" وحينها لم تبالي تلك الزهرة بشيء وهي تطير مع الهواء مفارقة أغصانها في أبهى حللها وألوانها ! كان ذاك الصنيع هو إزهارها .. سعيدة بذلك الرحيل الناعم ، وهي تراه سيكون سببا في إعمار الأرض بأجود نسيج للثياب !
لطالما سمع الفلّاحون نداء زهراتها التي تشبه الأبواق وهي تقول لهم : إياكم وإقصار النظر في أنفسكم ! تأمّلوا العالم الواسع من حولكم ، وأينما كان الخير والإثمار أذيبوا أنفسكم في صهد مصهرته ! "
كان قد غيّر نبرة صوته مجددا كما لو كان يقلّدها في حديث سمعه يوما ما ، ليعود لنبرة صوته مرة أخرى وهو يشير براحة كفّة
" ولذلك فإن أرض تادلة جميعها ماهي إلا زهرة قطن جميلة !
لا تفكّر البتة في إظهار ذاتها بالشهرة أو المديح ! بل تختار لتكون هي الزهرة جميلة الصورة والمعنى التي اختارت أن تكون سببا !
وهذا الطريق هو سبيل في غاية الوعورة يا أبنائي !
لأنه لا يقدر على اختياره سوى أولئك الذين تمازجت في أرواحهم خواص القوّة والنعومة ! "
المفضلات