مشاهدة النتائج 1 الى 17 من 17
  1. #1

    حَنينُ المَد (قصة بعدة فصول)

    attachment


    بسم الله الرحمن الرحيم


    146005159016462



    حَنينُ المَد



    كمنظر غابةٍ تغفو في ظلمة الليل حول بحيرةٍ براقة كالقمر.. يكون الجمال لوحةً للتأمل
    كتحطم أمواج بحيرةٍ عكست وجه قمر وحيد.. تكون الطبيعةُ لغزًا رائعًا
    كضياء القمر الهادئ.. يكون العطاء ساحرًا وآسرًا
    كالقمر نفسه.. يُخيل إلي أنك معي، تتبعني حيثما أذهب!



    ملايين السنين تفصلنا عن أحداث قصةٍ أريد أن تكون همسةً في الليالي المظلمة
    قصةُ لا يعرفها إلا القلة، قصةٌ يتجاهل وجودها الكثيرون!
    لقد حدثت هذه القصة هنا، على كوكب الأرض الذي نعيش فيه، ولكن لم نكن نحن قد خُلقنا بعد..
    كثيرةٌ تلك المخلوقات التي عاشت قبلنا ونحن لا ندري!
    كان بعضهم مجرد أرواحٍ بلا أجساد، بعضهم كانت أجسادهم من مواد لا نعرفها،
    وبعضهم كانت أجسادهم بأشكالٍ لا تخطر على بالنا، بعضهم كانت لهم قدرات عجيبة لا نملكها،
    وكان لكل نوعٍ منهم أماكن خاصة يعيشون فيها بطريقة تختلف عن المخلوقات الأخرى،
    ولكن أقربهم لنا كانوا مخلوقين من الحجارة!



    أهل الحجارةِ تميزوا بقوتهم الجسدية،
    وكانوا يشبهون بني الإنسان في مظهرهم العام لولا أنهم يبدون كأنهم قد نحتوا نحتًا من قطع جامدة،
    كأنهم تماثيل مصنوعةٌ من الفخار و الخزف. أما حياتهم،
    فكانت أكثر شبهًا بنا، إذ عمروا بيوتًا وشيدوا مدنًا صغيرة وأسواقًا. أما أكثر شيءٍ نتشابه فيه معهم فقد كان...



    146005159016462



    "إنها غريبة!"
    همست بتلك الجملة لرفيقاتها ، ثم التفتن جميعًا ناحية بيتٍ حجري صغير ليرمينه بنظراتٍ ثاقبة كادت أن تخترق جدرانه البسيطة.
    عادت المتحدثة إلى الكلام بعد أن استدارت إلى مَن معها:
    "أحيانًا أشك في كونها واحدةً منا"
    ردت إحدى الرفيقات:
    "إنها منا أبًا عن جد ، كل ما في الأمر هو أنها..."
    مطت شفتيها بقليلٍ من الإزدراء باحثةً عن كلمةٍ مناسبة، ثم تابعت:
    "غريبة!"
    أشارت إليها الأولى بحماس بيدها التي تشبه الحصى:
    "وهذا ما قلتُه بالفعل!"
    ضربتها إحداهن على كتفها برفق:
    "الباب يُفتح!"

    التفتن بسرعة كرةً أخرى ناحية البيت وكأن كلام صديقتهن لم يكن شهادةً كافية ،
    ثم لملمن أطراف ثيابنهن الفضفاضة الطويلة وسارعن بالمشي قبل أن تلمحهن صاحبة البيت وهن يراقبن المكان.



    من باب البيت الصغير، خرجت شابةٌ جميلة وفاتنة بخطواتٍ هادئةٍ و واثقة.
    رفعت الشابة طرف وشاحٍ ثقيلٍ يلتف على كتفيها فوضعته على قمة رأسها كي تحتمي بظله من الشمس الساطعة ،
    وقد تميز وجهها ويداها بلونٍ أبيضَ يخالطه لون الفضة ، وانعكاسٌ طفيفٌ على جسدها الحجري أعطاها مظهرًا آسرًا كما لو أنها محاطةٌ بهالة ضوءٍ خافتة.
    سارت إلى مكان عملها ملقيةً التحية من حينٍ لآخر على بعض سكان القرية مع ابتسامةٍ لطيفة.

    كان البعض ينظر إليها بإعجاب واحترام بينما كان هناك مَن ينظرون إليها بتحدٍ أو استحقار،
    ولم تكن غافلةً عن معاني نظراتهم كما كانت تستطيع أن تسمع الهمس مِن حولها بجملٍ مختلفة.
    -
    "ها هي! ها هي!"
    -
    "لقد وصلَت"
    -
    "صباح الخير يا سِيلا!"



    سيلا.. تلك الشابةُ الغريبة!
    ليس الأمر وكأن كل أهل الحجارة متشابهون في الشكل أو في الأفكار والتصرفات، ولكن هي.. هي غريبةٌ جدًا!
    من الصعب إنكار جمالها، والأصعب هو إنكار ذكائها ومهارتها وإخلاصها في كل ما تعمل؛
    سواء قامت بالتنظيف أو الطبخ، وسواء اعتزلت بنفسها لصنع بعض الأدوات بيديها كي تبيعها، أو اشتركت في العمل مع المزارعين في أعمالهم؛ هي تتقن كل شيء!

    حتى تقشير أكواز الذُّرة يبدو فنًا لا يجيده الجميع حين تقوم به كما كانت تفعل ذلك اليوم.
    همس أحدٌ بحقد وراءها:
    "لماذا هي رائعةٌ جدًا!"
    وألقى كوز الذرة على الطاولة أمامه ضجرًا من العمل ، وأخذ يحدق بها مع أصحابه.
    قال أحدهم بسخرية بينما كان يقشر ببطء وعيناه مثبتتان عليها بتركيز:
    "تلك المدعوة بـ سيلا.."
    -
    "غير الطبيعية!"
    -
    "غريبة الأطوارِ سيلا!"
    -
    "المجنونة سيلا"
    -
    "المعقّدة سيلا"
    -
    "تبًا لسيلا!"

    تبادل الهامسون ضحكةً متشفية معتقدين أن كلماتهم في معزلٍ عن الوصول إليها،
    في حين تمتمت الشابة في نفسها دون أن تتوقف عن العمل:
    "بل تبًا لكم أنتم!"

    كان الغضب يتصاعد في داخلها، ففرغت غضبها على عملها وصارت أكثر سرعةً ودقة بينما تلاطمت الأفكار في رأسها بعصبية:
    "يا أشباه الحجارة! لو ضربتُ أحدكم سيتفتت إلى ألف ألف ذرة رملٍ صغيرة!
    إن كان لديكم وقتٌ لمراقبة الآخرين والسخرية منهم، فاعملوا بدلًا من إضاعة الوقت!"

    تنهدت بعمق قاطع فكرها للحظة قبل أن يسترسل من جديد:
    "ليس الأمر وكأن الله لم يخلق لكم عقولًا أو لم يعطكم أصابع سبعةَ في كل يد!
    استخدموها أيها الحمقى! شغلوا عقولكم الصدئة وحركوا أصابعكم وأتعبوها قليلًا"

    رصت على أسنانها والكلمات في رأسها توشك أن تنفجر من شفتيها:
    "مهلًا! إن كنتم أغبياء لدرجة أنكم تسخرون مني وأنتم بقربي وتعتقدون رغم ذلك أني لا أسمعكم، فأي فائدةٍ ترجى منكم؟ أوغاد!"



    -
    "سيلا"
    رفعت رأسها فوجدت زوجة صاحب المزرعة بوجهها الباسم -كحجارة الصفوان- تقف بجوارها مبتسمةً بفخر.
    قالت لها بحنان:
    "ما أكثر الأكواز التي قشرتها خلال هذه المدة القصيرة! أنتِ رائعة!"



    146005159016462



    حلّ المساء ، وسار كل شخصٍ نحو بيته طلبًا للراحة ومن بينهم سيلا وقد ازدادت الهالة المضيئة حولها كشبحٍ لطيف!
    دخلت منزلها حيث تعيش وحدها، وألقت بجسدها على السرير مغطية عينيها بإحدى ذراعيها، وسرعان ما أجهشت بالبكاء.

    "ما الذي يجري لي؟ لماذا أشعر بالألم في صدري؟ أنا معتادةٌ على نظرتهم لي وكأنني مخلوقٌ غريب بينهم، فهذا يحدث لي منذ طفولتي"
    انزلقت دمعةٌ من عينيها بسرعة وكأنها تسألها مستنكرة: "أمتأكدةٌ من أنكِ اعتدتِ ذلك سيلǿ منذ الطفولة!؟ بربكِ! أليست هذه هي المشكلة؟"

    فاضت دموعها وأخذت تنفس بصعوبة والكلمات التي لطالما تظاهرت بعدم سماعها أخذت تتكرر في رأسها دون توقف.
    وفي نوبة حقدٍ مفاجئ ضربت السرير بقوة قائلة:
    "حتى أولئك الذين ينظرون لي بإعجاب.. هم أيضًا يجعلونني أشعر وكأنني غير طبيعية! والنتيجة هي.. هي.."
    جلست ودارت بعينيها في غرفتها، ثم طأطأت رأسها وأكملت:
    "أنني أصبحتُ وحيدة!"



    146005159016462


    يُتبع

    اخر تعديل كان بواسطة » S H O C K في يوم » 06-03-2017 عند الساعة » 02:41


  2. ...

  3. #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مؤخرًا بدأتُ أعود لكتابة القصص الخيالية ، وهذه القصة إحداها.
    كنتُ أفكر في عرضها منذ شهرين ، ولكني لم أكملها بعد! laugh

    أجل! هذه القصة غير مكتملة
    كنتُ أظن بأنها ستكون أقصر بكثير ، ولكنها تمددت أكثر مما توقعت!
    فكرتُ بوضعها في ردود متتابعة مثلما فعلت في قصة "نجوم على الجدار"
    <== التي قد لا يعرفها أحد! laugh
    ولكنني بعد ذلك قررت أن أضعها على شكل فصول قصيرة.
    <== انتبهوا جيدًا لكلمة "قصيرة" ninja

    ما وضعته الآن يكنكم اعتباره "الفصل الأول" ، وهناك أربع فصول أخرى مكتوبة.
    حسب الأحداث.. بقيت ثلاث فصول كي أكتبها أيضًا.. إن لم تتمدد القصة أكثر! laugh


    سأضع الفصل الثاني قريبًا إن شاء الله
    وحتى ذلك الوقت.. أنتظر ردودكم laugh

    في حفظ الله
    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 15-04-2016 عند الساعة » 19:48
    اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد

    sigpic348259_3

    أسباب في غاية القصر والبساطة للكتابة للمؤلف أحمد مشرف:
    https://drive.google.com/file/d/0B-LfJc_YRsHobjVQcTh1UHl3dkE/view

  4. #3



    146005159016462



    ما هي الوحدة؟
    هل هي عدم وجودٍ جسدٍ مادي بجوارك أم عدم وجود روحٍ تفهمك؟
    لكن.. ما هي المخالطَة؟
    أهي الجلوس مع مجموعة من الحمقى أم البقاء بجوار مِن يعتقدونكَ أحمقًا!
    كيف نحصل على أي مخلوقٍ يجلب الأُنس إلى قلوبنا ؟




    أيامٌ مرت والدموع رفيقتها كل ليلة والوحدة تنهشها أكثر فأكثر، ومع طبيعتها العملية أخذت تبحث عن حل.
    "هل أسافر؟ أأترك وطني؟"
    ثم ابتسمت بسخرية.
    "أجل! حتى أكون غريبةً فعلًا حين أعيش مع مَن يختلفون عني خَلقًا!"

    اتجهت نحو نافذة غرفتها، وتأملت بيوت جيرانها وفكرت بحسرة:
    "كما أني أنتمي إلى هؤلاء الأشخاص وعلي أن احتملهم"
    نظرت إلى السماء السوداء وقالت بصوتٍ مسموع:
    "لو أنني أجد شخصًا واحدًا فحسب! شخص واحد يطرد الوحدة ويفهمني! شخصٌ ما.. يشبهني!"


    146005159016462


    في اليوم التالي لم يكن هناك الكثير من العمل المتبقي في المزرعة، فانتهى الجميع من أعمالهم بسرعة ثم تفرقوا لشؤونهم الخاصة.
    رأت سيلا بعض النسوة جالساتٍ معًا ويتبادلن حديثًا باهتمامٍ بالغ،
    فاقتربت منهن لتعرف محور ذلك الحديث. قالت إحداهن لها:
    "نحن نتحدث عن قصص أسياد البحيرات"


    "أسياد البحيرات". كان ذلك لقبًا لأحد الشعوب المخلوقة من دون جسد،
    وقد كان يحلو لكل نوعٍ من المخلوقات أن يتحدثو عن المخلوقات الأخرى التي تختلف عنهم.
    العمالقة -مثلًا- أجسادهم قويةٌ حتى أنهم يستطيعون أن ينحتوا الجبال بيوتًا لهم فيعيشون في المناطق الجبلية عادةً،
    الصيادون يسيرون على أربع بالإضافة إلى أربعة أجنجةٍ على ظهورهم ولا يعيشون في مكان محدد، وغيرهم الكثير!

    أما أسياد البحيرات فقد كان الحديث عنهم مثيرًا دائمًا بسبب هدوئهم وحكمتهم وقدراتهم المذهلة.
    كانوا هم الوحيدين الذين حصلوا على لقب "أسياد" بسبب أفعالهم المرتبطة عادةً بالحياة والقوى الروحية كالحدس وأحيانًا قراءة الأفكار.
    إن أخذوا كرةً من التراب ونفخوا فيها سينمو برعمٌ صغير منها،
    وإن داعبوا الحشائش بأصابعهم ستظهر الزهور بينها،
    وإن مسحوا على نبتةٍ شبه يابسة ستعود خضراء،
    وحين يحركون أيديهم في الهواء يتلاعبون بالنسيم قليلًا!

    بسبب كل ذلك كانوا ملجأً لكثيرٍ من الذين لديهم مشاكل أو أمنيات،
    فكان أهل البحيرات بقدراتهم المذهلة يخلصون الآخرين من مشاكلهم أو يحققون أمنياتٍ عجيبةٍ لهم.


    طارت أفكار سيلا بعيدًا، واستعادت بذاكرتها كل تلك القصص التي سمعتها عن قدرات أسياد البحيرات
    إلى أن قطع أفكارها صوت إحدى النسوة سائلةً إياها أي عملٍ ستزاول بعد انتهاء عمل المزرعة.
    ردت بعفوية:
    "سأصنع بعض الأشياء.. أدوات زينةٍ ربما أو استخدم ثيابًا قديمةً لصنع ملابس للأطفال"

    بخاطرٍ سيءٍ تبادل البعض نظرة استهزاءٍ من الكلمةٍ الأخيرة، فكانت تلك النظرة كطعنةٍ في قلبها. كانوا يهزؤون بوحدتها!
    ابتسمت السيدة التي سألتها:
    "لدي بعض الثياب القديمة وقطع من الأقمشة التي يمكنكِ استعمالها، فهل تشترينها مني؟"
    -
    "أجل، وسأكون شاكرةً لكِ"


    146005159016462



    في تلك الليلة قصت إحدى قطع القماش بينما كانت تؤنب نفسها على ذكر الأطفال.
    تركت العمل قليلًا لترتاح، بعد تفكير قصير التقطت قميصًا قديمًا وأخذت تطويه بطريقةٍ محددة،
    ثم تجمدت بصدمةٍ بعد أن انتهت. كانت قد صنعت من القميص دمية قماشية!

    صاحت بضيق:
    "ما الذي أفعله؟"
    وبدون إنذار نزلت دموعها.


    146005159016462


    يُتبع

    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 16-08-2016 عند الساعة » 20:20

  5. #4

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    مساء الخيرات ، أمواج embarrassed
    كيف حالك ^^ آمل بكل خير ^^

    من اين أبدأ ، كم أعشق الخيااال ~~ انه حياتي cry!
    وأخيرا وقعت بين يدي قصة جميلة cry ، اعني فقط اني وقعت بحب سيلآ الجميلة المسكينة cry
    < انها تشبهني cry < لا حقاً tiredsquareeyed!

    راااقت لي جدااا جداا ، سملت يداااك و متحمسسسة للقادم ، لما الفصوول قصيرة cheeky
    هل يمكن ان تطول قليلا بعد ^^"
    حسب الأحداث.. بقيت ثلاث فصول كي أكتبها أيضًا.. إن لم تتمدد القصة أكثر!
    مؤيدة بقوة أن تطول أكثر embarrassed

    "يا أشباه الحجارة! لو ضربتُ أحدكم سيتفتت إلى ألف ألف ذرة رملٍ صغيرة!
    إن كان لديكم وقتٌ لمراقبة الآخرين والسخرية منهم، فاعملوا بدلًا من إضاعة الوقت!"
    تنهدت بعمق قاطع فكرها للحظة قبل أن يسترسل من جديد:
    "ليس الأمر وكأن الله لم يخلق لكم عقولًا أو لم يعطكم أصابع سبعةً في كل يد!
    استخدموها أيها الحمقى! شغلوا عقولكم الصدئة وحركوا أصابعكم وأتعبوها قليلًا"
    عزيزتي سيلآ cry
    انها محقة بكل حرف ، انهم حقا ذوي عقول متحجرة laugh !
    نفسي عن غضبك يا حبيبتي أنا معك e413

    أيامٌ مرت والدموع رفيقتها كل ليلة والوحدة تنهشها أكثر فأكثر، ومع طبيعتها العملية أخذت تبحث عن حل.
    "هل أسافر؟ أأترك وطني؟"
    ثم ابتسمت بسخرية.
    "أجل! حتى أكون غريبةً فعلًا حين أعيش مع مَن يختلفون عني خَلقًا!"

    اتجهت نحو نافذة غرفتها، وتأملت بيوت جيرانها وفكرت بحسرة: "كما أني أنتمي إلى هؤلاء الأشخاص وعلي أن احتملهم"
    نظرت إلى السماء السوداء وقالت بصوتٍ مسموع:
    "لو أنني أجد شخصًا واحدًا فحسب! شخص واحد يطرد الوحدة ويفهمني! شخصٌ ما.. يشبهني!"
    حبيبتي سيلآ المسكينة تعاني الوحدة والألم cry !

    إن أخذوا كرةً من التراب ونفخوا فيها سينمو برعمٌ صغير منها،
    وإن داعبوا الحشائش بأصابعهم ستظهر الزهور بينها،
    وإن مسحوا على نبتةٍ شبه يابسة ستعود خضراء،
    وحين يحركون أيديهم في الهواء يتلاعبون بالنسيم قليلًا!
    هل.. آمم.. لا بأس بوجود قدرات كهذه آمواج ؟ ، أنا لا أعرف.... يبدون لي خارقين جدا !paranoid

    صاحت بضيق: "ما الذي أفعله؟"
    وبدون إنذار نزلت دموعها.
    disappointed
    سيلا المسكينة أتطلع للجزء القادم ، فماذا ستفعل معهم ~~"

    ،

    آمواج أسلوبك جميل رقيق جدا و راائع ، أحببته ، سلسل لطيف و خياالي e106
    ورغم ان الجزئين قصيرين جدا لكن مملوئين بالخيال والجمال والتشوييق اللذيذ embarrassed

    أنا سأكون بأنتظارك ^^

    تحياتي لك =)



    .....

  6. #5
    Ļonely Ęlite

    وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
    أهلًا وسهلًا بكِ عزيزتي embarrassed
    أنا بخير والحمد لله، كيف حالكِ أنت؟

    حين رأيتُ ردكِ فكرتُ: "أخيرًا اهتم أحدهم بهذه القصة!" laugh
    شكرًا لكِ على الرد والمشاركة هنا 036
    أرجو بألا أخيب ظنكِ في هذه القصة!



    وأخيرا وقعت بين يدي قصة جميلة cry ، اعني فقط اني وقعت بحب سيلآ الجميلة المسكينة cry
    < انها تشبهني cry < لا حقاً tiredsquareeyed!
    شكرًا لكِ! cry
    سيلا لها جو غريب تنشره حولها! laugh

    لما الفصوول قصيرة cheeky
    هل يمكن ان تطول قليلا بعد ^^"
    حاولتُ تقسيم الأحداث بشكل متناسق حسب الأحداث ، ولذلك طول كل فصل يختلف عن الأخر
    الفصلان القادمان أطول وسأضع أحدهما بعد قليل إن شاء الله embarrassed

    عزيزتي سيلآ cry
    انها محقة بكل حرف ، انهم حقا ذوي عقول متحجرة laugh !
    نفسي عن غضبك يا حبيبتي أنا معك e413
    لا أظن وصفهم بذوي العقول المتحجرة مناسبًا.. سيكون الأمر كمديحٍ لهم ما داموا من الحجارة أصلا laugh

    أنا لا أعرف.... يبدون لي خارقين جدا !paranoid
    هناك سبب لكل هذا الجنون! laugh

    آمواج أسلوبك جميل رقيق جدا و راائع ، أحببته ، سلسل لطيف و خياالي e106
    ورغم ان الجزئين قصيرين جدا لكن مملوئين بالخيال والجمال والتشوييق اللذيذ embarrassed
    كلامكِ شرفٌ لي يا عزيزتي embarrassed


    سيصل الجزء التالي بعد قليل asian

  7. #6



    146005159016462


    ما أحوَجنا إلى غيرنا!
    ما أضعفنا أمام حلمٍ أو رغبة!
    إنني أنهار
    أين هربتِ مني يا قوتي؟!




    كان الليل محيطًا بأشجار غابةٍ خضراء متشابكة، والصمت لا يكسره سوى وقعٍ أقدامٍ حذرة.
    سارت سيلا بهدوءٍ حاملةً بين يديها شيئًا -ملفوفًا بحرص- إلى أن وصلت إلى مرادها: بحيرةٌ غافيةٌ وسط تلك الغابة.
    تأملت الماء الأسود بسبب ظلمة المكان، واقتربت ببطء ثم جلست على طرف البحيرة ناظرةً إليها، فرأت انعكاس وجهها ذو الهالة المضيئة.

    أخذت تتلفت بحيرة متسائلةً عما يجب أن تفعله بعد أن وصلت أخيرًا.
    لقد احتاج منها الأمر شجاعةً كبيرة حتى تُقدم على الذهاب إلى أقرب بحيرة من قريتها، وكلها أملٌ أن تتحقق أمنيتها.
    سارت قليلًا حول البحيرة ببطءٍ شديد وعيناها مثبتتان عليها، واللفافة محمولةٌ بين يديها، إلى أن استسلمت ورحلت.

    146005159016462


    لمع ضوءٌ خافتٌ وسط البحيرة، وتجسّد طيفٌ من ذلك الضوء.
    كان يرتدي عباءةً فضفاضةً بيضاء كلون بشرته بثنياتٍ زرقاء فاتحة كتفاصيل وجهه الحادة والرزينة،
    وكأنه مرسومٌ بخطوطٍ زرقاء على صفحةٍ بيضاء، وحوله هالة باهتة من الضوء.



    بعينين مغمضتَين -وتقطيبةٍ صغيرة بين حاجبَيه- جاء صوتُه الرخيم:
    "ما حاجتكِ؟"
    فغرت سيلا فمها من الدهشة من منظر ذلك الرجل الواقف فوق سطح الماء، وعجزت عن النطق للحظات،
    ثم سألت بصوتٍ متقطع:
    "أنـ.. أنتَ من أسياد الـ.. بحيرات؟"
    أخذت نفسًا عميقًا وقالت:
    "أتيتُ إليكم!"

    رد بهدوء دون أن يغير من وضعيته:
    "أعلم. كلنا نعلم. لقد مرت ثلاثةُ أشهرٍ وأنتِ تأتين إلى هنا كل ليلة. ما حاجتكِ؟"
    ابتلعت ريقها بتوتر:
    "ظننت أنكم لن تظهرو"
    -
    "هذا ما أردناه في البداية. لا يأتي أحدٌ إلى زيارتنا إلا من أجل مصلحة، ولكن إصراركِ جعلنا نرغب في إعطائك المحاولة"

    سكت للحظة، ثم كرر:
    "ما حاجتكِ؟"
    -
    "سيدي!"
    -
    "ما مرادك؟"
    -
    "سيدي أرجوك!"
    -
    "ما هو الشيء الذي ترغبين في الحصول عليه إلى هذه الدرجة؟"
    -
    "إسمح لي بأن أقول قصتي. لقد ولدتُ غريبةً في شعبي!
    حتى اسمي غريبٌ عليهم ولا يوجد أحدٌ منهم يحمل هذا الاسم.
    لقد اختاروا لي اسمًا زاد من غرابتي في نظرهم، وهذا الاسم هو..."

    -
    "سيلا!"

    فاجأها بمقاطعته فسكتت، في حين تابع كلامه:
    "لقد خُلقتِ من حجارةٍ نادرة!"
    رفع رأسه إلى السماء، ثم فتح عينيه ببطء متأملًا النجوم.
    "إنها نفس الحجارة التي تسبح في الفضاء وتدور حول الكواكب. أجل، لقد خلقتِ من نفس تلك الحجارة، ولذلك أطلقوا عليكِ اسم سيلا"

    سكت مرةً أخرى وعيناه ثابتتان على النجوم ثم قال ببطء:
    "سيلا أنتِ..."
    نظر مباشرةً إلى وجهها المضيء.. إلى عينيها الباكيتَين:
    "قمَر!"

    146005159016462


    لم تعرف متى بدأت عيناها بذرف الدموع،
    ولكنها رغم ذلك وقفت تنظر إلى عينيه بقوة وحاجباها معقودان بتصميمٍ وألم، وذراعاها تحملان اللفافة.

    -
    "ما حاجتكِ؟"
    -
    "لقد ميزوني أكثر مما أنا مميزةٌ فعلًا، وجعلوا مني مثالًا على الاختلاف، وهم لا يحبون الاختلاف!
    الاختلاف عندهم عيب! جريمة! ذنبٌ يُعاقَب صاحبه بأن يكون منبوذًا! أنا.. أنا.."


    تساقطت دموعها أكثر حين قالت:
    "أنا أعيش بينهم، ولكن أنا وحيدة! أنا وحيدةٌ وأريد منكم أن تُنهو وحدتي"
    أغمض ذلك الطيف عينيه بهدوءٍ:
    "نحن لا قدرة لنا على تغيير الآخرين مِن حولكِ"
    -
    "أجل، أعرف! لكن ماذا عن إعطائي..."
    سألها بصبر:
    "ماذا تريدين أن نعطيكِ؟"



    مدت سيلا له الشيء الذي تحمله بين ذراعيها، ففتح عينيه. كان دميةً فخّاريةً ملفوفةً كأنها طفلٌ رضيع.
    سأل باستنكار محافظًا على هدوئه:
    "أتريدين طفلًا ؟"
    ارتعشت شفتاها، وكادت تبكي من جديد، فقالت:
    "أريد أن أكون أمًا! الإخوة ينشغلون بحياتهم الخاصة. والزوج قد يأتي أو لا يأتي، وإن أتى فقد يرحل. لكن الأطفال..."
    هزت رأسها يمينا ويسارًا ودموعها تخونها فتتساقط:
    "لا يرحلون!"
    -
    "مَن أوهمكِ بهذا ؟"
    -
    "أريد طفلًا"
    -
    "نحن لا نَخلُق على أية حال"
    -
    "أريد طفلًا"
    -
    "الأطفال لا يتساقطون من السماء!"
    -
    "أريد طفلًا"
    -
    "لن نخطف طفلًا من أهله لنعطيكِ إياه"
    -
    "أريد طفلًا"
    -
    "ربما هناك طريقة..."
    -
    "أريد طفلًا! أي طفل!!"
    -
    "ولكن هل تستحقين؟"
    -
    "أريده..."

    -
    "الثمن غالٍ جدًا"
    أغمض الطيف عينيه وبدأ يتلاشى بعد تلك الجملة، فصرخَت:
    "أريد أن أكون أمًا!"
    اختفى الطيف والضوء، وحل الظلام من جديد، وغرقت سيلا في بكائها.

    146005159016462


    أحيانًا أتساءل: "لماذا أنتَ صعبٌ جدًا ؟
    وكأن ما لدي من همومٍ لا يكفيني ولا يمؤني قرفًا!




    مرت ثلاثةٍ أشهرٍ أخرى، وسيلا تذهب كل ليلةٍ إلى البحيرة، وتدور حولها بتوتر منتظرةً أن يخرج لها أحد.
    أحيانًا كانت تجلس تحت أحد الأشجار وتبكي، وأحيانًا تصرخ بأمنيتها بأعلا صوتها والألم يقطع قلبها.
    ثم مر شهران آخران على نفس الحال حين ظهر ضوءٌ في منتصف البحيرة للمرة الثانية.


    رفعت رأسها المغطى بالدموع، وسألت الطيف بلهفةٍ واضحة رغم صوتها المبحوح:
    "سيدي ، هل ستتحقق أمنيتي؟"
    بهدوءٍ أجاب:
    "أخبرتكِ بالفعل أننا لا نستطيع"
    -
    "قلتَ بأن هناك طريقة!"
    -
    "وقلتُ بأن ثمنها غالٍ جدًا"
    بدأ الطيف بالتلاشي مرددًا:
    "غالٍ جدًا!"

    قفزت نحو البحيرة بفزع قبل أن يختفي قائلةً:
    "أنا مستعدةٌ للدفع! أخبرني ما هو الثمن؟"
    ما كادت تنهي كلامها إلا والطيف قد اختفى.
    تابعت المشي بذهول محدقةً في منتصف البحيرة حيث كان الطيف، إلى أن وصل الماء إلى ركبتيها.
    أخفضت رأسها، وبهدوءٍ نزلت من إحدى عينيها دمعة سقطت في البحيرة.


    لم تختلط الدمعة بالماء بل تماسكت كحبة لؤلؤ وصدر منها لمعان لفت انتباه سيلا إليها.
    تحركت الدمعة نحو منتصف البحيرة بسرعةٍ تاركةً وراءها خطًا من الضوء، وعينا سيلا تتابعان المنظر بدهشة.

    حين وصلت الدمعة إلى المنتصف أطلقَا ضوءًا ارتفع إلى الفضاء، وببطءٍ ظهر الطيف مِن جديد.
    كان ينظر إلى شيءٍ يحمله بين يديه في حين تحرك فوق سطح الماء نحو سيلا إلى أن صار أمامها تمامًا،
    ثم التفت إليها وانحنى مادًا ما بذراعيه إليها:
    "لقد دُفِعَ الثمن وتحققت الأمنية، فحافظي عليها!!"

    146005159016462


    عادت سيلا إلى قريتها والهالة حولها بدت أقوى من السابق،
    وبين ذراعيها حملت أمنيتها بحرص وعيناها تنطقان بالحنان.

    التف حولها أهل قريتها بدهشة.
    -
    "أين اختفيتِ، سيلا"
    -
    "أين كنتِ؟"

    لم تجب، بل بقيت تحدق إلى الشيء الملفوف بين يديها.
    -
    "سيلا، ما بكِ؟ ألا تسمعين؟"
    -
    "ما هذا الذي تحملينه بين يديكِ؟"
    رفعت رأسها حين سمعت ذلك السؤال، وابتسمت.
    مدت ذراعيها لهم بحذرٍ فرأوا طفلةً رضيعةً نائمة، بشرتها بيضاء تمامًا وملامحها تكشف بوضوح أنها لم تكن من أهل الحجارة.

    قالت سيلا بابتسامة حنان وصوتٍ منخفض:
    "هذه ابنتي!"
    تبادل البقية نظرات الدهشة.
    تابعت سيلا:
    "إنها مخلوقةٌ من الماء. هكذا قالوا! من دمعةٍ وضوء! الدمعة مني، والضوء هو أصل خلق أسياد البحيرة"
    -
    "أقلتِ أنها ابنتكِ؟"
    ابتسمت سيلا بنعومة وعيناها تتأملان الطفلة، وردت بهمس كأنها تخشى أن توقظ الطفلة:
    "أجل، هي كذلك"

    صمت الجميع بحيرة، إلى أن سأل أحدهم:
    "ما اسمها ؟"
    -
    "اسمها ؟" تساءلت سيلا للحظة، فلم تكن قد فكرت باسم، ثم عادت للتبسم حين خطر في بالها اسمٌ ما: "دوراليس! اسمها دوراليس!"
    -
    "دوراليس؟ الهدية؟"
    -
    "أجل، هدية!"


    146005159016462


    يُتبع

    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 16-08-2016 عند الساعة » 20:28

  8. #7
    ها هو الفصل الثالث أخيرًا
    وعلي إكمال القصة بسرعة قبل أن أنشر الفصل الرابع وأقع في ورطة laugh


    تنبيه:
    استخدمتُ اسم سيلا (Ceyla) بمعنى "قمر"
    واسم دوراليس (Doralice) بمعنى "هدية"
    هذه المعاني صحيحة باللغة
    الإغريقية وليست من خيالي


    + الفصل القادم سيكون يوم الثلاثاء ليلًا بإذن الله
    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 15-04-2016 عند الساعة » 23:39

  9. #8
    خيالية !!
    سأغرز سيفي هناا ،،
    لم خلفيتك سوداء يا فتاة أصبت بالصداع وأنا أتصفحها فقط em_1f611
    e97816d490dd64753c5904874b98eee6

    ?Hey, sorry! Don’t cry, now! It’s all just a LIE, okay

  10. #9
    الخلفية السوداء أعمتني em_1f629 ولكن لا بأس وصلنا هنا أخيرا e415

    أحببك الرواية جدا ، أحببت أسلوبك الرقيق الاحترافي !
    صدقا لا يوجد الكثير من النقد من طرفي ، قدمتي كل شيء
    تقديماً معقولاً ، أعطيتنا لمحه نستحقها عن حياة سيلا قبلاً ،
    أكسبتها تعاطفنا ، حيث لم يبدو لي هوسها بالبقاء بجانب البحيرة
    ضرباً من الجنون ، بل إنه لأمر إن لم تفعله لكانت ستجن بالفعل !

    إن كان هناك نقطة واحده ، وهي القوة الهائلة لهؤلاء الأسياد ،
    إنهم أشبه بكونهم آلهه والعياذ بالله من الشرك ، ولكن سأنتظر تفسيرك
    لما وصفته بـ" لكل هذا الجنون " e405

    متحمسة لأعرف التتمة ،، أعجبتني جداً ،،

    [Keep up the good work]

  11. #10
    ice_blue_eyes


    سأغرز سيفي هناا ،،
    للحظة.. شعرتُ بطعنة في ظهري! laugh

    أهلًا بكِ asian
    أعتذر على الخلفية.. يأحاول تغييرها ، ولكن سأستخدمها مجددًا إلى أن أجد شيئًا آخر nervous

    أشكركِ على كلامكِ اللطيف embarrassed

    إنهم أشبه بكونهم آلهه والعياذ بالله من الشرك
    أعترف بأني كنتُ خائفةً من أن يقول أحدهم هذا الكلام laugh
    أنا نفسي شعرتُ بالقلق بسبب رغبتي في تطبيق هذه الخوارق laugh

    ولكني أشكركِ مجددًا ، إذ خطرت في بالي أشياء أخرى
    و.. يبدو بأن القصة ستطول مجددًا بسبب ذلك! laugh


    أرجو أن تعجبكِ بقية القصة
    الفصل الجديد قادم بعد قليل بإذن الله


  12. #11



    146005159016462


    يا قسوةَ العمرِ ويا ترحه
    يا ظلام القلبِ ويا فرحه
    أهواكَ أنا!
    أيا قمرًا متناقضًا
    يا ذا الجوهينِ برؤياكَ
    ماتَ قلبي وانشرحَ!




    دارت سيلا في غرف البيت الصغير باستعجال، وتمتمت بقلق: "أين هي يا ترى؟"
    دققت النظر حولها إلى أن وجدت ما كانت تبحث عنه فوق رفٍ معلق بالجدار،
    ولم تنتبه للشخص المختبئ وراء باب الغرفة ويراقبها بحذر.

    اتجهت سيلا نحو الرف لتلتقط الثوب الصغير الذي انتهت من خياطته في اليوم السابق،
    وتساءلت:
    "كيف وصلت القطعة إلى هنا ؟"
    قبل أن تصل يدها للثوب، حرك الشخص المختبئ ذراعيه في الهواء بنعومة،
    فانطلق نسيمٌ لطيفٌ أبعد الثوب قليلًا عن متناول يد سيلا.

    الفتت سيلا قائلة بحماس:
    "دورا!"
    أفلتت الصغيرة ضحكتها وفرت هاربة، ولحقت بها سيلا:
    "عودي أيتها المشاكسة"
    صرخت دوراليس من فرط حماسها حين تم القبض عليها، سألتها سيلا:
    "أنتِ من وضع الثوب فوق الرف، صح؟"
    أجابت فورًا بابتسامةٍ واسعة:
    "لا!"
    -
    "هكذا إذن!"

    قالت سيلا ذلك ثم دغدغتها، واختلطت ضحكاتهما المرحة، إلى أن اعترفت الصغيرة بفعلتها.
    وقفتا متشابكتي الأيدي واتجهتا نحو الرف،
    فحركت دوراليس يديها محدثةً نسيمًا أسقط الثوب بين يدي سيلا، فسألت الأخيرة:
    "جاهزة؟"
    أومأت الطفلة برأسها، ثم خرجتا معًا بعد أن حملت سيلا سلةً فيها مجموعةٌ من الملابس كي تبيعها.


    146005159016462


    فور خروجهما من البيت، لاحظتا مجموعةً من النسوة يمشين بسرعة بعد أن كُنّ واقفاتٍ بقربه.
    تساءلت الصغيرة ببراءة:
    "أمي، ما الذي يفعلنه قرب منزلنا كل صباح؟"
    ردت سيلا مباشرة:
    "لا أدري! ربما كنّ يتحدثن ثم تذكرن أمرًا مهمًا"
    -
    "لكنهن يقمن بالابتعاد مباشرةً بمجرد رؤيتنا نفتح باب المنزل، وحين نمر بجوارهن يبدو عليهن التفاجؤ من وجودنا كأنهن لم يلاحظننا قبلًا"

    سكتت سيلا قليلًا، ثم تنهدت بعمق ورفعت رأسها متأملةً دوراليس بطريقةٍ أثارت حيرتها، فسألت بقلق:
    "هل هناك خطأٌ ما يا أمي؟"
    ابتسمت سيلا، وهزت رأسها نفيًا، ثم رفعت طرف وشاحها لتضعه فوق رأسها، وأمسكت يد الطفلة كي يسيرا معًا نحو السوق.

    خمس سنواتٍ مرت على اليوم الذي عادت فيه سيلا للقرية وقد أصبحت أمًا،
    وخلال هذه السنوات تغيرت الكثير من الأشياء، ولكن من جهةٍ أخرى...
    -
    "بعض الخَلق لا يتغيرون! يبدو بأن التافه يبقى تافهًا!!
    لا أريد أن يقومو بإفساد طفلتي وإزعاجها بتصرفاتهم.. عليّ أن أكون أكثر صبرًا"


    قطبت سيلا حاجبيها بضيق من الأفكار التي عبرت رأسها بقسوة، وانتبهت الصغيرة لتغير ملامح أمها،
    فحركت يدها الطليقة لتجعل نسيمًا باردًا وخافتًا يمر على وجه أمها، فالتفتت الأم إليها.
    قالت دوراليس:
    "الشمس قويةٌ هذا الصباح أكثر من العادة ويبدو بأنك تشعرين بالحر. هل تريدين أن أحرك الهواء مرة أخرى يا أمي؟"
    ابتسمت سيلا بحبٍ وقالت:
    "لا داعي لذلك"
    ثم لفت ذرعها حولها وقبلت رأسها هامسةً:
    "شكرًا لكِ"


    146005159016462



    -
    "يمكنكِ اللعب إلى أن انتهي من العمل، ولكن لا تبتعدي"
    -
    "حاضر"
    ابتعدت سيلا، وبقيت دوراليس في ساحةٍ صغيرة يجتمع فيها أطفال القرية للعب.

    جلست بهدوء تحت شجرةٍ كبيرة، ورفعت رأسها متأملةً خيوط الشمس العابرة من بين أوراق الشجرة المتشابكة.
    دوَّرَت دوراليس إحدى يديها، فاهتزت الأوراق بنعومة و وقعت ثمرةٌ في حضنها، سمعت صوتًا يصيح بحماس:
    "هذا مذهل!"

    إلتمّ بضعة أطفالٍ حول دوراليس بانجذاب،
    وأخذوا يعبرون عن دهشتهم البريئة بقدراتها الفريدة، و تتابعت عليها العبارات بحماسٍ واضح:
    -
    "كيف تفعلين ذلك؟ علميني أرجوكِ!"
    -
    "إذن أنتِ حقيقيةٌ ولستِ مجرد قصة!"
    -
    "هل يمكنكِ تشكيل زوبعة؟"
    -
    "هل أنتِ حقًا مجرد روح؟"

    كانت دوراليس بالكاد ترد على اسئلتهم متتلعثمةً بالإجبات إلى أن مدت فتاةٌ يدها، ولمست خد دوراليس بإصبعها،
    ثم قالت باستنكار:
    "ولكنكِ تمتلكين جسدًا أيضًا"
    انتفضت دوراليس ووقفت، قالت شيئًا عن كون أمها تنتظرها وأطلقت ساقيها للريح تاركةً الأطفال خلفها،
    وأخذت نفسًا عميقًا بعد أن اختفت عن انظارهم.


    كانت تعلم بأنها متميزةٌ بطريقةٍ ما بنظرهم، ولكن الأمر كان طبيعيًا من وجهة نظرها،
    ولذلك لم تكن تحب معاملة الآخرين لها بتلك الطريقة التي تجعلها تحت مراقبتهم.


    146005159016462


    سارت قليلًا في السوق إلى أن وجدت أمها، فركضت إليها واختبأت تحت ذراعها.
    سألت سيلا بدهشة:
    "أأنتِ بخيرٍ دورا ؟ هل أصابكِ مكروهٌ يا عزيزتي؟"
    خبأت دوراليس وجهها في ذراع أمها، فخرج صوتًأ مكتومًا:
    "لا شيء"

    كانت السوق عبارةً عن أكشاك صغيرة متزاحمة ومتقابلة، فكان باستطاعة الأشخاص الذين تبيع سيلا قربهم رؤية ذلك المشهد.
    أطلق أحدهم صوتًا ساخرًا ثم صاح:
    "هذا ما كان ينقصنا إضافةً إلى مشاكل العمل.. دلالُ الأطفال وسخفهم!"
    أبعدت دوراليس رأسها قليلًا لتتلصص النظرَ إلى المتحدث، وفوجئت حين رأته يحدق بها بقسوةٍ ظنتها غضبًا،
    وما إن انتبه لنظراتها حتى قال:
    "هذا المكان ليس للعب سيلا! خذي الطفلة بعيدًا عن هنا كي لا تسبب إزعاجًا"

    ردت سيلا بهدوء:
    "دوراليس فتاةٌ هادئة كما ترى، وإن كنتَ تتحسس من الإزعاج فأرجو أن تخفظ صوتك"
    لمع الغضب في عينيه، ولكنه تظاهر بعدم الإهتمام واكتفى بقول:
    "هادئة؟ سنرى إن كانت ستبقى هادئة!"

    ما إن سكت حتى استدارت لهما بائعةٌ معهم، ومدت ذراعها للطفلة قائلةً بلهجةٍ آمرة:
    "تعالي! يمكنكِ اختيار قطعة حلوى من عندي"
    ترددت دوراليس لما رأته من أسلوب البائعة ونظراتها، ولكن سيلا شجعتها كي تذهب.
    لمست البائعة جسد الطفلة وقالت بصوتٍ مرتفع:
    "لقد كبرتِ وازددتِ جمالًا! تعالي واختاري ماتريدين من حلوى.. ماذا تحبين؟"

    تبسمت سيلا لذلك المنظر باعتزاز، وتأملت صغيرتها وهي تختار نوعًا من الحلوى بكل أدب وتشكر البائعة.
    تلك التفاصيل الصغيرة ملأت قلبها فخرًا.

    سألت البائعة حين أخذت تجهز الحلوى التي اختارتها دوراليس:
    "لكن أتعلمين يا عزيزتي سيلا ؟ إنها لا تشبهنا إطلاقًا!
    أظنها حين تكبر ستمتلك نفس قدراتهم تمامًا وتنتقل للعيش معهم، فهم أصلها كما تعلمين.
    هاكِ الحلوى يا صغيرتي!"


    تفكيرها الطفولي كان محصورًا في الحلوى، فلم تفهم معنى كلام البائعة، ولكنها صُدمت حين رأت ملامح أمها الباهتة لمّا استدارت.
    اعترضت سيلا بصوتٍ مرتجف:
    "قد تزداد شبهًا بهم، ولكنها واحدةٌ منا نحن أيضًا.. إنها مني!
    كما أنها تعيش هنا وتكتسب أفكارنا وثقافتنا كما يحدث لكل الأطفال"

    صاح رجلٌ آخر باستهزاء:
    "بربكِ سيلا! أنتِ تعلمين حقيقة الأسياد!
    بالتأكيد سمعتِ تلك القصة التي تقول بأنهم يتعمدون أن يعيشو في أماكن نائية بعيدًا عن الآخرين"


    تابع رجلٌ آخر مظهرًا أكبر قدرٍ يستطيعه من الاشمئزاز في صوته وملامح وجهه:
    إنهم قومٌ منعزلون، مغرورن، ويظنون كل مَن يقترب منهم طامعًا بقدراتهم!
    لطالما سمعنا عن مَن ذهبوا إلى أسياد البحيرات،
    ولكن هل سمعتِ من قبل بأن أحد أسياد البحيرات زار منطقةً يسكنها خَلقٌ يختلفون عنهم؟"


    شبكت سيلا يديها بتوتر قبل أن ترد:
    "نحن أيضًا منعزلون، ونكتفي ببعضنا البعض،
    نحن أيضًا لا نزور أحدًا في العادة إلا من أجل مصلحة، والكثيرون يفعلون الشيء نفسه"

    قالت بائعة الحلوى بانكسارٍ مصطنع:
    "لا تتضايقي يا عزيزتي، فنحن نقول الحقيقة وحسب!
    على الطفلة أن تعود من حيث أتت، فهي لا تستطيع العيش بيننا! ما فائدة قدرات أسياد البحيرات هنا ؟ها ؟! كلٌ منا يعيش حيث ينتمي"


    أعلن البقية موافقتهم بجملٍ مختلفة، وأضاف بعضهم تعليقاتٍ أخرى تأكيدًا على صحة الكلام، واكتفت سيلا بقول:
    "أنا لا أظن هذا"
    وقطبت حاجبيها بضيق. أما دوراليس فقد ركزت في كل كلمةٍ قيلت دون أن تفهم المعنى من حوارهم إطلاقًا،
    ورغم ذلك بدا لها من المنطقي أن يعود الشخص لأصله، فقالت فجأة:
    "هذا صحيح"



    جحظت أعين الجميع وفتحت أفواههم بصدمة بينما ارتسم الرعب في وجه سيلا وسألت بصوتٍ مرتفعٍ مليءٍ بالاستنكار:
    "ما الصحيح؟"
    ردت دوراليس ببراءة:
    "كلامهم صحيح!"
    انفجر البقية ضحكًا، وقهقهوا بأصواتٍ عالية؛ واحمرت عينا سيلا ولكنها قاومت البكاء.
    لملمت أشياءها بسرعة في سلتها وحملتها، وأمسكت الطفلة بيدها الأخرى وجذبتها خلفها بقوة لتعود للمنزل.

    سمعت صوت أحد البائعين يسأل باستهزاء:
    "إلى أين؟ لم ينتهِ وقت العمل بعد؟"
    رد آخر:
    "ربما ستعيدها إليهم"
    وارتفعت الضحكات من جديد.

    قال أحدهم بحقدٍ مكتوم بعد أن اختفت الأم وابنتها:
    "هذا أفضل! أرجو ألا تعود ثانية!
    رغما أنها لا تعمل في التجارة كثيرًا، إلا أنها تبيع كل بضاعتها بسهولة ونبقى نحن كالحمقى مقارنةً بها!"




    146005159016462


    يُتبع

    اخر تعديل كان بواسطة » أمواج المحيط في يوم » 16-08-2016 عند الساعة » 20:46

  13. #12
    بارت جميل !
    يعجبني طول بارتاتك المعقول والكمية المتوازنة من الأحداث
    التي تعرضينها فيه em_1f62c هذه موهبه بحد ذاتها !!

    بغض النظر عن مستقبل دورا ، هذا البارت جعلني أتساءل أكثر
    عن ماضي سيلا ، .. أتساءل ما سبب وجودها في هذه القرية بالذات ؟
    كيف تشكلت ولم تشكلت ؟
    لم تعيش هنا ؟ اكان لها أبوين بشريان ؟
    إن كان الناس يكرهونها إلى هذا الحد ، لم لا يزالون راضين
    بعيشها معهم حتى هذه اللحظة ؟ لم لم يتخلصوا منها عندما
    سنحت أية فرصة لهم بفعل ذلك ؟ يحطمونها بما أنها حجرية أو أي
    شيء يخطر ببالهم ، لا أفهم تركهم لها بينهم وهي يكرهونها لهذا
    الحد حتى أنهم لا يريدون لها أن تفرح بطفلة تونسها في وحشتها التي
    صنعوها بأنفسهم !

    كما أن كلامهم عن أن الأسياد سيودون إسترجاع إبنتهم لم يضرب لي أية نقطة
    منطق ! معروف عن الأسياد كما قالوا أنهم يحققون الأماني ، لم قد يسترجعون
    أمنية حققوها لأحدهم ما دام قد دفع الشرط المطلوب ؟ حسنا ، سواء كانوا يعلمون
    بأمر الشرط أم لا ، فإن فكرة إسترجاع الأسياد للفتاة لا تبدو لي إستنتاجا منطقياً ،
    حتى وإن كانت تشابههم في صفاتهم ، الفتاة كانت أمنية سيلا التي أدت جزءها من
    الصفقه ، إلا لو كان هنالك حادثة حيث إسترجع الأسياد الامنيات التي حققوها للناس
    من قبل ،،

    وكفككرة للمناقشة عن هؤلاء الأسياد ، اللذين يفترض أنهم ليسو آلهة ،
    فما هو هدف وجودهم في هذه الحياة ؟ ماذا يستفيدون من تحقيق أمنيات
    الغير ؟؟ أهم يستفيدون منهم مثلا بأنهم يوفرون لهم الغذاء أو شيئا من هذا
    القبيل ؟ يتحدثون عن تقرب ذوي المصالح منهم ، ما الذي أرغمهم على الإستجابة
    لتلك الطلبات من الأساس ؟ سؤالي بشكل محدد ، ما هو الدور الذي يلعبونه في
    عالمك الخيالي هذا ؟ ، إن لم تكن لديكي إجابة واضحة فأقترح أن تبدئي بالتفكير ببعض
    العيوب لهم والنواقص ، تضعفين من مكانتهم في عالمك ، تجعلينهم أقرب إلى الخلق ،
    وليس إلى الخالق ، إن كنتي تخشين أن يتفاقم الوضع ويزيد سوء الفهم من هذه الناحية فهذا مجرد إقتراح مني ، ربما أنتي فعلاً لديكي خطة لتوضيح كل شيء لم تظهر بعد ،،

    أنتظر البارت القادم ، وبالمناسبة لا تغيري الخلفية ، عانيت أول مرة بسبب وجود
    ثلاث بارتات أرهقت عيني ، إن إستطعت المتابعه معك أول بأول بإذن الله لن تكرر
    المشكلة e415

  14. #13
    رد بهدف إنعاش الموضوع ~
    في الحقيقة أنا من أحتاج إلى إنعاش كي أعود للكتابة! sleeping

  15. #14
    حجز
    إلى أن أجد وقتا للرد
    بالرغم من انتهائي من قراءة الفصول ^__^

  16. #15
    مرةً أخرى.. بهدف الإنعاش علّني أكملها!

    +
    بقلمي
    حجز
    إلى أن أجد وقتا للرد
    بالرغم من انتهائي من قراءة الفصول ^__^
    بانتظاركِ عزيزتي، فرأيكِ يهمني كثيرًا

  17. #16
    .




    مرحباً أمواج embarrassed
    كيف حالك ؟ أتمنى أن تكوني بخير في هذا الصباح ، في الحقيقة صُدمتُ لأنني لا أعرف شيئاً عن هذه القصة الرائعة !!
    لماذا ؟؟ cry لماذا لم أجدها من قبل وأرد عليها من قبل ؟ cry
    فلتسرعي في إنهائها ogre
    أهل الحجارة إنهم حمقى ومغفلون ! من الطبيعي أن يعترضوا على الأمور المختلفة عنهم ، لكن أن يقولوا ذلك .. أراه أمراً طبيعياً tired أتعرفين لماذا ؟ لأن طبيعة الأشخاص دائماً محبة من يشابههم ، إنهم يدعون أنهم مختلفون وأنهم متفهمين للإختلاف ، لكنهم حقيقةً ليسوا كذلك أبداً !
    عموماً ، حاولت سيلا أن تندمج معهم ، لكن مابالك من شخص آخر مختلف الكيان عنهم ؟ كان عليها أن تسأل ذلك الغبي في البحيرة عن طريقة التصرف بدل أن يتحدث بدرامية ويختفي بكل غباء laugh
    ثم أي ثمن غالٍ هو يقصد ؟ لقد بكت في البحيرة فحسب !! لكنني أعرف تماماً أن هذه القصص تحمل معها مصيبة كبيرة laugh وطبعاً المصيبة لن تظهر الآن بل ستظهر في النهاية كعبرة ثقيلة تبكينا ! ogre
    لكنني سأُؤمن بلطافتك وأنك ستفعلين شيئاً غير متوقع لكنه ليس كارثي cry ، لأنك لست أنا التي تحب التعذيب .. أوليس كذلك ؟ ogre
    على كل حال ، لقد كان إنعاشاً مفيداً !! لأنني أتيت ورددت بل وقرأتها بسرعة البرق laugh أتمنى أن تضعي التكملة بسرعة ، فهي ليست بارتاً طويلاً ، إنه فصل قزم ! ogre
    أراكِ لاحقاً عزيزتي e106
    attachment

  18. #17
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قصة لأمواج هنǿ embarrassed محظوظة أنا لقرائتها
    أنهيتها بسرعة بالغة بوقت قصير جداً بالنسبة لكونها رواية.. طول البارتات جيد جداً والمصطلحات التي وضعتها سلسة وبسيطة وسهلة الفهم gooood
    كون القصة خيالية هو ماجعلني أستمتع بقراءة الأحداث
    شعرت وكأنني أرى فيلماً من سلسلة والت ديزنيe106
    عجيب أمر تلك القرية الحجرية tired مالمشكلة من إختلاف خلق سيلǿ أليست واحدة منهم بالنهاية؟ يالهم من قساة ومتحجري القلب..
    أعجبتني لحظة إمتلاك سيلا للطفلة دورا وأتمنى ألا ترحل دورا عن أمها cry
    أسرعي بإكمال الرواية.. إنها مجرد بضعة فصول
    أمّـا عَلِمـتَ كيــفَ خَبُـتَ الضِياء؟
    وَوَهـنَ النبــضُ بعدَ
    الرَحيــل..




بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter