وكالعادة لا استطيع ان أقاوم اغواء القلم بما يملكه من تأملات لمشكلات للأسف اصبحت ظاهرة اجتماعية تقليدية نراها كل يوم في حياتنا،
بدون اي مقدمات سيكون حديثنا عن المرأة - النصف الاخر المكمل لنا - وبعض افكار متعلقة بها كـ حريتها ونظرة المجتمع لها وما قدمته للمجتمع وما اخذت منه ..
مؤخرا تعالت بعض صيحات مهاجمة الرجال لتشدقهم واستهزائهم بالمرأة وتهميش دورها والتقليل من شأنها، وفي المقابل تُهاجم البنات لتعنتهم
في الاتهام وإلقاء اللوم على الاولاد الشباب دونهن وكأنهن ملائكة .. وأخذ كل طرف مهاجما الاخر ناسيا كل منهم انانيتهم في إلقاء النظرة الحقيقية .
مقالي هو محاولة لفك طلاسم مشكلة يعانيها مجتمعنا الحالي ببعض أفكار خيل للبعض انها صحيحة وهي مفاهيم مغلوطة
جميعنا متفقون على ان المرأة لم تهان في الاسلام، بالعكس الاسلام جاء على الجاهلية والبنت التي تولد كان نصيبها الوأد والدفن في الرمال
والرجل يتزوج بالعشرة والعشرين امرأة ويكره جواريه على البغاء ويقبض الثمن، فجاء الاسلام ورفع من شأن المرأة واعطاها حقوق لم تكن لتحلم بها
وبالعديد من الآيات؛ كرمها أولا بصفتها أم يجب برها وطاعتها [
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ]، وجعل الجنة تحت أقدام أمهاتنا ..
وكرم الإسلام المرأة كـ زوجة فأوصى بها الأزواج خيرا، وأمر بالإحسان في عشرتها وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة
وذلك لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته وحرم أخذ مالها بغير رضاها
[
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ] ، [
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ] ..
وحقوق كثيرة أعطاها الاسلام للمرأة حتى لو كان منها ما لصالح الرجل قيده كما الحال في تعدد الزوجات الذي قيده لـ 4 زوجات كحد أقصى
لكن القرآن لم يضع الحبل على الغارب بل اشترط ان يكون هناك عدل بينهن [
فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ]، وغيرها من الحقوق في الزواج والمهر
والنفقة حتى عند الطلاق، بل ان القوانين الوضعية اشترطت علم الزوجة بالزواج الثاني قبل ان يتم ولها حق الطلاق ان لم توافق على هذا الوضع
يعني شوف حتى القوانين الوضعية التي من وضعنا نحن البشر وضعت في بنود الأحوال الشخصية هذا الشرط البسيط، ما سمعنا حد قام وعمل هليلة
وقال كيف زوجتي يكون ليها رأي في حياتي ! لكنها ليست بحياتك الخاصة فأنتم شركاء بها واقل جق للشريك ان يمضي على قرارات الشركة فما بالك بقرار زواج ثاني
لا الزوجة تقولك انا من حقي اوافق على الوضع دا ولا أرفض
مش بس كده لا من حقي اطلب الطلاق والقاضي سيحكم بالطلاق ان رفضت الطلب
فـ شوف الانسان ازاي وصل بعقله انه يحمي الزوجة بشوية نصوص قانونية بسيطة ، لكن يبقى العيب كما هو فمهما بلغت قدرتك في سن القوانين
وإفراد نصوص خاصة للمرأة وحمايتها لن تصل الى الكمال ابدا، وهذا هو ما يحدث الان في وقتنا الحالي - الانسان وقف عاجزا امام المشكلة -
ايه المشكلة ؟! اذا نظرت حولك تجد نفسك في عالم غير العالم، ناس تعادي ناس وناس تكره ناس وده يشتم في ده وده يقتل ده
تلاقي المجتمع كله اصبح عدواني عنيف، وعدوانيته انعكست بالسلب على الاخلاقيات في العموم فإنعدمت !
وانعدام الاخلاقيات له صور عديدة لكن في صورة مست كيان المرأة عموما ومازالت تعاني منها الى الان وهو التحرش بمختلف اشكاله
اما لفظا او نظرة أو بالتلامس أو بمهاوشات أو بغيره المهم ان البنت اصبحت غير آمنة على نفسها، لانها تعلم انها بأي مكان هناك عين تراقب
وهناك غريزة ولذة تتهافت حولها وبالتأكيد ده شيء يضايق -_-! ده حتى يا اخي لو حد بيجيب في سيرتك قدامك بتبقى عايز تقوم تاكله قلمين
ايه السبب ؟! هل المرأة فاتنة لهذه الدرجة ! ام ان الانسان بطبعه اصبح حيوان يمشي على قدمين ؟ واحد يقولي لا المرأة اصبحت فاتنة بشكل مستفز
ومن فترة كنت اقرأ احد المقالات فوجدت سؤال مهم - اذا كانت المرأة فاتنة لهذه الدرجة فـ لماذا هذه المرأة تحديدا لا تثيرني في حال وقوعها في حادث
بل أهرع لمساعدتها ؟! - اذا الانسان يعرف جيدا متى يظهر انسانيته ومتى يظهر طبيعته الغريزية التي لا تفرقه عن الحيوان في شيء وإلا لو كان الوضع مستفز
كما تقول لوقعت في فتنتها ايا كان حالها !! اذا الجسد ليس بمثير ولكن التفكير هو المحفز الرئيسي لذلك .
يقول الله تعالى [
واستعينوا بالصبر والصلاة ] ، والحديث الشريف [
من استطاع منكم الباءة فليتزوج ...
ومن لم يستطع فعليه بالصوم ]
ربنا امرنا بالصبر والصلاة في طلب الاخرة ومن العوامل المؤدية لهذا الطلب هو سمو العقل وترفعه عن الأهواء، لذلك اكملها سيدنا محمد بأنه من لم يستطع
فالصوم هو الحل الوحيد له..
واذا تفكير الانسان هو السبب في ذلك هل ده مبرر ان فلانة ترتدي ما لا يليق بـ مجتمع المفترض انه أخلاقي بدواعي الحرية الشخصية ؟!
للأسف الغرب صدر لنا ثقافاته من خلال العولمة ولم نأخذ منها الا الاسوء ، الغرب صدر لنا عالم من الثقافات في جميع الفروع لم نأخذ منها
الا
كلمة حرية فقط، فـ حرية كحرية الرأي والتعبير أخذنا كلمة الحرية من المسمى واصبحنا نعبر عن رأينا بأسوء الأساليب، وبالنسبة لأهم حقوق الانسان
كـ حق التقاضي أمام المحاكم؛ أصبحت المحاكم مليئة بالدعاوى الكيدية من الخصوم ومفادها دائما فلان يرفع دعوى كاذبة على فلان والغرض منها
لفت نظره او مضايقته او مماطلته في دين او اي شيء..
طبقنا الحرية مع عقول لا تقبل هذه الفكرة من الاساس !! زي مثلا لما تحمل تعريف لكارت شاشة للابتوب مش عليه نسخة ويندوز تقرأ هذا التعريف !!
وتقعد تخبط وتقول الله هو بيعملي
error ليه وانت مش باديء بداية صح ! لو بدأت بتسطيب نسخة اصلية
ثم التعريفات لوصلت للنتيجة المطلوبة لكن انت لا تعلم شئون دينك جيدا ولا تعلم قيود مجتمعك جيدا - التي مهما تطور العالم ستظل موجودة
لانها طبيعة راسخة في العرب - ولا تعلم قيم ومباديء وتطلب حرية !! ماذا تفيد الحرية مع عقل فارغ لا يملأه الا حاسب وانترنت ودراسة على ما تفرج..
أخذنا الحرية في عالم الموضة فتحولت الازياء من ملابس محترمة تليق بالشخص الى ملابس ضيقة جدا لدرجة تخليك تستعجب !!
حضرتك - كـ بنت - ربنا خلقك لتكوني نصف اخر لحياة شخص اخر له الحق الوحيد في ان ينظر اليكِ ككل، فما الداعي لملابس تجسدك لينظر إليك اخرين ؟!
ما المبرر ؟! حرية هذه ليست بحرية ! موضة ؟! ماذا افادتنا الموضة حينما يحدث لا قدر الله شيء يمسك بسوء بسببها ؟!!
شيء عجيب ، والاعجب انك تجد اشخاص يتزمرون سخطا على قيود هذه الحرية وان هناك تعنت من المجتمع وتعالت الأصوات منادية بالحرية
ومن لا يعجبه ذلك فعليه بغض البصر ! يعني أخدوا من الدين غض البصر كعلاج للأولاد والرجال ونسوا أنفسهم ! [
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ..]
مع ان ربنا قال في محكم آياته أيضا :-
[
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ]
[
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... ]
لماذا الانسان دائما بيأخد بالتفسير المناسب لمصلحته !! لماذا يأخذ ما له ويترك ما عليه ؟!!
يعني الانسان عشان يريح عقله من ذنب تصرفه بيقعد يشوف ويدور على تبرير لتصرفه وأول ما يلاقيه يمسك فيه بديله وسنانه !
القرآن جاء شاملا لكل شيء، بعد ان خاطب الرجال وأمرهم بغض البصر وبالصلاة والصوم لحمايتهم من الشهوات، خاطب ايضا النساء
وأمرهم بالحجاب وعدم التزين بالشكل الغير مرغوب فيه - الشكل المستفز - الا ما ظهر منها وهو اليدين ويقال الوجه في بعض المذاهب
لكن ان اوضح زينتي بأكملها حتى ولو كنت استر نفسي بشيء لا يفرق عن اللاشيء في شيء
!! ليست بحرية معذرة -_-!
الحجاب لصالح المرأة؛ والاسلام أباح كشف الوجه واليدين وأمر بستر ما عدا ذلك،
ولا شك ان الممنوع مرغوب وان ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية ..
ايضا قد يعارضني احد فيما ما سبق على اساس انه حتى المحترمة في أخلاقها واسلوبها وملابسها لا تسلم من التحرش ؟!
كلام فعلا منطقي ولو رجعنا تاني هاقول ان تفكير الانسان هو السبب لانه وصل لمرحلة من المرض التي تمنعه عن ردع نفسه بوسائل بسيطة
لكن كلامي في نقطة البنت صاحبة الحرية ولذلك يجب التمييز بين انسان ضعيف الايمان وبين انسان قوي الايمان تغلب عليه الشيطان في لحظة
وبين بنت ضعيفة الايمان وبين انسانة محترمة قوية واثقة في نفسها ! يجب التفريق عند التحدث عن هذه المشكلة ولا نأخذ عاطل مع باطل..
المفضلات