" ما أصعب أن تستيقظ على نقرٍ لشيء مزعج .. وما أصعب أن تُدرك بعدها أن يديكَ مُقيّدتين ولا تستطيع تحريكهما ، وإذا أردت أن تتحدث وتسأل عن هذا الهرجِ الذي يجري حيثُ أنك لا تعلم عنه فليس بإستطاعتك ذلك .. لأن الأمر الأصعب الذي اكتشفته للتو هو وجود كمامَةٍ على فمك تمنعك من الصراخ .. تتسائل وأنت تتحرك بإضطرابٍ إن كانت هذه مُزحةً ثقيلة لشقيقك بتعاونٍ مع أصدقائك أو حتى أولاد الحيّ .. لكنك وبعد أن تفتَح عيناك لتواجه شخصاً غريباً عليك تكتشف أن هذه ليست مزحة ، وأن شقيقك وأولاد الحيّ وحتى أصدقائك لا يعرفون أي شيء عن هذا الأمر الذي تواجهه . فقد تم اختطافك وأنت في طريقك للبقّالة من أجل شراءِ شيء لعين بسيط .. لكن من يهتم الآن ؟ فقد وقع الفأسُ في الرأس .. وقد تم أخذك عُنوة ولن يعرف أحد أنك غير موجودٍ في المنزل .. فأصحابُ البيت يظنون أنك نائم وغير مستيقظ .. أرأيت كم أن حظك سيء في تلك اللحظة ؟ وأنك ستلعن عادتك المريعة في السّهر ؟
تُفكّرُ بعدها أنه مهما هذا الشيء الذي يريده المُختطف فهو بالتأكيدِ أمرٌ ستتم تسويته في ساعاتِ الليل الطويلة ، حيثُ أنك ستكون بين خيارين ، إما أن تجثم تحت رحمة الرجل الجالس أمامك أو أنك ستُقاوم حتّى ساعات الصّباح الأخيرة .. فوالدتك لن تدخل غرفتك لتوقظك إلا في السّاعة التاسعة صباحاً ، هنا يدخل الشّك في قلبك وعقلك .. هل سيجعلك الخاطف تبقى حيّاً لتلك الساعات القادمة ؟
لكن والدتك ستعلم أنك غير موجودٍ في المنزل ، قد تُفكر أنك خرجت من دون علمها ، فما أدراها أنك أُخذتَ غَصباً من الطّريق في السّاعة الواحدة بعد منتصف الليل ؟ حينها يجب عليك أن تنتظر ساعاتٍ أخرى لتستوعب أنك لم تعد بعد .. وأنها تتصل بك لكن هاتفك في المنزل فأنت قد خرجت من دونه .. فتُدرك أن شيئاً فظيعاً قد حدث .. وإلى أن تسأل الشرطة وتُبلغ عن اختفائك فقد يكون ذلك في الواحدة أو الثانية ظُهراً بعد تفتيشِ الحيّ والمنازل والمحلّات وإعلام الجيران أنك مفقود .. هناك احتمالٌ كبير بأنك في تلك الفترة تُعاني الأمَرّين مع هذا الرجل ـ إذا لم يقتلك الآن وفوراً ! ـ ، وإلى أن تتحرى الشرطة الأمر ستصل السّاعة إلى الخامسة عصراً .. فتكتشف أنك نهضت من الفراش الذي جلست تُشاهد فيلما عليه بمساعدة الحاسوب المحمول في ساعات متأخرة من الليل ، فتبحث عنك .. لكن القانون المنطقيّ في السياسة دائماً يقول : أن الشرطة تصل بعد أن تنتهي الحادثة تماماً ..
وهنا سيتم تسجيلك على أنك شخصٌ وجد مقتولاً .. ولاداعي لتخيّل باقي الأحداث لأنها لن تهمك أبداً إذا كُنت مجرد جثة في المعمل يقومون بتشريحها . لذا السؤال الآن .. هل انتهى أمرك ؟ "
تراقصت دقّاتُ قلب إليان بخوف وهو يستمع إلى كلماتِ الرّجل الذي أمامه ، لقد كان مُكمماً بالفعل وجالساً على كرسيّ مريح قد قُيّدت يديه وقدميه عليه ، ارتجفت كتفيه برعب وهو يراقب مِقصّاً أسود على الطاولة ولا شيءَ آخرٌ معه ، إلا أنه علم تماماً أن هذا المقص الطّويل الداكن قد يكون سبب موته الليلة ، وإذا كان القاتل رحيماً فسيُعجّل على موته ، لكنه لم يسمع أبداً بشخص يقتل بالمقص ويكون قتله سريعاً .. فهاؤلاء الأشخاص يحبّون ترويع ضحاياهم وتعذيبهم .. هل عليه أن لا يصرخ ؟ فعندما تدخل حافّةُ المقص في عينيه لن يكون هناك أي صوتٍ باقٍ في حنجرته .. لذا إن كان سيموت فعليه على الأقل أن يُسعد قاتله بأن يقوم بالعمل المكلّف به بشكل جيد !
سُرعانما استسلم إليان ، لكن جسده لازالت به آثارُ إستطاعة المقاومة ، لذا ظلّ مرتجفاً طوال فترة جلوس الرّجل أمامه .. لم يشغل نفسه بتأمل ملامح خاطِفِه وديكور الغرفة التي هو فيها .. لكنه يعلم تماماً أن الوقت لازال ليلاً ، وأنه قد يكون بعيداً عن منزله ، والأهم من ذلك أن موته وشيكٌ جداً ، بل يكاد يجلس على عتبة الباب ينتظر الدخول بإذن المقص !
" سنتحدث قليلاً قبل أن نبدأ .. فأنا أُريدُ سماع صوتك "
نطَقَ الرجل مجدداً وهو يتأمل وجه ضحيته ، نهض بسرعة وأزال الكمامة من فم الصبي وعاد للجلوس على كرسيه ، لقد كان إليان يختلج وكأنّ روحه قد تخرج من الرعب عندما باغته الرجل واقفاً .. لذا بعدما ابتعد عنه وعاد لكرسيه استطاع أن يأخذ نفسها من فمه .. بالأحرى كان شهيقاً لشخصٍ قد وجد الهواءَ بعد الغرق الأكيد .. لم يصرخ لأنه بكل بساطةٍ لن يأتي أحد لمساعدته ، هذا على الأقل ماكان يفكر به ويبدو أنه لازال يمتلك وعياً ليفكر في ظلّ هذا الجو الغريب !
" لماذا خرجت بعد منتصف الليل ؟ ألم يكن هناك حظر تجول بعد العاشرة بوجود مجرم طليق ؟ "
قال هذه التساؤلات فخُيّل للضحية أن المجرم يمتلك نبرة قلقة واضحة ! فتح فمه لكنه لم يمتلك أي صوتٍ ليُجيب ، فأغلقه بسرعة مدققاً في وجه الرجل الذي سيكون آخر من يراه .. انتبه للتو أنه كان ذو ملامح أليفة ولطيفة ، لا تمد الشر بصلة .. وجه باسم مملتئ بشيء من الحُمرة الخفيفة ، ملابِسٌ مرتّبة ومكوية ذات لونٍ أخضر زيتيّ وأسود قاتم .. لكنه بشكلٍ عام كان مُرتاحاً يبدو عليه من جلسته أنه سيحادثُ خطيبته لا أنه على وشك أن يقتل أحداً بمقص !
للوهلةِ الاولى شكَ إليان أنه على موعد مُشرّف مع الموت .. لكن بعد رؤية عينية كان كل استغرابٍ وردَ إلى عقله قد تبخر مع الهواء ، فعيناه كانتا لطيفتين بشكل مخيف ، أتعرف ذلك اللطف الذي يجعلك تشكّ فيه ؟ لا لأنه لطف خبيث .. فهو أبداً لم يكن خبيثاً ، بل كان هادئاً وديعاً بشكل مرعب ، عينان بنيتان فارِغتان من الدّاخل بينما تتحلّى كل واحدةٍ من مقلتيه بقناعٍ فتّاك لا يستطيع أي شخص رؤيته ، لا يستطيع أي إنسانٍ إكتشافه .. إلا ذلك الذي ستقع عليه المصيبة في الوقت العاجل .. وكم كانت هذه الأفكار قد شدّته إلى عوالم كثيرة احتارَ بشأنها بعد أن رأى عينا الرّجل ، فظل فارغاً فمه يحملِقُ بشرودٍ ناسياً وضعه ، بالتأكيد لم ينسى أنه سيموت وهذا كان مِحور حديثه مع نفسه ، إلا أنه نسى جلوسه المقيّد ، نسى كلامَ الرجل .. وبالطبع نسى المِقص !
" أكانَ ما أردتَهُ مهمّاً لدرجةٍ تجعلك تخرج من المنزل في هذه الساعة المتأخرة ؟ "
حثّهُ على الإجابة ، كان راغباً لأن يسمع نبرة صوتِ ضحّيته ، وعندما لم يجد الرد قطّب حاجبيه ، لم يكن يشعر بالضيق ، لم يكن يشعر بأيّ شيء ، هو فقط كان يقوم بعمل هذه الحركات البديهيّة في وجهه من أجل أن يبدو طبيعياً .. من الطبيعي عندما تسأل ولا تجد الإجابة تغضب أو تستنكر أو تصابُ بالضّيقِ حتّى .. لذا بعد أن تكسّرت أشكالُ حواجبه سارع الصّبي بالنّفي برأسه المُرتجف .. مجيباً على أنّ ماكانَ يريدُه ليس بهذه الأهمية .. ليس ضرورياً .. ليس واجباً أن يأخذه لكنه خرج بتهوّر !
" هل تعرف لماذا خرجت ؟ أنا أعرف .. ( أجابَ على نفسه وارتاحَ أكثر في كُرسيّه المواجه لإليان ) هذا لأنك لم تشعر بالخطر .. أتعلم لماذا ؟ "
تحدث بلطفٍ بالغ وابتسامته الودودة حمّست الضحية على أن تتحدث ، فقال الأخيرُ بنبرةٍ مُتلعثمة أجبرها على الخروج :
" لـ..لا .. لا أعـ..ـلم "
أومأ إليه الرّجل بشيء من التّفهّم .. وبالنيابة عن مشاعِر إليان التي لم يكن يعرف عنها صاحبها أيّ شيء ، حلّلها المعني موضّحاً وهو يُحرّك يديه بحرية :
" هذا لأن الخطر لم يَطالك بعد .. أو يطال أي واحدٍ من أقربائك ، لكن هذا الأمر سيتغير "
" هل سَتُطلق سراحي ؟ "
" لقد قلتُ أن الأمر سيتغيّر ، لكنني ما عَنيتُكَ بل عنيتُهم ، فهم من بعدِ أن يروا جَسدَك لن يتجرّأ أيّ واحدٍ فيهم بأن يخرج بعد وقت حظر التجول .. ( ضحك ببساطة وهو يُريحُ ظهره على الكُرسي مواجهاً لحدقتا إليان الخائِفتان ) لكن من يعلم ، إنهم لن يستمروا بالهرب من مصيرهم ، فأنا بإمكاني دخول المنازل بكلّ بساطة "
شعر إليان بحلقهِ يجف فجأة ، لقد قال الرّجُلٌ شيئاً مُأكِداً على موته ، أكملت أوصاله إرتجافها لكن صوته المُهتزّ لاقى طريقاً للخروج بسؤالٍ مألوف على كُلّ مجرم :
" لماذا .. لماذا تفعل ذلك ؟ "
" السؤالُ الأحمق ذاتُه "
قالها المعنيّ مُدخِلها مللاً مزيّفاً إلى صوته ، لأنه لا يشعر بأيّ شيء فهو لا يألَفُ الملل ، لكن إليان يعرف تلك النبرة تماماً ولو كانت مزيّفة فخُيّل إليه أن قاتِلهُ ضَجِر من كِثرة تكرار السؤال .. يا تُرى كم ضحية وقفت أمامه ورددت عليه تلك الكلمات المُشابهه ؟
" عندما تكون جائِعاً ، وتكونُ حافظة طعامٍ أمامك ، ماذا ستفعل ؟ "
" أملَأُها "
ابتسم الأخير بإنتصارٍ وهو يقف أمامه :
" بالّضبط ، أنا أملأُ جُعبتي "
" أنتَ تقتل ! "
صرخت الضحية وقد التصق ظهرها على الكُرسيّ ، قالَ المعني والدّهشة المُبطّنة بفراغٍ بالِغ تنجَرِفُ على وجهه وتجعله يرفع حاجبيه ويغيّر نبرة صوته بإحترافية :
" من قال هذا ؟ أنا أسلُب "
" تسلُبُ الأرواح من أجسادها "
صحح إليه إليان ، لقد كانت العبارة مناسبة جداً له ، لكن معناها يختلف تماماً من الضحية لقاتلها ، فالصبي يعتقد أن ما يفعله الرّجل هو إخراجُ الرّوح للموت المُحتّم ، بينما في عقلِ ذلك الواقف أمامه أمرٌ آخر ، أجل هو يسلبُ الأرواح ، لكنها بطريقةٍ أخرى غير مألوفة ، كان لابد عليه أن يضحك ، من أجل أن تكون ردّةُ الفعل طبيعية .. فضحك مستمتعاً أمام الجالِسِ بإجبارٍ على الكُرسي :
" أنت محق ، مُحِقّ تماماً ، والآن هلا بدأنا ؟ لقد استمتعت بالحديث معك ، وللأسف لن يكون مُخوّلاً لك أن تجري مُحادثةً بهذه الطّريقة بعد الآن "
أمسكَ مِقصّه وتقدم ، حينها عرف المعنيّ أن منيّته قد حانت صرخ بأعلى صوته ، أغمض عينيه وسلّم نفسه لِعملٍ يظنّ أن من أمامه يريده ، ألا يرغب بأن يصرخ ؟ إذن عليه أن يصرخ بأقوى ماليه !
لكن عندما لم يشعر بأيّ شيء سيء له ، فتح حدقتاه وألقى نظرة على الواقف ووجهه مُتنكِرٌ بشدّة :
" ولكن ما الذي تفعله أنت ؟ "
بقي إليان فارغاً فمه محدّق فيه بخوف :
" أَلَن .. ( صمت مُغيّراً سؤاله ) ألا تريدني ان أصرخ ؟ "
" بالتأكيد لا ، هذا سيكون هدراً للطاقة ، ارتح في مكانك فهذا لن يكون مؤلِماً "
كيف يمكنه أن يفعل ذلك بحق الخالق ؟ فكّر إليان وهو يراقب الرجل يتقدم إليه بالمقص ، في أي جزء سيقوم بغرزه ؟ من المستحيل أن يرتاح وهو ينظر إلى هذه الأداةُ الحادّة تلمَعُ من ضوءِ المصباح .. لكن ما مدّ الرجل لم تكن اليد التي تحمل المقص بل اليد الأخرى .. فعلم الصبي أنه يريد أن يُمسكه أولاً أو يقوم بتثبيته .. إلا أنه كان مُخطئاً أيضاً .. فمشاعِرٌ فُجائية غريبة اجتاحته ، وكأن يد القاتل كانت تُدلّك جبينه ، وكان هذا آخر ما فكّر فيه قبل أن يغيبَ عقله للا مَكان شيئاً فشيئاً ..
في الحقيقة لم يكن الرجل أيضاً يقوم بتدليكِ جبين إليان .. بل كان يُدخل أصابعه لداخل رأسه إلى أو وصل لجمجمته ، تحركت الوسطى مع السّبابةِ والإبهام لتعودَ إلى الخارج مجدداً ، لكنها كانت مُمسكةً بشيء ما أبيض يُشبه الشّريط .. اكتست ملامح الرجل بالجشع وهو يراقب شريطاً طويلاً أخرجته أصابعه الثلاثة ، وهنا كان دور المقص .. فتحه ببطئ ، وبدأ يقصّ على مهل ، كُلّما قص كلّما كان هناك شيء يتناقص في روحِ إليان ، ذكرياتٌ تُسلب .. مشاعِرٌ تُفقد ، لكن المعني لم يكن يشعر بذلك ، فعيناه الغائرتان ولعابه الذي يسيل من فمه المفتوح كانوا خير دليلٍ على أن المعني في عالمٍ آخر ..
وصل لنهاية الشريط ، فحسبَهُ عن بكرةِ أبيه بسهولة ، أخرجَ زُجاجةً سوداءَ تُشبه لون المقص ، كانت قارورة حالكة الظّلمة قد جَمع فيها ما أخذه من ضحاياه السّابقة ، والتي أعلنت الحكومة عن أسمائها ، وجدت فتاةً مرميّة لا تتذكر أي شيء ولا تتحدث .. إلا أنهم وبعد فحص دقيق تبيّن أن الشُعور الذي بداخلها قد ضاع تماماً .. وضع أجزاء الشريط الطويل المُقطّع فيها وأغلقها بهدوء لتستقر على الطاولة مع المقص . وحدّق في الولد ، قام بفك وثاقه ثم مدّ الكرسي جالساً بجانبه بهدوء .. أحبّ أن يُكمل سرقته بطريقةٍ لطيفة كما حركاته كانت ، إجراء محادثة مع ضحيته ليستمتع في التأمل بعمله المتقن .. عادَ الإدراكُ إلى إليان .. أو ما تبقى منه .. عيناهُ كانتا فارغتين ، وكأنهما كأسٌ قد تم إفراغ محتوياته من الماء .. حدق فيما حوله ونظر إلى الرجل الذي أمامه ، لكن أياً منهما لم يصدر أي صوت ، لم يُطل التحديق فيها لأن مقصّاً أسود وقارورة زجاجية مماثلة قد التفت إليهما ، كانتا متوهّجتين بشكلٍ جميل تجعل أي شخص يرغب بإمتلاكهما .. بعضٌ من الوجه الكريستاليّ قد خرج بين الحينِ والآخر .. وكأن سِحراً في الدّاخل يفعل أفاعيله غير مُهتمّ بالبشرِ من حوله ..
" هذا جميل "
قالها بصوتٍ لا يدل على السعادة ، بصوتٍ خاوٍ من أي إحساس .. ابتسم الرّجل بلطف وهو يسأله بهدوء :
" أتشعر أنها رائعة "
لم يفهم إليان ماقاله الرّجل ، فرغت فاهه ببلاهه وقال منجذباً لعينيّ اللّص بشكلٍ كبير :
" عيناك "
" إنها لطيفة أوليس كذلك ؟ "
لم يفهمه مجدداً ، لكنه بقي يحدّق ويحدق ، ولو لم يتحرك الرجل لكان الصبي لازال يحملق فيه من دونِ أن يتحرك .. أمسك حاجيّاته ووضعها في جيبه الأيمن ، قالَ لضحيته بشيءٍ من السّرور وهو يُنهضه من على الكرسي ويسوقه لخارج الغرفة :
" فلنذهب للشرطة ، عليهم أن يعلموا أن صبياَ كان مرمياً على منزلي في هذا الوقت المتأخر وهو لا يتذكر حتّى إسمه .. أوليس هذا صحيحاً ؟ هل بإمكانك أن تخبرني عن إسمك ؟ "
لكن إليان لم يتحدث ، لم يهمس بأيّ كلمة بعد أن قال جملة صغيرة وذكر عينا الرّجل ، حتى بعد أن بحثت عنه والدته صباحاً وذهبت هي وزوجها إلى الشرطة في الواحدة ظُهراً ووجدت إليان هناك ، كانت قد سألته عدّة أسئلة لكن المعني لم يُجب على أي واحدة منها ولم يقل أيّ شيء .. لا في ذلك اليوم .. ولا في أيّ يومٍ آخر .
المفضلات