السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تمهيد :
إذا ما سألت أى شخص عن صديقه فسيقول فلان أو فلانه ثم سيتابع قائلا و نقضى معا معظم أوقاتنا و ...و ....و...
و لكن هل وجدت أحداً من قبل يعتبر القرآن صديقه و رفيقه و يقضى معه معظم وقته
و هو موقن أن ا
لقرآن رفيق دربنا وسعادتنا وطريقنا إلى الجنة فإذا إبتعدنا عنه لن نجد الراحه {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكآ ونحشره يوم القيامة أعمى ) حين تغلبنا الدنيا بهمومها لا شيء ينقذنا سواه به الراحه به الشفاء به نصل إلى الجنة
و لكن للأسف الكثير منا قد تناسى القرآن و قرآته و أصبح يقضى وقته فى ملهيات أولها الانترنت
قصة معبرة~~
شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة . جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة .
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت .
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه . لا شيء فارق الحياة .
نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني..أخفيتها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطلق زميلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.
وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام.. والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها..وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق..إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها..
من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..
أرءيت ذلك الرجل الذى كان القرآن رفيقه و صاحبه و ذكره و ظل يرتله حتى و هو يحتضر فإن شاء الله يكون شفيعا له يوم القيامة و يؤنس له قبره
فإذا بحثت عن السعادة:
" قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ " يونس58
فإذا بحثت عن الهداية:
" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" البقرة : 2
" إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً " الإسراء : 9
قال ابن تيمية رحمه الله :
"من تدبر القرءان طالبًا الهدى منه تبين له طريق الحق "
وإذا بحثت عن شفاء الصدور
" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً " الإسراء : 82
فيه طمأنينة القلوب
" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " الرعد : 28
هو نور ربانى يلقيه الله تعالى فى قلوب عباده المؤمنين:
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" الشورى 52
فهو أحق ماصرفت فيه الهمم والأموال والأوقات هو سبيلنا إلى رضا رب البريات ومحبته وجنته قال تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ " " فاطر29،30
وقال صلى الله عليه و سلّم :
:"يقال لصاحب القرءان إقرأ ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند أخر أية تقرأ بها" الترمذى
فكفى به شفيعًا مشفعًا بإذن الله عز وجل كما قال النبى صلى الله عليه و سلّم :
"إقرؤا القرءان فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه " أخرجه مسلم
لا يفر من صاحبه يوم القيامة :
"يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إ ِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " الشعراء 89،88
" يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. و َصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ. ِلكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ " عبس34:37
.
.
.
لن يفر منك يوم يفر الفارون ولن يتبرأ منك إذا تبرأ منك المقربون هو شفاء القلوب ونور الصدور هو خير رفيق و أصدق صديق هو
رفـيـق الـعـمـر
و ذكر المؤمنين ~~
المفضلات