السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا يقوم أحدنا بعمل من دون هدف و غايه..و لابد له من نية..و إخلاصها لله تعالى..فلا يتعب نفسه من دون إيمان بالله و إخلاص في العمل..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع, و رُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر)) [رواه ابن ماجه]
..
فكيف ذلك؟..
إن كان يقوم بالأمر من غير إيمان و يقين بالله تعالى فلا فائدة من عمله..
أهم شيء الإيمان بالله و إخلاص العمل له..فلا تنسى هذا و إلا فلا قيمة لما قمت به..
وضع كل ما تريد القيام به مرتبطاً بعمل خيري و تطلب من وراءه الأجر و الثواب من عند الله..
يمكنك أن تفعل ذلك في كثير من الأشياء..
مثلاً..
إن كنت تعمل و تكدح للحصول على المال..فأجعل من المال الذي تكسبه صدقه للمساكين..
فتنال به أجر الله..
..
و إن كنت تدرس..فأجعل هدفك النجاح و التفوق ..و رفع راية الإسلام عالياً بعد النجاح..
..
أو أنك قد اشتريت شيئاً جميلاً من السوق!..فأجعله شيء تتصدق به على المساكين مستقبلاً..
و بالطبع يكون ذلك قبل أن تتلفه..فلا فائدة لو تلف..
فكثير منا يرغب بشراء شيء جديد..فليتصدق بما لديه فيعطيه الله خير منه..
..
و أجعل في زيارتك للأقارب نية حسنة و أخلصها لله تعالى..و في لقاءك بوالديك..
..
و أجعل رضا الله تعالى هدفاً لك..و ذلك بإخلاص العمل له..
..
قال تعالى: (( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحيِنَ)) [المنافقون: 10]
ندم الإنسان على شيء!..وهو الإنفاق (التصدق)...
نادم لأنه لم ينفق من ماله في سبيل الله..فهو كان يجمع المال و لم يفكر في إنفاقه في سبيل الله..فقد أحب المال لنفسه و لما يريد..ولكن عندما حان وقت موته..تمنى لو أنه قد أنفق كل ماله سابقاً في سبيل الله..
تمنى لو أنه لم يترك خلفه فلساً واحداً..
فصار لا معنى للمال بعد موته..و لا فائدة..!
فلا تنسى يا أخي الصدقة..تصدق قدر ما تستطيع..كن سخياً كريماً..يكرمك الله..لا تقل المال سينقص..فبالصداقة يتضاعف المال..و يزيد الأجر بإذن الله تعالى
..و كلما أنفقت في سبيل الله زاد الخير والعطاء من الله..
و لا تظن أن ما تنفقه في سبيل الله خسارة أو ضياع..بل عليك أن توقن أن مالك لا ينقص مهما أنفقت في سبيل الله تعالى..فسيعوضك عز وجل أضعاف و أضعاف..و لك الدليل هنا..
عن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ثلاثة أقسم عليهن و أحدثكم حديثاً فاحفظوه, قال: ما نقص مال عبد من صدقة, و لا ظُلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً, و لا فتح عبد باب مسألة, إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها)) [رواه الترمذي]
فهل بعد ما قاله النبي المصطفى..صلى الله عليه وسلم لا تنفق؟..أو تظن أن مالك سينقص؟
لا والله..لقد أقسم بهذا فإذاً لا ينقص مهما كان..إطلاقاً
و في قوله تعالى: (( َمن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)) [سورة البقرة: 245]
قال النبي صلى الله عليه و سلم: (( ما من يوم يُصبحُ العباد فيه إلا ملكان ينزلان, فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, و يقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)) [رواه البخاري]
خلفاً: أي عوضه..أعطه المزيد
و لا أظن أحد منا يحب أن يتلف ماله..فانفق في سبيل الله و أعط من مال الله..تصدق..و لا تبخل على غيرك من المحتاجين..حتى لو بشيء قليل..
..و أنظر في هذا الحديث..هذا يعني أن الملكان ينزلان في كل يوم!
و نحن لا نتصدق إلا مرة في الشهر ..أو في عدة أشهر..!
..فعلينا أن نغير من أنفسنا..
و كانت عائشة رضي الله عنها تعطر الدرهم قبل أن تعطيه للفقير..و لا تقتني أسوأ ما عندها..
و أظنكم تتساءلون؟
لماذا تعطر الدرهم قبل أن تتصدق به؟
فقالت عائشة رضي الله عنها: ( إنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يدي الفقير )
فهل نحن نقوم بهذا؟!..أنا عن نفسي لا..و عندما أتصدق أقتني مما أملك من المال من دون أن أفكر هل هو أفضل شيء عندي أو أسواها؟!..لا أفكر في هذا و لكن المهم أن لا يكون ممزقاً أو ملوناً..أو رديئاً..
..لكن بصراحة..لا أذكر أنني كنت أدقق على أن أقتني أفضل ما لدي..
فعلي أن أفعل ذلك..
و عليكم..
و قال صلى الله عليه وسلم: (( لو كان لي مثل جبل أحد ذهباً, ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث و عندي منه شيء, إلا شيء أُرصِدهُ لِدَيْن)) [رواه البخاري]
انظر في هذا الحديث قول الرسول الكريم..
أنه لو كان له مثل جبل أحد ذهباً..فلن تمر عليه ثلاثة أيام إلا و يكون قد انتهى منه في سبيل الله
و قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما منكم أحد, إلا سيكلمه ربه, ليس بينه و بينه تُرجمان, فينظر أيمن منه, فلا يرى إلا ما قدم من عمله, و ينظر أشأم منه, فلا يرى إلا ما قدم, و ينظر بين يديه, فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه, فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) [رواه البخاري]
أنظر لأسهل الأمور.."شق تمرة"..ولكن هناك من لا يفعل هذا حتى!..×_×
لا حول و لا قوة إلا بالله..
الله سبحانه و تعالى يجعل الأمور سهلة لنا..و لا نقوم بها..!
لا تجعل هذه الدنيا تشغلك عن هذه الأمور..
حقاً الدنيا هذه فيها كثير من الملذات و التي لا تنتهي..
ولكن..بقدر ما تلعب فيها..فعليك أن تعبد الله و تطيعه..
و تقوم بما أمر به..
و قال تعالى: (( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)) [آل عمران: 92]
و هل بعد كل هذا لا تنفق يا أخي!
أنفق في سبيل الله..فإن الله عليم بما تنفق و بصير...فأنفق مما تحب لتنال البِر
..إن كان كل هذا للإنفاق..؟!
فلماذا لا تنفق..و هذا من الأمور السهلة..
و لك هذا الحديث..تمعن كلامه..إني أحبه..و لا أمل من قراءته أبداً
عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( السخي قريب من الله, قريب من الجنة, قريب من الناس, بعيد من النار, و البخيل بعيد من الله, بعيد من الجنة, بعيد من الناس, قريب من النار, و لجاهل سخي, أحب إلى الله عز وجل من عالم بخيل)) [سنن الترمذي]
فبادروا يا إخوتي بالصدقة و الإنفاق في سبيل الله عز وجل..
للإنفاق فضل كبير يغفل عنه العديد من الناس في هذه الأيام..فالبعض لا يتصدق إلا نادراً و البعض لا يخرج الزكاة!..فكيف هذا؟
هناك فقراء يعانون و يحتاجون للمال..و أنت معك الكثير من المال و الزائد عن الحاجة..و مكدس..لماذا لا تتصدق؟...هل تقول أنك في حاجة لها مستقبلاً..كل شيء له وقته..و ليس أن تخزن للمستقبل..فلا أحد منا يعرف متى سيموت..و متى أجله ينقضي..فتصدق قبل هذا الموعد فبعده لن تتمكن من التصدق ابداً..مهما حاولت
و جزيل الشكر لتلك الجمعيات الخيرية المنتشرة في البلدان..و وفقهم الله تعالى لما فيه خير و رضا لله عز و جل
فلولاهم لكن إيصال الصدقة لأصحابها أمر أكثر صعوبة..و لكن الآن..متى شأت تستطيع أن تتصدق..في أي وقت
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: (( إن الصدقة لتطفئ غضب الرب, و تدفع عن ميتة السوء)) [رواه الترمذي]
....فأنفقوا و تصدقوا في سبيل الله..
..سؤال مهم؟!
كم مرة ذكرت كلمة "أنفق" و "تصدق" في هذا الموضوع؟
و فقط التي كانت بصيغة الأمر..أقصد الحث..على الإنفاق..
أنفقوا..
من دون الأدلة و العنوان..و أجمعهم مع بعضهم..
لا تقلق..هنا الجواب
و أرجوا أن يكون الموضع قد أفادكم..و جعل الصدقة مساراً للجميع..
..
المفضلات