مشاهدة النتائج 1 الى 8 من 8
  1. #1

    تابع س/ السبيل إلى الجنة ( مع بـر الوالديـن)

    بسم الله الرحمان الرحيم ..

    السلام عليكم ورحمة الله ..


    الحمد لله رب العالمين،و الصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين و على آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ..

    أما بـــعد :


    جاء في الحديث أن آخر رجل يخرج من النار إلى الجنة : رجل يدعو الله عز وجل أن يُخرجه من النار فقط ، فيستجيب الله له ويُعاهد الرجل ربه ألا يسأله شيئا غير هذا .. فخرج الرجل فإذا به ينظر إلى ظل شجرة من بعيد فيدعو ربه : يا رب قربني إلى هذه الشجرة استظل بظلها ، فيقول له الرب سبحانه : يا عبدي هل لك ألا تسألني شيئا بعد هذا ، فيقول العبد نعم يا ربي لك عهد علي أن لا أسألك غيرها .. فيقترب الرجل من هذه الشجرة فيرى شجرة أبعد ، وكُلما دعا ربه قال الله : يا عبدي ألم تعاهدني على ألا تسألني غيرها ، فيقول العبد نعم يا ربي ، ولكن لا صبر لي عن هذه ، فإذا به يذهب إلى الشجرة الأخرى حتي يقترب من باب الجنة ، و إذ بالعبد يسمع أصوات أهلها يتسامرون ويتضاحكون و يلهون .. يسمع حنين الأشجار و خرير الأنهار، فإذا بالعبد يحن إلى هذا النعيم و يطربُ قلبه و تهفو نفسه فيقول : ربي قربني من هذه الجنة ، دنني من بابها أرى أهل الجنة و أنظر إليهم و يأتي من رَوحها و ريحانها ، فيقول الله جل وعلا : عبدي هل لك أن أُدخلك الجنة و أُعطيك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا و عشرة أمثالها، فيخاف العبد و يقول : ربي أتسخر مني و أنا العبد الضعيف الذي أثقلته الذنوب و المعاصي ، فيبتسم ربُنا سبحانه و يضحك النبي صلى الله عليه وسلم و يضحك الراوي و هو لم يصدق كيف بالعبد يخرج من النار ليحصل على الدنيا و عشرة أمثالها ، و يدخله الرب عز وجل جنة عرضها السماوات و الأرض .. .. هذه الجنة فما السبيل إليها ؟

    هل لك أم ؟ هل لك أب ؟ .. الوالد أوسط أبواب الجنة ، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يا رسول الله إني أريد الجهاد ، أبتغي بذلك وجه الله و الدار الآخرة .. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : أحية أُمُك ؟ قال : نعم ، قال : اذهب فبرها ، فتعجب الصحابي من الجواب ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلك من الجهة الأخرى فقال: يا رسول الله إني أريد الجهاد ، أبتغي بذلك وجه الله و الدار الآخرة . قال : وَيحك ، أَحية أمك ؟ قال : نعم ، قال : اذهب فبرها ، فإذا بالسائل يأتي النبي عليه الصلاة والسلام المرة الثالثة يطلب صحبة النبي في الجهاد ، فقال عليه الصلاة والسلام : اذهب فالزم رجل أمك فثم الجنة ) .. قال سبحانه و تعالى : ‏{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ربما قد لا يحتاجان إليك إذا كان في قوتهما بقدر ما يحتاجانك عند الهرم والوهن و الكبر ، قال عز من قائل : { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }، إن كلمة أٌف كلمة صغيرة ، فما أدراك بالنهر و الزجر ، فلو كانت كلمة أصغر من هذا اللفظ لذكره جل وعلا ، فليس فقط أن لا تتكلم بالسوء حتى تُحقق البر، بل يجب عليك الدعاء لهما ، قال عز من قائل : { وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } ..

    حتى و ان تُوفي الولدان فإن البر يستمر حتى تخرج الروح من الحُلقوم ، لا تقل إنهما فاجران ، إنهما سيئان، إنهما لا يصليان ، حتى و إن كانا كذلك فعليك ببرهما و طاعتهما إلا إذا أمراك بالشرك الأكبر و السجود للصنم : { فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.. بالرغم بذلك يبقى البر قائما و الصحبة بالمعروف .. أين نحن من هذا الطريق الموصل إلى دار الخلد و الهناء ؟ .. هو من أسهل الطرق ، و لكن بعض الناس و يا آسفا لم يلج هذا الطريق .. في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان هناك شاب بار بوالديه ، وكان كبيرين في السن فاستأذنهما بالجهاد في سبيل الله فأذنا له . أذنا و القلب يتقطع حُرقة إليه ، لم يكن لهما سوى ابنهما .. فذهب البار شهورا يُجاهد في سبيل الله .. و أبوه قد بلغ من العُمر عتيا و من البكاء شوقا إليه قد أصبح ضريرا.. و في يوم من الأيام كان أبو كِلاب يتمشى فسمِع صوت حمامة في الحديقة مع فُريخاتها ، فإذا به يبكي و الحنين يعصر قلبه و هو يقول :

    ألا من مُنشد عني كِلابـــــا ... كتاب الله لو قبِل الكتـــابا
    إذا هتفت حمامة بطن وجٌ ٍ ... على بيضاتها ذكر كِلابـــــا
    تركت أباك مُرعــشة يـــداه ... و أُمك لا تُسيغ لها شرابـا
    فإنك وابتغاء الأجر بــــعدي ... كباغي الماء يتبع السرابا

    اخر تعديل كان بواسطة » عادل شاهين في يوم » 18-07-2009 عند الساعة » 23:48

    تقبل الله منا ومنكم،
    وكل أضحى وأنتم بخير.


  2. ...

  3. #2

    تابع

    بلغ الشعر من ؟ إنه الفاروق رضي الله عنه فقال : نادوا هذا الرجل ، و سأله عن خبره و أعلمه بأن ابنه بالجهاد و قد غاب عنهما ، فقال الخليفة : ماذا كنا يصنع لكما ؟ قال الحزين : كان كل شيء لنا في هذه الدنيا ، فقال عمر لجنوده : اسألوا عن هذا الشاب و أتوا به من الجهاد إلي .. و مرت الأيام فجيء بهذا الشاب إلى عمر بن الخطاب ، قال له عمر : كيف كُنت لوالديك ؟ قال / كُنت يا أمير المؤمنين بارا لهما ن كنت كل صباح إذا استيقظت من نومي ، ذهبت احلب لهما غبوقهما ( الحليب أو اللبن) و أصنع لهما طعامهما ، و لا يأكلان ولا يشربان حتى آتيهما بالطعام و أجلس لراحتهما ، اسهر عليهما ، فقال عمر : سيأتي أبوك عندي في المجلس فلا تتكلم بشيء ، فإذا أمرتك أن تذهب و تحلب له اللبن فاذهب ، قال : سمعا يأ أمير المؤمنين . فإذا بأبي حفص وحوله أصحابه دخل عليه أبو كِلاب شيخ ضرير كبير دق عظمه ورق جلده ، فقال عمر : يا أبا كلاب أتشتهي شيئا من الدنيا ، قال : لا يا أمير المؤمنين ، قال : بلى ، تشتهي شيئا .. قال : والله يا أمير المؤمنين لا أريد شيئا من الدنيا ، و عمر يُلح : تذكر ماذا تريد من الدنيا ، قال : إن كنت تريد يا أمير المؤمنين فإني اشتهي أن التقي بابني كِلاب فأشمه شمة ، و أضمه ضمة قبل أن تخرج روحي من جسدي ، فقال أبو حفص لكلاب : اذهب الآن و احلب اللبن ، و الناس ينظرون ما سيصنع الخليفة ؟ فإذا بالشاب عاد و بيده الإناء ، فقال عمر : أعطه أباك ، فقرب الابن اللبن إلى أبيه و بينما الأب يشرب توقف وقال : و الله إني أشُم ريح كِلاب ، قال : عمر هدا كلاب عندك يا أبا كِلاب .. فاحتضن الأب ابنه و الناس ينظرون ، و دمعت العيون من هذا المشهد المؤثر .. فقال عمر لكِلاب: اجلس عند والديك حتى يلقيا ربهما ، فإذا تُوفيا فاذهب إلى الجهاد ثم أنت و شأنك .. قال سبحانه : " ووصينا الإنسان بوالديه " ، فلم يوصي الرب جل وعلا بواحد منهما بل بالاثنين ..

    إياك ، إياك أن تقول إن أمي لا تحبني ، أو أبي لا يُكِن الوُد لي .. مستحيل ، لو دخلت في قرارة القلب لوجدت الحب مغروس ، هذه فطرة جعلها الله ليس بالإنس فقط ، بل حتى بالحيوانات .. و لهذا لو نقرآ قصص الأولين السابقين و برهم لوالديهم لرأينا العجب العُجاب .. و هذا الفضل بن يحي أُدخِل و أبوه في السجن و كان كبيرا في السن ، فكان يُشعل له النار ليُسخن له الماء حتى يتوضأ أبوه قبل الصلاة ، حتى علم السجان بهذا فأخذ الحطب ، فكان رحمه الله يحمل إناء الماء عند السراج بالليل لساعات حتى يسخُن الماء ليتوضأ أبوه للصلاة ، فعلم السجان بهذا فأطفأ عليهما السراج .. فأخذ الإناء و احتضنه طِوال الليل حتى يدفأ الماء قبل أن يقوم أبوه لصلاة الفجر { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } .. إن من الناس اليوم و للأسف الشديد ربما يكلم اباه أو أُمه كأنهما صديقاه بل و ربما حتى أصدقاءه لا يكلمهم بنفس الطريقة .. وقد قال الأولون إن نِداء الأب أو الأم باسمهما من العقوق .. و قال بعضهم : ' كيف امشي على سطح منزل و أمي تحته '، وبعضهم كان لا يأكل مع أمه في صحن واحد لا لشيء لأنه يخشى أن تسبق يده إلى لقمة قد نظرت إليها أُمه .. فلننظر و نتأمل كيف كانوا يبرون آبائهم و أمهاتهم .. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحق الناس بحُسن صُحبتي ؟ قال : أمُك ، قال : ثم من ؟ قال : أمُك ، قال : ثم من ؟ ، قال : أمُك ، قال : ثم من ؟ ، قال : أبوك) .. لكن هذا الحديث لا يفتح لنا المجال إلى نسيان فضل الأب على الإبن و حسن رعايته و حرسه على نشأته الصالحة .. إن من الناس اليوم ليُحسن إلى مسؤوله في العمل أو صاحبه إلا أمه و أباه كأنهما غريبان عنه .. و بعضهم بلغت به الجرأة إلى رميهما في دار العجرة و كبار السن بهدف ماذا ؟ من اجل إرضاء زوجته ، ولا يُكلف نفسه حتى زياترهما أوتفقدهما .. لكن هيهات هيهات له من عذاب يوم شديد .. فإن من اكبر الكبائر عقوق الوالدين بعد الشرك بالله ، حيث ان الله قرن حقه بحق الإحسان للوالدين ..

    البر من أهم السبل التي يجب علينا التمسك بها حتى توصلنا إلى شاطئ الأمان ، إلى أبواب الجنان . فلنُحسن إلى والدينا في حياتهما و بعد وفاتهما عن طريق الدعاء و الاستغفار لهما و الترحم عليهما و الصدقات عنهما .. أسأل الله جل وعلا أن يغفر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات ، اللهم إنا نسألك الجنة و ما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار و ما قرب إليها من قول أو عمل ، أقول هذا القول و أستغفر الله لي و لكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .. و لنا لقاء آخر في حلقة جديدة من السلسلة إن شاء الله تعالى ، والسلام عليكم ورحمة الله ..

    دمتم في حفظ الله و رعايته ..

    اخر تعديل كان بواسطة » عادل شاهين في يوم » 19-07-2009 عند الساعة » 10:15

  4. #3
    [glow]شكرااااا على الموضوع[/glow]
    أتَمَنَى لَوُ كُنْتُ فَتَاةً دُوُنَ قَلْبْ
    حِينَهَآ لَمْ أكُنْ لأعْشَق أو أكْرَه
    أتَمَنَى لَو يمكنني بيِعْ قلْبِي فِي [ السُـَُوقْ الَسُـودآء ]
    لَكُنْتُ ارتَحْتُ مِنُ عَذَابُْه و رَبِحْتْ مُقَـَابِلُهْ .,’~
    68d09b50c8d821cf507a345be0addbcf

  5. #4
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاكَ اللهُ خيراً ،،،
    و قد أعودُ بعدَ تنصيب المكتبة الشاملة smile

    6d923129ee4b3c51d38fc4f156606b41
    attachment
    .:. اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات .:.

  6. #5
    السلام عليكم..

    بارك الله فيك على المو ضوع الرائع.. والذي يحتاج كل واحد منا مراجعة نفسه فيه ليري مدى تقصيره في خق والديه..
    هنا مرة أخرى ,,
    سكون ..
    وحلم ..
    وذكرى ..

  7. #6

  8. #7
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    { فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفً وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ا}..


    ما أروع هذي الاية لطالما احببت الى استماعها مرارا وتكرار تشعرني بشعور ما يختلج قلبي


    جزاك الله الجنة وكتب اجرك ورزقك من حيث لا تحتسب

    اللهم ارزقنا توبة نصوح لا نضل بعدها ابدا

    في حفظ الله
    Good Bye 4 Ever

    Good Bye 4 Ever

    Good Bye 4 Ever

  9. #8
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    جزاك الله خيراً على هذا الموضوع

    وبارك فيك ونفع بك الامه
    تقبلو امروري
    57409c5f68c4c826e7a2b2c16590d5a5


    وأخيرا رجعت لمكسات ..

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter