[Glow]مجلةنور الايمان[/Glow]
الحمد لله الذي من علينا بالإيمان وتفضل علينا ببيان الشرائع والأحكام
ووعد من أطاعه واتبع رضاه والثواب في دار السلام وأعد من عصاه بالعقاب في دار الهوان والانتقام نحمده ونستعينه على ما أفض علينا من الأنعام ونشكره وشكر المنعم واجب على الأنام ، ونشهد أن لا
إله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام
أما بعد
فإنا قد جمعنا بعون الله توفيقه في هذه المجلة فوائد ومواعظ بذلنا في ذلك جهدنا حسب معرفتنا وقدرتنا
فسأل الله السميع العليم أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يفتح
لدعائنا باب القبول والإجابة وأن ينتفع بهذه الصفحات من قرأها وأن يأجر من كتبها وأعان عليها وأن يغفر له ولوالديه إنه
ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على محمد وعلى أصحابه أجمعين
[Glow]:*:*:*:*في رحاب اية:*:*:*:*[/Glow]
(فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}
لا شك أننا جميعاً حين نقع تحت مطارق المحنة يجول كل منا بفكره , ويهيم بقلبه متطلعاً إلى رؤية المستقبل , وتلمُّس ما يؤول إليه الحال من وراء الأحداث , فمنا مَن يجول هذه الجولة بعيداً عما في كتاب الله - جل وعلا - من السنن المذكورة والقواعد المسطورة مكتفياً بما بين يديه من معطيات الواقع المشهودة , ومنا مَن لا يغتر بمعطيات هذا الواقع حتى ينظر في السنن والقواعد القرآنية , فيتعامل مع معطيات الواقع في إطارها . ومن هذه السنن والقواعد: "إن وعد الله حق" , فإذا وعد - جل وعلا - فما وعد به لا بد أن يكون ؛ فهو - سبحانه - لا يخلف وعده , ولا يُهزم جنده , ولا تتبدل كلمته
. {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [إبراهيم:47] , {ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}[النساء:87] ,
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}[النساء:122] ؛
ولهذا قال نوح - عليه السلام- : {وَإِنَّ وَعْدَكَ الحَقُّ}[هود:45] . فإذا قال - جل وعلا - : {إِنَّ الَذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}[الأنفال:36] فلا بد أن يكون ما أنفقوا في حرب الإسلام حسرة عليهم , ولا بد أن يخيبوا , وإذا قال الله ذلك فلا بد أن يكون , وإذا قال الله - جل وعلا - : {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الكَافِرِينَ} [الأنفال:18] فلا بد أن يضعف الله كيدهم , وإذا قال الله - جل وعلا - : {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (6)}[الشرح] فلا بد أن ينجلي العسر. وحين أُخرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة مطارَداً , وكان في طريق هجرته إلى المدينة أنزل الله عليه آيةً وعده فيها وعداً , فقال - جل وعلا- : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}[القصص:85] , وكان لا بد لهذا الرد أن يتحقق ولو بعد حين , فبعد ثماني سنوات يعيد الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة من حيث أُخرج , ويدخلها فاتحاً منتصراً . وقد يتأخر وعد الله أحياناً , ولكن لا يتخلف , وإنما يتأخر لحكم , وقد يكون من هذا الحكم في بعض الأحيان إرادته - تعالى - تمحيص المؤمنين , كما قال - جل وعلا - : {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ}[آل عمران:179] .
[Glow]:*:*:*:* الهدى النبوي:*:*:*:*[/Glow]
عن أبي صِرْمَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ضارَّ ضار الله به. ومن شاقَّ شَقَّ الله عليه" رواه الترمذي وابن ماجه.
هذا الحديث دلّ على أصلين من أصول الشريعة: أحدهما: أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر. وهذا من حكمة الله التي يحمد عليها. فكما أن من عمل ما يحبه الله أحبه الله. ومن عمل ما يبغضه أبغضه الله، ومن يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن فرّج عن مؤمن كرب من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه، كذلك من ضار مسلماً ضره الله، ومن مَكَر به مكر الله به، ومن شق عليه شق الله عليه، إلى غير ذلك من الأمثلة الداخلة في هذا الأصل. الأصل الثاني: منع الضرر والمضارة، وأنه "لا ضرر ولا ضرار". وهذا يشمل أنواع الضرر كله. والضرر يرجع إلى أحد أمرين: إما تفويت مصلحة، أو حصول مضرة بوجه من الوجوه. فالضرر غير المستحق لا يحل إيصاله وعمله مع الناس، بل يجب على الإنسان أن يمنع ضرره وأذاه عنهم من جميع الوجوه. فيدخل في ذلك: التدليس والغش في المعاملات وكتم العيوب فيها، والمكر والخداع والنجش، وتلقي الركبان وبيع المسلم على بيع أخيه والشراء على شرائه، ومثله الإجارات، وجميع المعاملات، والخِطْبة على خِطْبة أخيه، وخِطْبة الوظائف التي فيها أهل لها قائم بها. فكل هذا من المضارة المنهي عنها. وكل معاملة من هذا النوع فإن الله لا يبارك فيها، لأنه من ضارَّ مسلماً ضارّه الله، ومن ضاره الله ترحّل عنه الخير، وتوجه إليه الشر، وذلك بما كسبت يداه. ويدخل في ذلك: مضارة الشريك لشريكه، والجار لجاره، بقول أوفعل، حتى