مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2
  1. #1

    الرغبة .. بين الإحتضار والإرتقاء


    attachment

    attachment


    attachment

    ماهيَّ الرغبة..؟ وما الأساس والفائدة المرجوة منها...؟
    الرغبة هي طبيعة بيولوجية ملتحقةٌ بالكائنات الحيَّة عمومًا حيث غُلف الكون بهالة الرغبات المتضاربة
    فهنالك رغباتٌ حميدة ورغباتٌ ذميمة تتشبث بالكيان الإنساني فإما أن ترفعه دينًا ومقامًا ، وإما أن تهوي به في مكان سحيق .
    والكثير يعتقد بأن الأماني هي من كينونيات الرغبة ، بينما إعتقادهم خاطئ مجملًا وتفصيلًا
    فالأماني قد تعلق لفترةٍ في نتوءاتِ العقل ثم ترحل بحسبِ الظروف المعيشية للأشخاص
    بينما تسقط الرغبة عاموديًا على العقل البشري حتى تلتصق به فلا تبرحه .
    وكثيرًا من الأشخاص يتساءل ويتشاءم من الرغبة معتقدًا أنها ضمَّت مع الإنسان لأجل المساوئ فقط
    فماذا عن فوائد هذه الرغائب...؟
    فائدتها هي تسخير العقول والألباب والجوارح لتحفيز النفس على التفكر والتدبر في الأسلوب
    النمطي الذي تسير على أساسه الحياة ودحض النقيض السيء إما بالصبر والإصطبار أو بالكبح والإرتقاء

    وعلينا أن نوضح بأن الرغبة تتجاذب مع نواقص الإنسان طرديًا ، بينما تتنافر مع الكبح عكسيًا ، حيث أنها ممغنطة بقاعدة الإشباع
    وعندما خلق الله الإنسان وغشاه بقانون الرغبة بيَّن له الإتجاهات التي يجب أن يُسَّير رغباته وفق أساسياتها
    وكبح ما شذ عنها بالعمل على إكمال النواقص التي يرغب بالحصول عليها عن طريق المُحللات
    حيث أنه إذا كان يرغب بالجنة فبالصلوات والأعمال الصالحة سيصل إليها بإذن الله ، وإذا كان يرغب بالذرية
    الصالحة
    فعليه باللجوء للشرع والزواج دون إختيار منحنيات مزلقة تودي به وبمن معه إلى الهلاك المحتم .

    وبالضفة الأخرى تتأجج الرغبات التي قد يعجز الإنسان في كبحها والتي قد تولد معه منذ الطفولة مثل مشاهدة الأفلام الإباحية ، وقد يستغرب الجميع
    حديثي من ربط الرغبة بالطفولة ولكن قد ترتبط مع الطفل إذا قام الأهل بتكبيله بها منذ صغره ، ثم يعيش بها إلى ما شاء الله لها .
    وقد شهدت هذه الظاهرة شخصيًا ولحظت أنها باتت تنتشر في كثيرٍ من العوائل ؛ والغرض هو كي يصبح الأطفال مُتْرَعينَ بالثقافة الدورية للحياة
    وهذه الأغراض ليست إلا بداية الدمار الأسري والنفسي .
    عندها يبيت هذا الشخص لا يلقي بالًا لحساب الله في الأخرة ؛ نتيجةً لتغافله عن رؤية الله سبحانه له ومراقبته .
    فمع مرور الوقت يصبح هنالك صعوبةٌ بالغة بالسيطرة على هذه الرغبة لدى هذا الفرد ومن هنا تبدأ نفسيته بالتحطم تدريجيًا
    ولكن لو لجأ الشخص للقرآن والسنة لوجد تبيانًا لكل شيء وشفاءً من كل آفةٍ بإذن الله .

    وللتخلص من بوادر هذه الرغبة أوصى الإسلام بالإغتسال وأداء ركعتين حتى يتخلص من فلول الرغبة التي يثير الشيطان غبارها ناحية الشخص
    لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الغداة ( يَا بِلَالُ : " حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْفَعَةً ، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ بِلَالٌ : مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ ) . رواه البخاري
    وقد حث الإسلام أيضًا على الإكثار من الصيام لغير المتزوجين ، فهو وقايةٌ لهم من الوقوع فيما حرم الله
    حيث قال صلى الله عليه وسلم ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ ). رواه البخاري ومسلم.

    وعلى الشخص أن يجاهد نفسه إذا ما أمرته بمعصية خالقه فالشيطان لا يزال يزين له هذا وبأنه سيكون بمثابة أخر مرةٍ له ، وما إن يقع في المرة الأولى
    إلا ويزيد الشيطان له في رغبته الملحة ، ويقلل الوقاية من هذه الكارثة ، ويبعده عن مسالك الصالحين في كبح جماح رغباتهم .
    فعليه مجاهدة نفسه وتذكيرها بالجنة وبمراقبة الله وأن يقوم بتوبيخها مرارًا
    حتى تكف عن إرغامه على فعل ما لا يرضاه الله ولا يقوى الفرد على المناص منه .
    وتحتذي حذو الإعتدال في الرغائب حتى يعيش بفكرٍ صافيٍٍ خالٍ من الشوائب والأدران
    وعليه أيضًا بوهج الصحبة الطيبة التي تعينه على الخير وتذكره بالسبل إلى الله إذا ما زاغ عنها
    وأخيرًا فليتمسك بجدائل الدعاء والإلحاح على الله في أوقات الإجابة وقبل النوم فهي من أفضل العبادات وأجلُّها لذلك فليقل
    ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي ) رواه أحمد وأبو داود وهو حديث صحيح
    فكلنا نبغي الجنة ولأجل ذلك علينا بذل الغالي والنفيس في سبيل الوصول إليها وعلينا بالإكثار من قول ( اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت )
    فعسى الله أن يهدي شباب المسلمين أجمعين وأن تعود أمة محمد إلى مجدها وعزها كما كانت من قبل .



    ولا تزال الرغائب السلبية تتخذ من ضعاف النفوس صوامع لها
    فمن الظواهر التي بات إنتشارها يسبب إرباكًا للإنسان والحيوان على حدٍّ سواء هي حب التملُّك أو رغبة التملُّك
    حيث أن الدراسات تشير بأن حب التملك هو مرض نفسي متعلقٌ بالشخص حيث تكون رغبته بامتلاك كل شيء والتعاظم به في إزديادٍ مستمر .
    ولنا في قصة فرعون الأمثلة المباشرة على حب التملُّك
    فلم تقتصر رغبته على إستعباد حاشيته فقط بل وادعى الربوبية والألوهية من دون الله فمحقه الله وأغرقه في اليمِّ وبئس المصير

    لذلك علينا أن ننظر إلى تقسيم الله سبحانه الحياة للإنسان حيث قُسِّمت لممتلكات ومسخرات
    فالممتلكات هي مسخراتٌ من الله ليمتلكها الإنسان ويستغلها في عمل الخير كقطعة أرض أو رداء أو جهاز أو سيارة
    أما المسخرات التي لا تقبل الإمتلاك والإستعباد كالعامل والدآبة والضعيف والفقير
    فهنا على الشخص أن يمحو غشاوة الإستعباد والتملُّك التي تغطي مقلتيه ويعمل وفق ما أمر الله به من الإحسان ،
    وعدم إرهاقهم بالأعمال الشاقة دون إفراط ولا تفريط ودون ضررٍ أو إضرار .
    فحب التملُّك دائمًا ما يؤدي إلى الإستعباد ، وكثيرٌ من الأشخاص تأخذهم العزة بأنفسهم وبغناهم ليستعبدوا هذه الفئة التي لا تستطيع ضربًا في الأرض
    فنجد كثيرًا ما يتضاربون بأسعار العمَّال أو الدوآب وكأنهم سلع ، ولكن عندما شع نور الإسلام في الأفق نبذ الإستعباد كليًا من محاور الأرض
    حيث قال صلى الله عليه وسلم ( أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ) ففي كلمة الأجير تكريمٌ للعامل حيث لم يتم نعته بالمملوك أو العبد
    وأيضاً تأكيدٌ وإلزام الشخص الذي يملك الأجير في عمله بأن يعطيه حقوقه المالية
    المتفق عليها دون أن يبخسه شيئًا أو أن يماطل معه بحجة أنه ملك له .
    وغالبًا ما ينتهي حب التملُّك بهضم حقوق العمال ؛ لكونهم عمالًا فقط وليس هنالك من يأخذ بحقهم ولكن الله أقرب للمظلوم .
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ ، وَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَبُو الْمُدِلَّةِ اسْمُهُ : عُبَيْدُ اللَّهِ مَدِينِيٌّ ، ثِقَةٌ .
    وقال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص رضي الله عنهما ( ياعمرو متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )

    ومن المؤسف والمخجل أن يستعبد الرجل زوجته فيقول لها ( أنتِ ملكي ، إشتريتكِ بمهري ) وكأنها كانت كعبدةٍ مملوكةٍ عند أهلها
    فجاء وإشتراها بثمنٍ معين ؛ متكبرًا عليها لكونه رجلًا وهي إمرأة ، متناسيًا أنَّ لها الحق في طلبِ الخلع إذا رأت منه ما يسوؤها
    وهنالك عوائلٌ للأسف تقوم بإستعباد الإناث في المنازلِ بينما يُكرَّم الذكور لديهم
    وكثيرًا ما سمعنا قصصًا كتلك وبالنسبة لي فقد رأيتها بأم ِّعيني في كثيرٍ من العوائل
    حيث يُخيل لهم أن الغرض من خلق الله للإناث هو فقط للخدمة ، دون المطالبة بأي حقوق لها سواءً على المال أو المشاعر الأسرِيَّة أو الرداء
    أو العمل مع النساء أو إختيار الزوج ؛ بحجةِ أنَّ المرأة عورة وليس لها الحق في إبداءِ رأيها أمام أبيها أو أخيها .
    أما الرجال فلهم الأحقية المطلقة بكلِ شيء في وجهةِ نظرهم ، فكما يقولون ( الرجال ما يعيبه شي إلا جيبه )
    فلم يستخلصوه للكرامة ، بل أسقطوا عنه كل العيوب التي قد تنقص من قدره ، وإكتفوا بأن الفقر وحده يكون مُعيبًا له .
    وحرضوه أيضًا على عدم مساعدة نساء المنزل في أعمالهن ؛ بحجةِ أن الرجل فقط عمله خارج المنزل
    أما في المنزل فله الأمر والنهي دون التكلف في مساعدةِ نساء بيته ، وأن يُخدم لا يَخدم .
    بينما كان صلوات الله وسلامه عليه يخصف نعله ويخيط ثوبه ويغسله ويحلب شاته ويخدم نفسه
    وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ) . رواه مسلم
    فمن منا لا يريد مصاحبة خير خلق الله في الجنان ؟ وأيَّما رجال أحبوا إستعباد النساء فأكرههم الله حب فعل الخير لهن ؛ حتى أخذهم بعنجهيتهم .
    فلو أخذ الناس بالأسباب وقطعوا كل دابرٍ للشيطان لأغدق عليهم الله بنعمه ، فعلى الإنسان أن
    لا يسعى للإمتلاك والكبر وعليه أن يسعى لما فيه خيرٌ صلاح للعباد والبلاد دون أن يهضم حق أحد أو أن يرهق
    أي كائن حي سواءً كان إنسانًا أم دابةً ، وإرغامه على ما لا يطيق إحترازًا من النار وقربًا من الجنة التي أزلفت للمتقين .

    وحتى يعيش الإنسان سعادته الدنيوية والأخروية بإذن الله لابد عليه أن يُسيّر ويوجه رغباته وفق ما أمر الله به ، ونبذ ما يخالف أوامره
    فنحن لسنا ذَوو خوارق أو معجزات ، والإسلام لم يغمض طرفه عن هذه الأمور
    بينما وجه وأمر بالتصحيح والتعوذ من الشيطان الذي لا يتوانى عن إحداث فجوةٍ بين الإنسان
    ومتطلبات دينه ؛ ليعيش في دياجير الضلال ويقع في دهاليز الهلاك .


    وحتى نخرج بنتائج مرضية لابد لنا من حلِّ عُقَلِ التساؤلات التي تسود أفكارنا وبثُّها في الورق
    ليتسنى للجميع مشاركتي فيما كتبت ولنستخرج المركز الرئيسي لهذا الإختلال


    • هل للرغبات نتائج عكسية على الفرد والمجتمع..؟ وكيف يكون ذلك..؟
    • كيف يحدُّ الإنسان من التطور التكنلوجي الذي يؤدي به إلى إشتعال رغبته..؟
    • هل حب التملُّك يعتبر آفة أم رغبة مصيرها التواري عن الأنظار بعد برهةٍ من الزمن..؟
    • كيف يسعى الشخص لعمل الخير في أهل داره..؟ وكيف يتخلص من الأمثال السقيمة التي بات الناس يتداولونها فيما بينهم..؟
    • ماهو تأثير رفاق السوء على رغبات الشخص..؟



    attachment

    والشكر موصول ل ALEXUNDER
    على تصاميمه الرائعه التي زينت الموضوع وجعلته بابهى حله

    attachment

    اخر تعديل كان بواسطة » The Lord of Dark في يوم » 31-12-2015 عند الساعة » 18:37 السبب: إضافة وسام موضوع مميز.
    a58d3244ce84d06bb46035adaec6a804
    يسعدك ربي غلاتي L u k a. على الإهداء الخورافي 031

    Broken Hearts


  2. ...

  3. #2

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter