أبعد جهاد وعناد لا والله !! بعد تجبر وترهيب لا وربي !! بعد رفقٍ ولينٍ وسهولةٍ في التعآمل والأخلاق أسلم ...!!!
تخيلوا معي لو كآن هذا الحدث حدث مع جيرآن مسلمين لا وجدته يدعو على جآره بجهنم والعذاب في الدنيا والآخرة ....
مع العلم أن جاره مسلم !!!!....
وفي ختآم موضوعي المتوآضع المهدىإليكم وخصوصاً روّاد نور الهدآية ...
أسأل الله العيّ القدير أن يرحمنا برحمته ويغفر لنا من ذنوبنا وخطايآنا ويدخلنا في رحمته ويظلّنا في يوم لاظلّ إلاّ ظلّه ...
وأن يجعل الرفق خصلة في قلبونا وخلقاً من أخلاقنآ .....ورفعة ً نعتز به دنيا وآخرة .....
أخوكم ..محبكم ــ..
الأسطوري اللآمع...
سلآم من اللله عليكم ورحمةٌ منه وبركآته ...
المفضلات