مشاهدة النتائج 1 الى 3 من 3
  1. #1

    * في عالم يمام* هنا تأشيرة الدخول لعالمه الغريب*/ دعوة خاصة للقارئ الوفي: *Lee_san

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين

    مقدمة بسيطة :قصتي هي عالم يحوي وجدانا أوجدته بخيوط خيالي،
    قصتي عالم لا تحده معالم و خطوط،
    قصتي عالم لا متناه أمدده كما أشاء و متى أشاء،
    قصتي مدينة خرافية أحلم بها في صحوي و نومي،
    قصتي عالم أسطوري مفتاحه في أفكاري و بنده انتمائي،
    قصتي عوالم ساحرة و ألوان إبداعية يوحدها نور أبيض يخترقها بلا إذن،
    قصتي ألغاز لا يعرف حلها سواي،
    قصتي هرم من أهرام الجيزة لا يثقف مسالكه غير بانيه،
    قصتي متاهة تسلب فكرك لتشكله كما تشاء،
    قصتي دهليز عميق أنرته بنور قضاياي العادلة،
    قصتي خاتم سحري في إصبعي لا يقدر على استخدامه غيري،
    قصتي مارد يلبي رغبتك و لكن...
    كن فطنا و احرص على تتبع كل كلمة تكونها و غص بكل ما فيك و ليس فيك فيها،
    لتصل إلى جوهرة فتتتها و دفنتها بين كل حرف و كلمة و سطر و صورة جميلة كونت إبداعي...
    و أنت أيها القارئ عليك استخراجها بكل ما أوتيت من كل شيء...

    مستعد (ة) لخوض المغامرة و اكتشاف الألغاز؟؟؟
    إذن هيا بنا..

    قبل أن نشد الرحال إلى عالم يمام
    رجاء :
    أرجو عدم الرد في هذا الموضوع و إنما في تقرير الرواية الذي سأفتح له موضوع خاص يمكنكم فيه إبداء رأيكم و انتقادكم الذي أؤكد عليه و كذلك سنناقش معا تفاصيل الرواية و كل رمزياتها و تفاصيلها و سأجيب عن أسئلتكم و ما لم تفهموه فيها.
    السبب :
    لكي لا تفرق وحدة الرواية بالردود فهذا يزعج القارئ و يشتت ذهنه من جزء لآخر.
    شكرا على تلبيتكم رجائي.

    رابط الموضوع الخاص بالنقاش هنا، تفضلوا :

    ما يزال أمر أخير..





    * تأشيرة الدخول *

    في عالم ليس ككل العوالم، يسود فيه التدمير بدل التشييد، و تطغو فيه الكراهية على المحبة،
    في عالم خلت في أناسه سنة الموت بدل الحياة، فماتوا بدل أن يحيوا.
    في هذا العالم فتح يمام عينيه الصغيرتين فارتطم ناظرها بجدران هشة خربة يشرق عليها ضحى الشمس كل يوم ليتكسر على حطامها و ينتشر في الأنواء،
    و يسدل عليها الليل أسترته الكحلية كل ليلة، يدثرها من برده القاسي، و يحميها من عيون شريرة لا تكف عن ترقب كل حركة وسكنة تصدر قربها لتخمدها.
    هكذا يتواصل تتالي الشمس و القمر على يمام، ليشهد الثلاثة معا في كل يوم يمضي و كل ليلة تمر ميلاد عشرات الموتى بقلوب منطفئة، خفقانها الجمود و حياتها الموت.
    يمام يسكن مع أسرته الصغيرة ذات الأربع أفراد : الأبوان، الأخ الأكبر، فيمام، فالأخت الأصغر صاحبة الزهرتين الذابلتين.
    يقع منزل يمام عند الشارع الرئيسي تماما، في واجهة الشارع،
    لا توجد لافتة مبوبة تحمل اسمه كما المعتاد،
    و لا حتى سور يحمي أحياءه،
    و الأغرب، أنه لا توجد أحياء أصلا،
    فالشارع الرئيسي في عالم يمام،
    هو أرض واسعة مسورة بجدار مهدم تبرز بعض لبناته الهشة من الأرض،
    و عند المدخل الذي لا يبدو كذلك إلا لبروز أساسين متوازيين يوحيان للقادم أنه كان هنا بوابة تربطهما قبل زمن غابر،
    عند هذا المدخل، تستقبلك الأشواك المحترقة بدلا من الورود الجورية،
    يتدلى من الأساس اليمين مستطيل معوج،
    متفحم من الطرف الأيسر،
    كتب عليه كلمات تباعدت حروفها غصبا عنها فقد فرق بينها دهر قاس هشم وحدتها و محا صبغتها المتآكلة،
    و يبدو أن هذه هي اللافتة المبحوث في أمرها.
    المار بعالم يمام، و الواقف في واجهة الشارع الرئيسي الذي يقع ضمنه منزله متأملا تلك اللافتة الغريبة،
    سيكاد يوقن بأنه أمام مسابقة حامية لفك الشفرة المكتوبة عليها،
    أو على الأقل سيظن أنه على أوراق جريدة ضخمة و قد فتحها على ركن التسلية ليخمن الكلمات المتقاطعة.
    اختفت الحياة و عم اليأس، لكن بقي يواجهه الأمل،
    أخمد لحن الهناء، لتصدح سمفونية الموت، رغم هذا، بقيت لؤلؤة دفنت في قلبها القناعة،
    و اختفى بشجاعة شيء يسمى الألم، و بقيت مقاومة تشهد على كل هذا و تحيى في قلب كل إنسان يعيش في ذلك العالم.
    لطالما ارتفعت نحوها رؤوس يمام و أصدقائه ليحلوا لغزها المحير، متحدين غموضها المصنوع من خامات
    الزمان على اختلاف أنواعها و عصورها،
    كثيرا ما أرسلوا إليها عيونهم في نظرات فضولية يشع عمقها حماسا و حبا للاطلاع،
    لكنها كانت دائما ما تهديهم فشلا محبطا بقدر ذلك الفضول الذي يرمقونها به.
    تكررت المواجهة بينها و بينهم، لكن النتيجة التي كللت أول نزال كللت الأخير أيضا.
    كان لها مع الأطفال موعد محدد يكاد يكون يوميا، و الشيء الذي يروق لها و أنه في كل مرة كان يزداد عدد متدي غموضها، و كما يقال : " الشيء الغريب يكون دائما ذا جلبة".
    لقد كانت تبتسم لهم و إن لم يروها، و تشجعهم على كشف سرها المخبوء ضمن حروفها المتفرقة، فعليها كان قد دون الدهر حكاية عالمهم حينما نزل في هذه الديار عابر سبيل ذات يوم.
    كان أكثر شيء تخشاه، هو يأس بدأت تقرؤه على وجوه الصغار،
    فإن ملوا من التفكير و لم ينبشوا السر و يخرجوه منها فلن يقرؤوا حكايتهم و لن يكتشفوا حقيقة عالمهم.
    " لا تقلقي أيتها الأمينة، سأبذل ما في وسعي لكي لا ينساك أطفال عالمنا، ففيك دفن الدهر سر وجودنا في هذا العالم"
    قال الجد هواس هذه الكلمات و هو يرفع ناظريه إلى اللافتة و قد انعكست على بريق عينيه العجوزتين نجوم الدجى المتلألئة،
    وخطف ضوء القمر دمعتيه الشاقتين طريقهما في حسرة عبر خديه، فبدتا حبتين من اللؤلؤ الأبيض،
    ثم أخفض رأسه و استأنف خطاه إلى داخل الشارع تاركا إياها خلفه،
    تستجدي الله أن يمزق ظلمة اليأس بنور الأمل و لا يفض عنها أولئك الصغار.

    * يتبع باذن الله عن قريب...
    اخر تعديل كان بواسطة » مِـدَاد` في يوم » 09-05-2009 عند الساعة » 15:47
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    e440

    أطفأتْ مَدينَتي قنْديلَها ، أغْلقَتْ بَابهَا ، أصْبَحتْ في المسَا وحْدهَا ؛
    وحْدهَا وَلـيْـــلُ . . . em_1f3bc

    / اللهُم احْفظْ مدَائنَ الإسْلام والمُسلْمين
    "


  2. ...

  3. #2

  4. #3

    ^^

    ماذا عما وراء هذه اللافتة؟ هذا السؤال يطرحه كل زائر يمر بهذا العالم،
    عند التوغل بالنظر المشتت على هذه المساحة الشاسعة التي غطتها أساسات معوجة هي شواهد قبور على منازل كانت تستند عليها.
    يكتسح النفس الناظرة هبوب رياح غامضة ترميها عنوة ضمن اللاذات،
    و تأخذها غصبا عنها للامكان و اللازمان، بل و تقوضها ضمن سجن اللاشيء المبهم.
    أما التوجه ناحية اليسار فهو يقود إلى انبثاق طريق صغيرة،
    يقع عند نهايتها منزل يمام الصغير،
    و أي منزل هذا؟ الكوخ الحجري أصلب منه بل و أجمل أيضا،
    إنه عبارة عن جدران غير متكاملة بشعة المنظر،
    و مما زاد بشاعتها تفرع صفائح القصدير الصدئة عن نهاياتها الفوضوية من غير تنسيق و ترتيب.
    البيت في العالم الحقيقي يبدأ هكذا ليكون في النهاية تحفة أو على الأقل عاديا،
    أما البيوت في عالم يمام تبدأ جميلة لتنتهي إلى هذه البشاعة المنفرة.
    بعد يوم من التسكع بين أحياء الشارع، أو لنقل بين أركان منزله الكبير، عاد يمام إلى منزله الصغير منهكا تماما،
    دخل إليه فوجد أمه تنظف باحة البيت، لقد كانت تنكس غبارا لن يتلاشى مهما كنست و كنست،
    حتى لو قضت كل يومها بل عمرها في الكنس،
    و لكن لربما ستصل آنذاك إلى موصل لم يبلغه أي إنسان حاول الغوص نحو أعماق الأرض.
    لم يدخل يمام إلى البيت من الباب، ففي منزل يمام لا يوجد باب يطرق عليه من أجل الاستئذان قبل الدخول،
    في العادة يلجأ البشر لهذا حتى يحموا الأسرار المخفية بين الجدران القائمة،
    فالبيت في المعتاد، صندوق أسرار يفتح بالطرق على القفل باستخدام المفتاح.
    لكن بيت يمام و كل البيوت في عالمه، ليست كذلك،
    فيكفي أن تقترب من مساحة البيت، هذا إن ميزت بينها و بين الحديقة أو الطريق الفاصل أو حديقة الجار المجاور،
    يكفي أن تقترب لتستقي عينك الفضولية كل ما يدور في هذا البيت العاري.
    إن البيوت في أحياء الشارع الرئيسي في عالم يمام، كالدكاكين تماما،
    لا تخفي محتواها بل تسعى جاهدة لعرضها بكل الوسائل حتى لو محيت الجدران،
    بعبارة أخرى،
    المجمع السكني في عالم يمام، هو تصميم لمجمع تجاري ضخم، يعرض أسرار العائلات بشتى سريتها،
    لذلك فأهالي هذا الشارع، يفترشون الأرض الجافة و يلتحفون أغطية سوداء نجمية في الصيف،
    أما في الشتاء فلا مهرب من الأرض الرطبة و السماء الغائمة وثيرا ملكيا يميز هذا العالم الفريد.
    في عالم يمام إذا سئل أحدهم أين تسكن أو ما هو عنوانك؟
    فلن يستطيع الإجابة، و إنما سيمسك السائل من يده و يقوده إلى رقعة الأرض التي تتخذها أسرته مهادا لها و لمتاعها.
    شد يمام طرف ثوب أمه المنهمكة في ذلك الكنس المضني،
    و نظر إليها نظرات ملحة،
    لقد فهمت قصده دون أن ينطق بكلمة، رمت تلك المكنسة البالية أرضا،
    فتناثرت من حولها حبات الغبار تلهو بشعرها التبني اليابس في فوضى عارمة.
    أمسكت أم يمام الصغير من يده و اتجهت به إلى ركن من البيت،
    ساعدته على خلع ملابسه في صمت، ثم رفعت طرف ثوبها لتغطيه عن عيون المارة،
    بعدما قضى حاجته خطفت الأم ممسحة ممزقة من الخيط المربوط بين قضيب يتوسط بيتهم،
    و مسمار عالق في إحدى زوايا جدار منقض،
    لفت ابنها بين ثنايا تلك الممسحة الرثة، ثم أسدلت ثوبها و ذهبت لتحضر غطاء قديما ألقته على ذلك الحبل ليسترها و ابنها العاري،
    غسلت الأتربة العالقة على جسده ببعض الماء المتبقي في الآنية النحاسية القديمة،
    و واصلت تمرير كفيها الحنونتين عليه دون أن تنبس ببنت شفة ملقية بناظرها إلى مكان لا يبدو أن الوصول إليه أمر وارد،
    رمق يمام أمه بنظرة مستغربة، فقد كان ينتظر أن تنهره قائلة كما اعتادت :
    - ألم أطلب منك أن لا تلعب بالتراب أيها المشاغب؟
    لكنها لم تفعل، و إنما اكتفت بنظرة شاردة تبعثر مجالها إلى مدى مجهول الطول، فلم تزد إلا من حيرة الصغير،
    ربما ألفت شقاوته الطفولية و استسلمت لغطرستها البريئة، أو أنها رثت لحال طفولته التي ما لها غير التراب لعبة مسلية
    تحفظ ماء وجهها و تبقي على حياتها تنبض،
    في عالم يمام، لا يوجد تقسيم للمنزل، بمعنى أوضح، لا يوجد مطبخ و غرفة معيشة و حمام كما في أي مكان،
    و لا حتى غرف خاصة بالنوم،
    فالعائلة في عالم يمام تقوم بكل نشاطاتها اليومية في مكان واحد،
    هو تلك المساحة المحدودة بالجدران المنقضة، و لو أن بعضهم كان قد اهتدى لفصل أمكنة الحمام و غرف النوم بألحفة بالية،
    ربما كانت رداء لأحدهم يوما ما كما فعلت أم يمام تماما، لكن ما الجدوى أمام ريح مباغتة تقتلعها،
    ببساطة، في عالم يمام اعتمدت خيوط النسيج بديلا عن جدران الاسمنت.
    ارتدى يمام حلة نظيفة، لكنها لم تكن تبدو كذلك لشدة تمزقها على جسده النحيل،
    قبل أمه و ركض نحو ركن آخر من تلك المساحة،
    جلس على الأرض، تحسسها بيده كأنما يسويها كما يسوى الفراش قبل أن تتهاوى على محمله الناعم الأجساد المنهكة،
    بعدما تأكد من شيء لا يعرفه إلا هو، ربما من نعومة الأرض أو صلابتها، ألقى بنصفه الآخر إليها واثقا بأنها لن تؤذيه،
    فهي من خلق منها و تربى فوقها و إليها سيعود.
    اخر تعديل كان بواسطة » مِـدَاد` في يوم » 08-06-2009 عند الساعة » 10:46

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter