السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال أعضاء مكسات الغالين؟ أتمنى من الله أن تكونوا بأفضل حال
إني أحبكم في الله
احترت كثيرا في إيجاد عنوان شامل لهذا الموضوع لكن ما يهمني هو المضمون وأتمنى أن أكون قد وفقت في اختيار العنوان المناسب
عندما بدأت بهذا الموضوع لم أكن أعلم بصراحة كيف سأنهيه وأوصل فكرتي إليكم
لكن أسأل الله أن يوفقني لذلك وأن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم
ولو أطلت عليكم لكن تحملوني حبا بالله فهذا الامر قد ينطبق على الكثير منكم بالتأكيد.
وأرجوكم ان تقرؤوه بكامله حتى النهاية لأن الفكرة التي أريد إيصالها قد غفل عنها الكثيرون.
وأستعين بالله عليه..
و بسم الله أبدأ..
دائما ما كنت ولا أزال ألقى اللوم من أصحابي لعدم إعطائي لهم مسلسلا أو فلما أو أغنية
ودائما ما أسمع منهم : ما أبخلك؟
وأنا أقول لهم وأنا جاد : لاتكونوا عونا للشيطان علي
فيضحكون باستهزاء وأشعر من نظراتهم أنهم يقولون لي أنت الشيطان بعينه
إن كنت تعي ما تقول إذا لما أنت تتابع وتتفرج ولديك الكثير والكثير من المسلسلات والأفلام والأغاني
لماذا لاتحذفهم ؟
ودائما مايدخل الشيطان علي من هذا الباب ويوسوس لي بأنني منافق أدعي الصلاح أمام الآخرين وفي المنزل لا أدع مسلسلا ولافيلما يفلت من يدي
فأرضخ لقول أصدقائي وأعطيهم لأسكتهم و بحجة أن أذهب عن نفسي النفاق
لكن هيهات أن يرضي هذا الكلام الله تعالى
الناس تبني مسجدا لله وتهدي قرآنا أو كتابا قيما و تتخذ سقيا للمسلمين في الطرقات كصدقة جارية
أما أنا ما الذي أقوم به؟
والله لم أجد لما أقوم به إلا مسمىً واحدا هو معاكس لما قبله ألا وهو معصية جارية
لذا اتخذت قرارا بان أتوقف شيئا فشيئا عن إعطاء ما عندي للغير في البداية تذرعت لهم بأنني أقضي وقتي وتعبي في جلبها من الانترنت ولن أعطيها لأحد
وحصرت الاعارة لشخصين كانوا عزيزين على قلبي ريثما أوصل إليهم فكرتي الأصلية والحقيقية بأنني لا أريد أن أحمل أوزار غيري
وحذفت كل الأغاني في الجوال والجوال بالذات قد أصبح لعنة والله على الشباب فما أسهل أن ترسل أغنية أو مقطعا أو صورة وتستقبل أخرى
وكلنا يعرف سرعة انتشار هذه الأمور عبر الجوالات
والشبان المساكين لايشعرون بما يجنونه من سيئات قد لا يكون لها حصر
وبعد أخذ ورد وصلت إلى نتيجة بأن أول ما يجب علي القيام به أن أوقف المشاركة بالمعاصي ونشر اللهو وما لا يفيد سوى في الترويح عن النفس
من أراد أن يروح عن نفسه فيما لا يرضي الله فليفعل ذلك لوحده .. فليبتعد عني.. ذنوبي تكفيني ليس لي حاجة بذنوب غيري
وقد بدأت بهذا ولله الحمد وأسأل الله أن يعينني وأن يثبتني وأن يوفقني لذلك
يبقى أمر وهو الاهم ألا وهو أنا نفسي وقتي بدني
فأنا أضيع الكثير من وقتي بهذه الامور
نحن لم نخلق للهو ولمتابعة المسلسلات و الافلام
نحن لم نخلق لتضييع الأوقات
وأنا هنا لا أخاطب من منطلق المحافظ على وقته والمعاتب لغيره
بل من منطلق من يذكر نفسه قبل ان يذكر غيره
ومع أنني مزاول لهذه الامور إلا انني في النهاية
أعلم بأنني -إن لم أكن على معصية- على الأقل أنا متيقن بأنني لست على طاعة
وأعلم تمام اليقين بأنني سأندم يوما ما على الساعات التي قضيتها أمام شاشة الكمبيوتر وأنا أتابع هذا الانمي أو أستمع الى تلك الاغنية أو أشاهد ذلك الفيلم
وأخشى ما أخشاه بأن ذلك اليوم هو اليوم الذي سأكون فيه واقفا بين يدي الباري جل جلاله وهو يسألني
أي عبدي ألم أنعم عليك بالصحة والعافية والغنى عن الناس
أي عبدي ألم تقرأ قولي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ألم تفهم قولي؟
أي عبدي لم أذهبت سني حياتك في ما لا ينفعك . أين نصرتك لدينك أين نشرك للخير أين الناس الذين اهتدو بفضلك
أين رسالة التوحيد التي أودعتك إياها بأن جعلتك من أمة الإسلام وكم شخصا قد هديت بها
أم أنك احتفظت بها لنفسك وتركت غيرك من الذين لم أهدهم كما هديتك.. تركتهم في الظلام
أي عبدي ..ألم أهدك الى صراطي لماذا نأيت عنه لماذا؟ لماذا لم تهدِ غيرك؟ ما الذي حرمتك منه؟ مالذي جعلك تتوانى عن نشر الحق؟
أي عبدي.. ألم أقل وقولي الحق{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} ألم تفهم قولي؟
أخشى قوله : أي عبدي؟؟ ألم تقرأ قولي وأنا أخاطب الذين كفروا: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ}
هل أردت أن تكون منهم لذلك صرفت مالك وسني عمرك في اللهو وفي مطاردة الدنيا
أي عبدي.. ألا تذكر قولي:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
لماذا لم تصبر؟ وقد أعديت لك جنة عرضها السماوات والارض فيها كل ماتشتهي نفسك إلى أبد الآبدين
لم أطلب إلا أن تصبر بضع سنين أهانت عليك جنتي لهذا الحد أمام الدنيا أم أنك لم تؤمن بما قلته لك ؟
أي عبدي.. أي عبدي..
وأما أنا.. لن يكون جوابي على هذه الأسئلة وقد تساقط لحم وجهي من الخجل إلا بكلمة واحدة : بلى يارب .. بلى يارب
أين عذري في ذلك الموقف ؟ أين؟..
هل سأكذب حينها وآتي بعذر أقبح من ذنبي وأمام من؟ أمام من ؟ .. أمام من يعلم السر وأخفى
كيف سأدخل الجنة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأين أنا مما قدمه.
لنقل أنه كان معصوما وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
كيف سأدخلها مع أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو طلحة أو الزبير رضوان الله عليهم أجمعين
أين عملي من عملهم, هؤلاء الذي قضوا حياتهم وأعمارهم وأرواحهم في سبيل خدمة هذا الدين وحملوا الرسالة الى الأجيال اللاحقة
هؤلاء الذين بشرهم الله بالجنة وهم كانوا مايزالون على قيد الحياة
نحن ما الرسالة التي سنوصلها الى الأجيال اللاحقة؟
سؤال لم أحصل على إجابته حتى الآن
لا أريد أن يأتي أحد ليقول لي كيف حرمت؟ وكيف حللت؟
أنا لا أحرم ولا أحلل لكن لا أقول إلا كما قال حبيبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام:
« إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»
وأقصد بهذا ما يقال عن الانمي والمسلسلات والأغاني وغيرها من أنها حرام أو حلال وأقول كلنا يعرف في صميمه وفي فطرته التي فطره الله عليها -إن كان قلبه صالحا - أن الامر الفلاني يرضي أو لا يرضي الله تعالى ولا يحتاج إلى من يفتيه بأنه حلال أو حرام
والفتاوى التي أحلت هذه الأمور قد وضعت شروطا لم ولن ولا يمكن أن تتوفر في أي من هذه الافلام أو المسلسلات
لأننا جميعا نعلم أن القائمين على هذه المسلسلات والأفلام لا يمتون للإسلام بصلة
أما الآن وقد قلت هذا وكتبته بيدي فسيكون شاهدا عليّ يوم القيامة
وعلى كل من قرأه أيضا
حقاً أكثر ما يؤلمني هو معرفتي للصواب إلا أنني لا أطبقه بحذافيره
أدعو الله أن يرزقني العزيمة على الرشد
فإن كنت أعلم الحق والرشد والصواب فلا أحتاج إلا الى أمر واحد
أحتاج إلى عزيمة لكي أطبقه
وقلّ من يملكها في زماننا
أسأل الله أن يهديني وأن يهدي شباب المسلمين
أسأل الله أن يستعملني وأن لا يتركني على حالي
اللهم استعملنا لخدمة دينك ونشر توحيدك
وأستعيذ بالله أن أأْلف معصية حتى لا أعود أشعر بارتكابها وهذه مصيبة عظيمة والله
وقد وقع فيها جلنا بنحو أو بآخر
وإلى كل-وأنا منهم- من قال بأنني في النهاية مسلم وسأدخل الجنة ولو تعذبت قليلا ففي النهاية أنا موحد لله ولا أشرك به شيئا لا ضير من التمتع بالدنيا والركض وراءها أهديه هذا الحديث:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الْحَوْضُ وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا "صحيح البخاري
وفي رواية: " أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ ، فَوَاللَّهِ ، مَا الفَقْرَ أخشى عَلَيْكُم وَلَكِنِّي أخشى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ؛ كَمَا بُسِطَتْ على مَنْ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، فَتُهْلِكَكُم كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ " ، أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ والترمذيُّ
ووالله لايذكرني هذا الحديث الا بحالي عندما كنت أتنافس مع أصحابي على من مجموعته أضخم من الانمي والأفلام والالعاب وغيرها
وأقول صدقت يا رسول الله.. والله مانطقت إلا بالحق.
أستميحكم عذرا على إطالتي وأتمنى أن تكون فكرتي قد وصلت.
ماكان من توفيق فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منهما براء
وأعوذ بالله أن أذكركم به ثم أنساه
حفظكم الله ورعاكم أينما كنتم
تم بحمد الله ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
المفضلات