مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    هل أحسنتَ إلى جارك ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم



    من الحقوق التي أُهملت وشاع التفريط فيها، حقُّ الجار والإحسان إليه، فالإسلام ما ترك أمراً صغيراً أو كبيراً مما يصلح به حال الناس إلا حثَّ عليه ورغَّب به، ومن هذه الحقوق والآداب: حق الجار.

    والجار هو كلُّ مَنْ جاورك سواء كان مسلماً أو كافراً، برَّاً أو فاجراً، محسناً أو مسيئاً.

    وتَعْظُم أهمية الجار حين يكون مسلماً، وتجمعك به صلة القرابة، فهنا تجتمع ثلاثة حقوق، حق الإسلام والقرابة والجوار.

    ودون ذلك من اجتمع فيه: حق الإسلام والجوار فقط، ودون ذلك أيضاً من لم يكن مسلماً وكان جاراً فهنا حق الجوار وحده.

    فالجار له حقوق وآداب ينبغي مراعاتها والعمل بها، وهذه الآداب تتلخص في: الإحسان إليه، وكفِّ الأذى عنه، والصبر على إيذائه، قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)، فالله سبحانه ذكر الإحسان إلى الجار بعد ذكر عبادته وحده لاشريك له، وبعد ذكر حقوق الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، ممَّا يدل على عِظَم هذه الحقوق وتأكيدها.

    قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى): (يعني الذي بينك وبينه قرابة). وقيل: الجار المسلم.
    و (الْجَارِ الْجُنُبِ) قال ابن عباس: (الذي ليس بينك وبينه قرابة).
    وقيل: الجار المشرك. وقيل: الجار الغريب من قوم آخرين.
    والصاحب بالجنب: الرفيق في السفر، وقيل المرأة.

    فالإحسان إلى الجار أن ينصره ويعينه، ويعوده إذا مرض، ويشاركه في أفراحه وأتراحه، ويساعده إذا احتاج، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويصفح عن زلاتِه، فكل هذا من الإحسان إلى الجار الذي أمرنا الله تعالى به.

    والإحسان إلى الجار وكف الأذى عنه من لوازم الإيمان, فقد قال صلى الله عليه وسلم قَالَ : (وَاللهِ لا يُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ قِيلَ ، وَمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ). رواه البخاري. فلايؤمن الإيمان الكامل، ولا يبلغ أعلى درجاته من كان لا يَأمن جارُه مِنْ شرِّه.

    وقَالَ عليه الصلاة والسلام: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا ، أَوْ لِيَصْمُتْ). متفق عليه.

    وقد عظَّم الإسلامُ حقَّ الجارِ وحضَّ عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه). متفق عليه.

    والإحسان إلى الجار خلق كريم، يُؤَلِّف بين القلوب، ويُشِيع المحبة والسَّلام بين الناس، ويقودهم إلى الخير والإحسان.
    قال صلى الله عليه وسلم: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلا يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه.

    فينبغي للجار أن يَمُدَّ يد العون والمساعدة لأخيه الجار، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ: (خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ: خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ: خَيْرُهُمْ لِجَارِه). رواه الترمذي، وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما.

    وكان الصحابة رضي الله عنهم يقومون بحقِّ الجار حتى مع الكفار، فكانوا من أحرص الناس على ذلك، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) ، رواه أبو داود والترمذي.

    فما أحوجَنا إلى العودة إلى أخلاقِ الإسلامِ وآدابِه والعملِ بها، فسعادةُ المجتمعِ وترابطه، لا تتمُّ إلا بالقيام بهذه الحقوق والآداب التي جاء بها الإسلام.
    وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.


  2. ...

  3. #2
    السلام عليك و رحمة الله و بركاته..
    كيف حالك يا أخي؟
    أتمنى أن تكون في أحسن الأحوال.
    أولًا: شرفتنا بمشاركتنا هذا الموضوع المهم الذي نحتاجه حاليًا فجزاك الله عنّا خيرًا.
    ثانيًا: صدقت في.كلامك و هالأيام نادرًا ما نلقى ناس يعطون الجيران حقوقهم..
    ما نبغى منهم إلّا أن يكفّوا عنّا أذاهم و بسem_1f624 ، مو خايفين على أغراضنا إن يخربوها ،أو على الأقل يعلمون أولادهم حسن الجوار فهذا واجبهم.
    أذكر أن فيه شخص كان يربي له حيوانًا أليفًا ، فقام بإخراجه ذات يوم لحديقته و ذهب لعمله فلمّا عاد وجده ميتًا فتبيّن له اليوم التالي أنّ ابن جاره قام بمناداة أصدقائه ليقتلوا حيوانهe416.
    صح إنّهم أطفال على الأقل كان يعودوهم على عدم التدخل في شوؤن جاره.
    الجار قبل الدار زي ما يقول المثل ! ، ما وُجد لإزعاج غيره.
    attachment

    شكرًا ƛ Լ Ɩ Ƈ Є
    ..