إنه لا يحل له أن يحدث بملكه ما يضر بجاره، فضلاً عن مباشرة الإضرار به. ويدخل في ذلك: مضارة الغريم لغريمه، وسعيه في المعاملات التي تضر بغريمه، حتى إنه لا يحل له أن يتصدق ويترك ما وجب عليه من الدين إلا بإذن غريمه، أو برهن موجوداته أحد غرمائه دون الباقين، أو يقف، أو يعتق ما يضر بغريمه، أو ينفق أكثر من اللازم بغير إذنه. كذلك الضرر في الوصايا: كما قال تعالى: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ} بأن يخص أحد ورثته بأكثر مما له، أو ينقص الوارث، أو يوصي لغير وارثه بقصد الإضرار بالورثة. وكذلك لا يحل إضرار الزوج بزوجته من وجوه كثيرة، إما أن يعضلها ظلماً لتفتدي منه، أو يراجعها لقصد الإضرار، أو يميل إلى إحدى زوجتيه ميلاً يضرّ بالأخرى، ويجعلها كالمعلقة. ومن ذلك: الحيف في الأحكام والشهادات والقسمة وغيرها على أحد الشخصين لنفع الآخر. فكل هذا داخل في المضرة. وفاعله مستحق للعقوبة، وأن يضار الله به. وأشد من ذلك: الوقيعة في الناس عند الولاة والأمراء، ليغريهم بعقوبته أو أخذ ما له، أو منعه من حق هو له، فإن من عمل هذا العمل فإنه باغٍ، فليتوقع العقوبة العاجلة والآجلة. ومن هذا: نهى النبي صلى الله عليه وسلم "أن يورد مُمْرِض على مُصِحّ" لما في ذلك من الضرر. وكذلك نهى الجَذْمَى (أي من أصيبوا بمرض الجُذام) ونحوهم عن مخالطة الناس، وهذا وغيره داخل في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} ونهى صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم، ولو على وجه المزح. ومن هذا السخرية بالخلق، والاستهزاء بهم، والوقيعة في أعراضهم، والتحريش بينهم. فكله داخل في المضارة والمشاقة الموجب للعقوبة. وكما يدل الحديث بمنطوقه: أن من ضارّ وشاق ضرَّه الله وشقَّ عليه، فإن مفهومه يدلّ على: أن من أزال الضرر والمشقة عن المسلم فإن الله يجلب له الخير، ويدفع عنه الضرر والمشاق، جزاء وفاقاً، سواء كان متعلقاً بنفسه أو بغيره. (اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).
[Glow]:*:*:*:* روائع الشعر:*:*:*:*[/Glow]
أتعصى الله وهو يراك جهرا.. وتنسى في غد حقا لقاه
وتخلو بالمعاصي وهو داني..إليك ولست تخشى من سقاه
وتنكر فعلها وله شهود .. على الإنسان تكتب ما حواه
فويل العبد من صحفٍ وفيها ..مساويه إذا وافى مساه
ويا حزن المسيء لشؤم ذنب .. وبُعد الحزن يكفيه جواب
ويندم حسرة من بعد فوتٍ ..ويبكي حيث لا يجدي البكاء
يعض يديه من أسف وحزن .. ويندم حسرة مما دهاه
فباااادر بالمتاب وأنت حيّ .. لعلك أن تنال به رضاه
[Glow]في الإنابة إلى الله والرجاء [/Glow]
فلما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
[Glow]:*:*:*:* من قصص الصالحين:*:*:*:*[/Glow]
يحمل متاعه على ظهر الأسد
حكي أن بعض الصالحين كان له أخ في الله ،وكان من الصالحين، يزوره في كل سنه مرة ، فجاء لزيارته ،فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟ فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته، فقالت : راح يحتطب ، لا رده الله ولا سلمه، وفعل به وفعل - يعني دعت عليه - وجعلت تذمذم عليه - أي تذمه - فبينما هو واقف على الباب وإذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل ،وقد حمل حزمه من الحطب على ظهر أسد وهو يسوقه بين يديه ،فجاء فسلم على أخيه ورحب به، ودخل المنزل وأدخل الحطب، وقال للأسد : اذهب بارك الله فيك، ثم أدخل أخاه، والمرأة على حالها تذمذم وتأخذ بلسانها ، وزوجها لا يرد عليها ، فأكل مع أخيه شيئاً ، ثم ودعه وانصرف ، وهو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة . قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته : من بالباب؟ قال :أخو زوجك فلان في الله ، فقالت : مرحباً بك وأهلاً وسهلاً اجلس ، فإنه سيأتي إن شاء الله بخير وعافية . قال :فتعجب من لطف كلامها وأدبها ، إذ جاء أخوه وهو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضاً لذلك ، فجاء فسلم عليه ودخل الدار وأدخله وأحضرت المرأة طعاماً لهما وجعلت تدعوا لهما بكلام لطيف ، فلما أراد أن يفارقه قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه . قال : وما هو يا أخي ؟ قال : عام أول أتيتك ، فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب ، تذم كثيراً ورأيتك قد أتيت من نحو الجبل والحطب على ظهر الأسد ، وهو مسخر بين يديك ، ورأيت العام كلام المرأة لطيفاً لا تذمذم ، ورأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟ قال : يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة وكنت صابراً على خُلقها وما يبدو منها . كنت معها في تعب وأنا أحتملها ، فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت ، يحمل عني الحطب بصبري عليها واحتمالي لها ، فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة ، وأنا في راحة معها فانقطع عني الأسد ، فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة
. موسوعة القصص الواقعية
المفضلات