░▒▓█ أمــجــــادنــــا تـــلـكـــ █▓▒░
كنا نجول ونصول في مشارق الأرض ومغاربها نفتح البلاد ونهدي العباد..
وأصبحنا نُشرد من مشارق الأرض إلى مغاربها تغلق علينا بيوتنا ونطرح في الطرقات..
اقرؤوا التاريخ عباد الله..
يا أحفاد عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد..
انظروا كيف كان مجدنا وكيف كان عزنا, وكيف أصبحنا وبتنا..
الناظر في حالنا الآن يشمئز منا لما ضيعناه من عزة وقهر وقوة..
وماذا الآن..؟؟
ذُلٌ وخزيٌ ومهانة وقل ما شئت..
ما أُوتينا إلا من قِبَل أنفسنا, ليس لأحد يدٌ في مهانتنا..
الهوان والذل الذي نعيشه لم يصنعه أحدٌ غيرنا..
وهذا مصداق قول الحبيب عليه الصلاة والسلام إذ يقول:
" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها, قيل: يا رسول الله أمن قلة بنا؟, قال: لا, ولكنكم غثاء كغثاء السيل, تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن, قالوا: يا رسول الله وما الوهن؟, قال حب الدنيا وكراهية الموت"..
هذا الوهن نحن من صنعناه بأيدينا, أحببنا الدنيا حباً يفوق حبنا لآخرتنا, وهذا إن وجد حب الآخرة والعمل له عند كثير منا..!!
أحببنا الدنيا التي هي جنة الكافر الفانية, وليس إلى هذا الحد فقط..
بل أحببنا الكافر المغرور بها أيضا..
في كل الأمور وبل في حتى أوهن الأمور, وتتبعنا حياتهم في كل صغيرة وكبيرة والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة, حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"..
ويقول حذيفة ابن اليمان –رضي الله عنه- :
"ولتركبن سنن الأمم قبلكم حذو النار بالنار لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم, حتى لو أنه كان فيمن كان قبلكم من الأمم أمة يأكلون العَذِرَة رطبة أو يابسة لأكلتموها"..
ويقول ابن مسعود –رضي الله عنه-:
"لو كان فيهم من يأتي أمه علانية لكان في هذه الأمة من يأتيها"..
انظروا إلى قُبح من يهيم بحب الكفار من الغرب من اليهود والنصارى..
انحطاط وسخف ونتن فكر إلى أبعد الحدود..
وما نشاهده ونسمعه في واقع المجتمع الإسلامي في العالم إلا دليل صدق وخير شاهد على تلك الصور القبيحة..
أبناء جلدتنا هم من يطعنونا ويستميتون سُخطا بأوروبا وأمريكا..
في كل شيء وفي أهون الأشياء..
في الملبس والمشرب والحركات والسكون والعادات وفي طريقة الحديث والتحدث بلغاتهم والفخر بها..
ليس من يتعلم لغة من لغاتهم لحاجة داخل في كلامي..
ولكن أريد من يعتز بلغاتهم ويفتخر ويرى نفسه أنه قد بلغ ذروة الحضارة وقمة المدنية..
بل إن مما يحز في نفسي ويحزنني كثيرا أن يوجد منا من يريد حتى أن يلغي تراثنا ورجالاته..
ويقوم ويُشيد بكتّاب الغرب وكتاباتهم وكتبهم..
أسفي على زماننا وأهله..
نجدهم يشيدون ببعض رموزهم, وهذا يذكر حِكَمَهم والآخر يذكر أمثالهم وأقوالهم ويفرح بها..
وهل أسلافنا تركونا نتيه في الغي حتى نسترشد بأقوال هؤلاء وأمثالهم ؟؟
أين كتب الغرب من كتب المسلمين ؟؟
وهل ترك كتاب المسلمين شاردة ولا واردة ولم يذكروه ولم يتكلموا فيه..؟؟
ما هذا إلا من جهل القوم وضعف عقولهم..
أين تراث الغرب العفن الذي يرسل خطاباته الفارغة من حضيض الكفر والوثنية والتي لا يعملون هم أنفسهم بها..
يُخرج أحدهم كتابا في عنوانٍ منمق: دع القلق وابدأ الحياة..
ثم يذهب هو وينهي حياته بالانتحار !!
أين هذه من هتافات بُعثت في ذروة المجد والتي تكاد أن تُنسى في أيامنا هذه في زحمة الدعايات التغريبية..
ذلك الرعيل الذي حتى الغرب أنفسهم يشهدون بفضلهم..
اقرؤوا ما يقوله المفكرون والمستشرقون الغرب المنصفون عن أسلافنا..
اقرؤوا ماذا يقولون عن عمر بن الخطاب وعن خالد ابن الوليد..
اقرؤوا التاريخ لتروا فيه كيف كنا أعزة وكيف أصبحنا أذلة..
واقرؤوا إن شئتم قصة بداية الذل والمهانة التي حلت بالمسلمين وما هي الأسباب..
وإن شئتم فقط ابدؤوا من عصر محمد علي باشا أثناء حكمه في مصر تحت السلطة العثمانية إلى وقتنا الراهن..
لتعرفوا بأي شيء خُدعنا, ولا تأبهوا بمن يقول بعصر النهضة وعصر الإنفتاح كما حتى في كتبنا المقررة في الأدب..
بل هو والله انفتاح للغزو الصليبي اليهودي لديارنا وأمتنا, وعصر الإنفتاح إلى الشهوات والذل والمهانة..
ثم قارنوا بينها وبين العصور الأولى..
وقارنوا بقادتها وقادة المسلمين من أمثال خالد وزيد وعمرو والعلاء ابن الحضرمي..
تلك هي أمجادنا وذلك هو تراثنا وفخرنا وعزنا..
ويكفينا يكفينا والله أن نفخر بهم..
وهو قليل..
ولكن هذا القليل له مستقبل واعد إن شاء الله..
يا أبناء مجد قد سبق..
كفاكم جهلا وضلالا..
كفاكم سخفا وغيا..
عفوا..
لا أستطيع السكوت..
وإن كنت لا أُسمع..
فالحرّ إن سكت قد يموت..
░▒▓█ بقلم الهيثم █▓▒░
المفضلات