كأني مع عامي أودع سابقاً
إذا ما عدى كالفهدِ أو طارَ باشقُ

تذكرتُه لما تودعت لاحقاً
إذا ما مشى كالثور في الوحل عالقُ

فكان عزيزاً لي برغم انعدامهِ
فلو كان يدري أو يحس المُفارقُ

بحالي وقد ودعته اليوم راحلا
أناظرهُ والصمت بالحزن خانقٌ

فهان مصابي مذ تذكرت سابقاً
وكفكفتُ دمعاً في خدودي يسابقُ

إذا ضاقت الدنيا وجدت خطوبها
فلا تبتئس فالله بر ٌ ورازقُ

فكم نقمةٍ فاءت على المرء نعمة
فأنستهُ ما يأسى عليهِ المفارقُ

فسبحان من أعطى فؤادي سماحة
وصبرا ً وإن زادت عليهِ الضوائقُ

فإن ضاق رحبٌ فضلُ ربكَ واسعٌ
وما دونهُ باب ٌ ولا فيهِ عائق

تحلى بصبر ٍ وحمد الله دائماً
وقل كابن متا حين ناداه ُ ضائق

ولا تشتكي خلقا ً وللخلق خالقٌ
عليمٌ ولا تخفى عليه الحقائقُ



الشاعر / أبو نزار
أمين يعقوب أمين حربه