  4. #3
    إنه موضوع رائع و يتناول قضية مهمة جداَ بل غاية فى الاهمية
    حيث أن الجار يعد قضية إجتماعية و دينية فى نفس الوقت
    كما أن الايمان ارتبط ارتباطاَ وثيقا بالاحسان إلى الجار
    فإن الشخص مزعِج جاره قد خرج من دائرة الايمان
    و لذلك علينا أن نراعى حق الجار
    و نختار الجار قبل الدار
    .
    .
    و هذه قصة قصيرة

    كان في الشام أمير اسمهُ عبد القادر الجزائري، كان رجلاً عظيمًا، كان له جارٌ ضاقَتْ به الدني، واضْطرّ إلى بيْعِ بيْتِهِ فعَرَضَهُ للبيْع فَدُفِعَ له ثمنٌ بخْس، فانْفَعَل وقال: والله لا أبيعُ جِوارَ الأمير بهذا المَبْلغ، هناك مَنْ أوْصَلَ هذا الخبَر إلى هذا الأمير، فاسْتَدْعى جارهُ وأعطاهُ المبلغ كلّه، وقال: ابْقَ جارًا لي !! إنَّك لا تبيعُ جيرتي بهذا المبلغ، وأنا لا أبيعُك أبدًا .
    .
    .
    لذلك إثارة موضوع مثل هذا
    أمر مهم جدا

    و أحب أن أختم ردى بحديث الرسول
    - صلى الله عليه وسلم -

    (( مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ))
    .
    .
    موفق الطرح أختى و جعله فى ميزان حسناتك
    ودى
    ~~
    .
    .
    اللهم انصر اهلنا فى غزة و ثبتهم يا رب ...


    attachment

    اريغاتو مسكة تشي على التوقيع السوبر كيوت 031

  5. #4


    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    يسعدني أني أطللت هنا لكي أقرأ ا كتب، و ما شاء الله جلبت أحاديث و آيات تستدل بها في هذا المضوع، لا أدري لما أصبحت بعض أمور الدين و التي يجب أن تكون شيء أساسيا في الحياة مجرد شيء ثانوي، أي في بعض الأحيان تجد من يحسن لجاره و يساعده في هذه الأيام نادرا جدا، و قد يكثر في مناطق قليلة و الأمر عائد لطباع المنطقة التي يعش بها الشخص، فبعض المناطق الكرم فيها كبير جدا حتى تحسب الحي كله عائلة واحدة، و هذا ما يجب أن يكون دائما و أبدا، الجيران عائلتنا الكبير، لو حصل أي شيء بالمنزل أو مصيبة ، من سيهتم بك؟ أقاربك البعيدون عنك ؟ طبعا لا ، جيرانك سيمدون لك يد العون رغم كل شيء ، لهذا دعانا الله عز وجل لإتخاذ هذه الطريق، علينا دائما أن نتأكد من أن قلوبنا صافية أولا ثم علينا أن نقتنع بأن أي عمل خير سنقوم به ليس مبادرة و ليس تطوعا لأنه واجب في الدرجة الأولى فلو تحول لمبادرة و تطوع لإنتهى في مرحلة ما و هذا ما لا يجب أن يحصل ، ثم علينا أن نحسن و لو زاد الأمر فوق طاقتنا مع الإساءة التي نتلقاها من الجيران فالأحسن أن نسحب أنفسنا، بمعنى لا شجارو لا هم يحزنون لأن ما يقومون به سيحاسبون عليه، و شيء آخر يجب أن نلتفت إليه أيضا، عندما يبادر أحدهم بعمل شيء سيء علينا أن نتذر لو قمنا بمثل ذلك العمل نحن أيضا، فليس كل الذين من حولنا خطاؤون و نحن لا، و قد تكون نتيجة لعمل قديم قمنا به ن لهذا لنصحح أنفسنا أولا ثم نبحث سبل تعديل علاقتنا مع الجيران و لا يوجد بالفعل شيء أفضل من الإحسان

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter