السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الصبر ,, كلمه نسمع دائما الأشخاص ينصحون بها بعضهم البعض
وهي صفه جيده و محبوبه أيضا , ولكن عندما تمدح صفة ما
أما انك لمستها في شخص فرأيت جوانب إيجابيه له
أو انك أستعملتها من قبل و شعرت بإيجابيتها تسري بداخلك
ببساطه الصبر ليس مفتاح الفرج فقط كما يقول البعض
بل أنا شخصيا أراه أنه مفتاح أغلب الأشياء في حياتنا اليوميه
طبعا قبل أن نتطرق في الحديث عن الصبر , أريد توضيح نظرتي للصبر
هناك فرق ضخم بين الصبر والتخاذل أو السكوت عن الحق او الخوف
الصبور هو من يتحمل الأمور التي من الطبيعي ألا يصبر عليها
ويفعل ذلك بإرادته لأنه يريد أن يصبر وليس لأي غرض آخر سوى ذلك
ببساطه , الصبر يجعل الشخص أذكى وأفضل , لانك عندما تصبر على شئ معين
تستطيع ان تتعامل معه بشكل أفضل وهذا يعطيك الوقت للتفكير
من مميزات الصبر , أنه يجعلك ترتقي بنفسك كثيرا , و تتصرف تصرفات لم تكن لتقوم بها من قبل
هو صفه أشبه بالتمارين , عندما تقوم بالتدريبات على رياضه معينه , يصبح جسدك نشيط وقوي
يتحمل مشاق لم تكن لتتحملها من قبل , ويزداد جسدك مرونه و قوه ايضا
كذلك هو الصبر , عندما يزيد صبرك , يزيد عمق تفكيرك و قدرتك على تحمل المشاكل
تأخذها بشكل هادئ , تفكر بها , تستطيع اخراج حل لها دون ان تفقد أعصابك
في وقت قياسي , في حالتك الطبيعيه لن تكون قادرا على حلها في مثل هذا الوقت
لأن الصبر يولد الهدوء و الهدوء يمكنك من رؤية تفاصل للمشكله لا يراها غيرك
بذلك تستطيع حل الأمور ببساطه و سهوله ,, غيرك يراها معقده وربما لا تحل
لذلك يجب على المرء ان يكون صبوراً .. هناك أشياء ربما تساعد الأنسان أن يكون كذلك
مثلاَ ألا تتخذ اي قرار او تتفوه بأي كلام في وقت غضبك او حزنك .. إلخ , لان اي شئ ستقوله سيكون خاطئ وانت في حالتك الغير طبيعيه
أيضاً حاول ان تهدأ بكل الوسائل , ( الوضوء - الأبتعاد عن المكان الذي يثيرك - غير وضعيتك إذا كنت جالس أنهض وإذا كنت واقف اجلس أو تحرك .. إلخ - سارع بالأستغفار وذكر الله - الذهاب للتحدث إلى شخص ترتاح معه في الكلام )
اي شئ يستطيع اخراج شحنة الغضب او الحزن التي بداخلك , لكي تعود إلى سيطرتك الكامله
فكر في الأمر مره أخرى بشكل مختلف , على انها مشكله لشخص آخر وانت تفكر فيها لتحلها له
لا تضع نفسك طرف فيها حتى لو كنت كذلك , لان من يرى المشاكل من الخارج يسهل عليه حلها أكثر ممن بداخلها
أسمع أكثر من رأي لأكثر من شخص , ( طبعا من الأشخاص الي تثق في عقليتهم )
حاول تجمع كل الأفكار , مع فكرتك الرئيسيه , وتطلب من نفسك وضع الحل المناسب
سيعمل عقلك الباطن بشكل تلقائي و سيجد لك 7 حلول , كحد مبدأي
نعم لا ابالغ عندما اقول 7 حلول , هذا يعود إلى مدى هدوئك وتركيزك في الأمر
أهم شئ , فكر في حل المشكله ولا تفكر في المشكله ذاتها
على سبيل المثال , ذهبت لأرتداء حذائك , فوجدته أصبح ضيقاً
الآن ما هي المشكله ؟ , أن الحذاء ضيق ! .. لا بل المشكله أنك لا تستطيع الخروج
بسبب حذائك الضيق ,, إذا يجب حل المشكله وليس التفكير فيها من حيث
كيف أستطيع ارتدائه ؟! أو متى اصبح ضيقاً !! <<< كل هاذي افكار ليست مجديه في ذلك الوقت
فكر في هدفك وهو الخروج وان الحذاء هو عائق ومشكله
إذا التفكير في إيجاد بديل عن الحذاء يمكن ارتدائه والخروج هو الحل الافضل , بذلك تكون قد فكرت في حل لمشكلة عدم خروجك
ولم تجلس لتفكر في المشكله ذاتها ( الحذاء )
طبعا هذا مثال بسيييط جدا ومبسط ,, يمكننا الأخذ بالقياس في أمور حياتنا الكبيره ^^
كل هذا , لن يعمل معك إن لم تهدأ في البدايه , والهدوء لن يأتي إلا بالصبر
عندما تواجهم المشاكل , وتبدأ في الصبر , تصبح شخص أقوى وأعمق وأكثر قدرة على تحمل اعباء الحياه
أيضا كلما تكثر مشاكلك و همومك , اعلم أن هذا اعداد لقدراتك لكي تصبح شخص قوي و مفيد لنفسك ولغيرك
تذكر أيضا , ان الأصل في الحياه الأرهاق والتعب , لذلك أنت بيدك توفر لنفسك الراحه والسعاده
لذلك لا تتخلى عن مبادئك و أفكارك وأبدأ في تنفيذها بدون تردد , ستتغير أشياء كثيره كنت تراها ثابته , صدقني ^^
(( كان لزين العابدين بن على جارية ومعها ماء يغلى فعثرت فوقع الماء المغلى على ولده الصغير فمات فى حينها ، فقالت لزين العابدين : والكاظمين الغيظ
فقال : كظمت غيظى ، فقالت : والعافين عن الناس ،فقال : عفوت عنك
فقالت :والله يحب المحسنين , فقال : أنت حرة لوجه الله ))
وآخر ميزه للصبر , ان لن يجازيك عليها إلا الله عز وجل
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
^_^
المفضلات